CRI Online

تشكيل العلامات التجارية مفتاح لإعادة هيكلة صناعة النسيج

cri       (GMT+08:00) 2013-09-23 14:19:15

مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم! طابت أوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من إذاعة الصين الدولية. وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: الصين تحت المجهر. اليوم، في الجزء الأول، نقدم لكم تقريرا بعنوان "تشكيل العلامات التجارية مفتاح لإعادة هيكلة صناعة النسيج". وفي الجزء الثاني، نقدم لكم تقريرا بعنوان "منطقة التجارة الحرة الصينية-السويسرية نموذج للتعاون مع الاتحاد الأوروبي". فأهلا ومرحبا بكم.

عقد مؤتمر النسيج القطني الدولي الصيني عام 2013 في يونيو الماضي في مدينة نانكين بمقاطعة جيانغسو، حيث أكد المهندس العام لوزارة الصناعة والمعلوماتية الصينية تشو هونغرين في مراسم الافتتاح أن على صناعة النسيج، وخاصة شركات الملابس معرفة وضع التنمية الاقتصادية الحالي وتسريع إعادة الهيكلة ورفع المستوى وخلق ميزة تفوق جديدةتتخذ الإبداع الذاتي كأولوية وجودة العلامة التجارية والاستراتيجية الدولية والصديقة للبيئة كمحور لها.

شهد مستوى المعيشة للشعب الصيني ارتفاعا مستمرا مع التنمية الاقتصادية الصينية السريعة المستمرة لسنوات، وارتفعت متطلبات المستهلكين للجودة والتصميم والعلامة التجارية للملابس، هذه فرصة وتحد أيضا بالنسبة إلى صناعة النسيج الصينية.

تأسست مجموعة لاندي في عام 1989 وهي شركة منسوجات تشغل حوالي ألف موظف ويتجاوز حجم مبيعاتها السنوية مائة مليون يوان صيني. في الوقت الحالي، يتمثل الهدف الواضح للمجموعة في التمسك بخط تنمية العلامة التجارية وخلق علامة ملابس صينية مشهورة. أمام البسطة الخاصة لملابس النساء التجارية بعلامة لاندي، يتوافد عليها الكثير من المستهلكين دائما لشراء الملابس.

"جئت إلى هنا لاختيار هدية لأمي بمناسبة عيد ميلادها، عرفت هذه العلامة التجارية منذ طفولتي، وتعرفها أمي أيضا، أعتقد أن شكلها جديد ولونها جميل أيضا."

"إن ألوان الملابس بهذه العلامة التجارية جميلة جدا، ويناسب تصميمها اتجاه الموضة في الصيف الحالي، أعتقد أنني سأكون جميلة جدا إذا لبست هذه الملابس."

تملك مجموعة لاندي لملابس النساء أكثر من 150 متجرا في بر الصين الرئيسي في الوقت الحالي، وفتحت متاجر لها في سنغافورة وهونغ كونغ وماكاو على التوالي. توجد في الصين الكثير من العلامات التجارية لمختلف الأنواع من الملابس، فكيف ظلت مجموعة لاندي في موقع حصين خلال المنافسة السوقية الحادة؟ أكد رئيس مجلس الادارة لمجموعة لاندي شياو ونجيو أن تحديد استراتيجية العلامة التجارية هو مفتاح ذلك، حيث قال:

"تعرف شركات الملابس داخل الصين المستهلكين المحليين جيدا، وتتمتع بالتفوق في ذلك مقارنة مع شركات الملابس الأجنبية. إن مضمون استراتيجية العلامة التجارية وافر جدا بما فيه التصميم والتغليف والخدمة وغيرها، ما يجسد قيمة العلامة والشركة."

ظلت المنسوجات منتجات تصديرية رئيسية للصين خلال فترة طويلة. ومنذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001، شهدت صناعة النسيج تطورا سريعا حتى باتت تعتبر إحدى أكثر الصناعات استفادة من انضمام الصين إلى المنظمة. أظهرت إحصاءات منظمة التجارة العالمية أن كمية صادرات المنسوجات الصينية تجاوزت 30% من حصة الصادرات العالمية في عام 2010.

ولكن الواقع حول صناعة النسيج الصينية الذي جعلنا في وضع حرج هو أنه لا توجد علامة تجارية مشهورة لصناعة الملابس الصينية في العالم وما زالت معظم الشركات تقوم بالتصنيع للعلامات التجارية المشهورة العالمية، ولذلك كانت قيمة المنتجات الإضافية منخفضة وأرباح الشركات ضئيلة. فمثلا، ظلت شركة بولارقوسي للملابس بمقاطعة تشيجيانغ تقوم بالتصنيع لملابس تريكو ذات العلامة التجارية الفرنسية "لوكاستي"، وقال رئيس مجلس الادارة للشركة شن تشنغفا إن قطعة واحدة من هذه الملابس تباع بألفي يوان صيني في الدكان الخاص، لكن إذا لم توجد هذه العلامة التجارية، فمن الصعب أن تباع حتى بسعر منخفض، حيث قال:

"ظلت شركتنا تقوم بتصنيع الملابس بالعلامات التجارية الأجنبية خلال أكثر من عقد من الزمن، ولقد تعاوننا مع بعض الشركاتالأجنبية المشهورة مثل أرماني وبرادا، أما الربح الذي حصلت شركتنا عليه من هذا العمل فهو أقل من 5%، هذا منخفض جدا."

رغم أن الربح منخفض، لكن الشركات تضطر إلى قبول استمارات طلب البضائع من أجل الحفاظ على نموها. عام 2008، وقعت الأزمة المالية الدولية، حيث تفاقم وضع سوق الملابس الدولية بشدة، وانخفضت أعداد استمارات طلب البضائع بشكل كبير، وأصبحت هذه الحالة أخطر مع وقوع أزمة الديون الأوروبية. في ظل هذا الوضع، أصبحتإعادة الهيكلة اتجاها ضروريا لصناعة النسيج الصينية.

ومواجهة لمختلف الصعوبات والتحديات، أدركت الشركات الصينية بوضوح أهمية العلامة التجارية، فإذا أرادت تغيير الوضع الحالي، فلا بد لها أن تنتج المنتجات ذات القيمة الإضافية العالية وتتمسك بحق تحديد الأسعار. فمثلا شركة بولارقوسي للملابس وصلت تجهيزات الإنتاج وقدرتها على ضمان الجودة إلى مستوى دولي، ويضيق فرق القدرة على تطوير وتصميم المنتجات بينها والشركات الدولية المشهورة بشكل تدريجي. في الوقت الحالي، يخصص رئيس مجلس الادارة للشركة شن تشنغفا أكثر من نصف الربح من تصنيع الملابس في تنمية العلامة التجارية الخاصة، في هذا الصدد، قال شن:

"هذا طريق ضروري لنا. هناك الكثير من الأشخاص يريدون خلق العلامات التجارية، خاصة في السنتين الأخيرتين، بعد وقوع الأزمة المالية الدولية، رغبت الكثير من الشركات الصينية التي تعمل على التجارة الخارجية في تركيز اهتمامها على السوق المحلية وتطور العلامات التجارية الخاصة."

في نهاية مارس هذا العام، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ وعقيلته بنغ لييوان بزيارة روسيا، إن الملابس التي لبستها عقيلة الرئيس الصيني هي من علامة ملابس تجارية صينيةخاصة، وقدرت مختلف الأوساط أنها جميلة وأنيقة وعصرية، ما أدى إلى "مد عارم للبضائع الصينية"، وتستفيد العديد من شركات الملابس الصينية من ذلك في سوق رأسمال. أكد رئيس مجلس الادارة لمجموعة شينشيو بمقاطعة تشيجيانغ وهي ممثل الشركاتالصينية الخاصة أن طريق الدولية للعلامات التجارية القومية الصينية كان صعبا جدا في الماضي، ولكن عقيلة الرئيس الصيني اختارت الملابس من العلامة التجارية القومية خلال زيارتها، ما جدد الثقة والاعتماد على ذلك، حيث قال:

"قدم اختيار عقيلة الرئيس الصيني الثقة والاعتماد عندنا، وجعل الكثير من الشركات الخاصة الصينية خاصة الشركات التي تنتج البضائع الاستهلاكية التقليدية تجدد ثقتنا بتطوير العلامات التجارية الخاصة. هذا لا يعكس رغبة عقيلة الرئيس الصيني فحسب، بل يظهر دعم الحكومة المركزية للصناعة القومية وعلامات البضائع الصينية التجارية أيضا، ما يشير إلى ثقة الحكومة الصينية باحترام النفس وتعزيز الحضور أمام العالم كله. لذلك، نعتقد أن هذا الأمر جيد جدا."

رغم أن صناعة النسيج الصينية تواجه مختلف الصعوبات، لكن قوة شركات الملابس الصينية تتعزز باستمرار بعد التنمية لحوالي 10 سنوات. أظهرت الاحصاءات أن قيمة استهلاك الملابس الصينية ازدادت بحوالي 15% كل سنة خلال ال10 سنوات الماضية، حيث تجاوزت الملابس من العلامات التجارية الخاصة 90% من حصة السوق الاستهلاكية داخل البلاد، تحت دعم العدد الكبير من المستهلكين، استقبلت صناعة النسيج الصينية فرصة التنمية الجيدة.

وتماشيا مع نهوض العلامات التجارية القومية باستمرار، تدخل العلامات التجارية الدولية إلى الصين على التوالي. وقد أكد رئيس مجموعة شينسو لسلسلة المخازن الكبيرة وانغ وي أن الصينيين يهتمون أكثر فأكثر بجودة الحياة مع نمو الاقتصاد الصيني، وأصبحت العلامات التجارية أكثر أهمية بالنسبة إلى المستهلكين الصينيين، حيث قال وانغ وي:

"قبل عام 2001، كان وعى الصينيين للعلامات التجارية ضعيفا جدا، حيث توجد الكثير من البضائع المقلدة في السوق، لكن الوضع الحالي مختلف، لا يمكننا أن نرى الدكاكين من علامات LV وzara وh&m في مدينتي شانغهاى وبكين فحسب في الوقت الحالي، بل يمكننا أن نرى العدد المتزايد من العلامات التجارية الدولية في مدينة لانتشو ومنطقة شينجيانغ. ورغم المنافسة لكن ذلك يمنحنا فرصة للتعلم من هذه العلامات التجارية الدولية عن قرب في الوقت نفسه."

وهناك المزيد من الشركات تسرع إعادة الهيكلة ورفع المستوى من خلال "الخروج"، وتأمل في تجميع موارد العلامات التجارية الأجنبية وتطوير العلامات التجارية الدولية. حيث قامت احدى شركات المنسوجات بمقاطعة شاندونغ بالاستحواذ على أكثر من عشرين علامة تجارية أجنبية وجمعت أفكاراناضجة لتشغيل العلامة التجارية الدولية وخاصية الشركة الذاتية. إذن، بماذا يجب على شركات الملابس الصينية الاهتمام خلال عملية الخروج؟ في هذا الصدد، قالت نائبة رئيس مجلس الادارة لشركة جينشياباويي المحدودة هو باولين:

"إن العلامات التجارية الدولية لديها تاريخ طويل وتهتم كثيرا بالتصميم والجودة لمنتجاتها. نأمل في أن العلامات التجارية القومية تتمتع بالمزايا الخاصة وتشكل قدرة المنافسة الجوهرية، لا يمكننا أن ننافس العلامات التجارية الدولية إلا إذا كانت جودة منتجاتنا جيدة جدا."

مستمعينا الأعزاء، استمعتم في الدقائق الماضية إلى تقرير بعنوان "تشكيل العلامات التجارية مفتاح لإعادة هيكلة صناعة النسيج". وفي الدقائق التالية، نقدم لكم تقريرا بعنوان "منطقة التجارة الحرة الصينية-السويسرية نموذج للتعاون مع الاتحاد الأوروبي".ولمزيد من المعلومات، تفضلوا بزيارة موقعنا على شبكة الإنترنت: Arabic.cri.cn. تفضلوا بالبقاء معنا في برنامج "الصين تحت المجهر".

أعزائي، بعد الفاصل الموسيقي، مرحبا بكم مجددا، وفي الدقائق التالية، نقدم لكم تقريرا بعنوان "منطقة التجارة الحرة الصينية-السويسرية نموذج للتعاون مع الاتحاد الأوروبي".

بعد قرابة شهرين من الزيارة المثمرة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى سويسرا وقعت اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وسويسرا مؤخرا في بكين.

ويعتقد على نطاق واسع أن اتفاقية التجارة الحرة بين "قلب أوروبا" وثاني أكبر اقتصاد في العالم لن تعزز فقط العلاقة متبادلة المنفعة بين البلدين ولكنها تعد أيضا نموذجا للتعاون الاقتصادي بين بكين وبروكسل وسط تصاعد حدة التوترات بشأن مكافحة الإغراق.

وكانت سويسرا دوما في صدارة العلاقات الاقتصادية مع الصين. وأصبحت في 2007 أول دولة أوروبية تعترف بوضع اقتصاد السوق الكامل للصين، وهو ما سهل فيما بعد توقيع الاتفاقية.

ووصل حجم التجارة بين الصين وأول شريك تجاري لها في القارة الأوروبية إلى 26.3 مليار دولار أمريكي في العام الماضي وقد حافظت وسويسرا وهي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي على توازن ملائم للتجارة على مدار سنوات.

ووفقا لتلك الاتفاقية، فإن سويسرا وصناعاتها التنافسية بما فيها تصنيع الدواء والآلات الثقيلة وصناعة الساعات والسياحة ستستفيد بما لا يدعو للشك بشكل أكبر من إقامة سوق صيني حر وكبير.

كما ستستفيد الصين، التي تختلف عن سويسرا جغرافيا واقتصاديا، من نماذج التعاون المتكاملة بشكل كبير. كما ستلبي رفع التعريفات وقنوات الاستيراد الحرة للتكنولوجيا من سويسرا الاحتياجات المتزايدة للمستهلكين الصينيين وستساعد في تسريع عملية التحول الصناعي والتطور في البلاد.

وقد وسعت أكثر من 60 شركة صينية حتى الآن من أعمالها التجارية في السوق الأوروبي من خلال إقامة أفرع لها في سويسرا. ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم بشكل مستدام عقب توقيع الاتفاقية.

وفي الوقت الذي تقدم فيه الاتفاقية الصينية-السويسرية فرصة كبيرة للجانبين لاستغلال إمكانياتهما الهائلة وتحقيق مزيد من المنافع الملموسة لشعبيهما، فإن تلك الفرصة تتاح أيضا أمام الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقا.

وقد اتخذ التعاون بين الصين والاتحاد منحنى جديدا، في الوقت الذي لاتزال فيه القارة المثقلة بالديون تحاول الوقوف على قدميها في ظل الاقتصاد العالمي الذي يعاني من الشكوك.

برغم أن العملاقين الاقتصاديين دخلا في سلسلة من النزاعات التجارية الشهر الماضي بعدما فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات مشروطة لمكافحة الاغراق بنسبة 11.8 في المائة على واردات الألواح الشمسية من الصين، بدأت الصين تحقيقات مكافحة الإغراق في خمور مستوردة من الاتحاد الأوروبي.

وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد والصين بحلول 6 أغسطس المقبل، فإن التعريفات على الألواح الشمسية الصينية، التي ستزيد بنسبة 47.6 في المائة، قد تضر بشكل كبير بسلسلة القيمة للألواح الشمسية الأوروبية وتعرض أكثر من 600 ألف وظيفة للخطر.

وتأتي اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وسويسرا في هذا الوقت لتهدئة الأطراف المتنازعة كما تعد نموذجا للعلاقة التجارية متبادلة المنفعة.

وتختلف الصين عن أوروبا في عدة أوجه، حيث لا يمكن أن تخلو تجارة ثنائية من هذا الحجم الكبير من النزاعات. إلا أنه يجب أن تستند أي شراكة سليمة لحقيقة مفادها أن تتخلى الأطراف عن الحمائية التجارية وتهيئ بيئة عادلة لجميع الشركاء التجاريين.

فليس هناك فائز في الحروب التجارية. وإذا اغتنم الاتحاد الفرصة بإعادة التفكير في المصالح الاستراتيجية طويلة المدى للتعاون الثنائي بدلا من تحقيق المكاسب الفورية فيمكن أن يلعب الاقتصادان المتكاملان بشكل كبير دورهما ويتشاركان في مزيد من الأرباح.

مستمعينا الأعزاء، إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من برنامج "الصين تحت المجهر"، من تقديم سحر وغزوان، وإعداد وإخراج روجينا وانغتشي، شكرا لحسن متابعتكم، ولمزيد من المعلومات، تفضلوا بزيارة موقعنا على شبكة الإنترنت: Arabic.cri.cn، وإلى اللقاء مع أطيب التمنيات.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي