CRI Online

عملية التحضر الصينية تدخل إلى مرحلة حاسمة

cri       (GMT+08:00) 2013-10-10 15:33:15


عملية التحضر الصينية تدخل إلى مرحلة حاسمة

أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومعهد البحوث للتنمية الحضرية والبيئة لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية "تقرير التنمية البشرية الصينية عام 2013" مؤخرا بمدينة بكين. أشار التقرير إلى أن عملية التحضر الصينية ستدخل إلى مرحلة حاسمة، ولا بد لها أن تسير على طريق التنمية المستدامة لإزالة الضغوط التي تواجهها المدن الصينية. الآن، تفضلوا بالاستماع إلى تفاصيل التقرير.

أكد التقرير أن معدل التحضر الصيني ارتفع من 17.9% إلى 52.6% خلال الفترة ما بين عام 1978 وعام 2012، إن سرعة النمو وحجم التوسع لا مثيل لها في تاريخ التنمية البشرية. وفي عام 2030، سيبلغ معدل التحضر الصيني حوالي 70%، يعني أن حوالي مليار شخص سيعيشون في المدن. أصبح التحضر مهمة تاريخية للصين من أجل بناء التحديثات، وتكمن فيه أيضا أكبر امكانيات لتوسيع الطلب المحلي. الجدير بالذكر أن المشاكل التي ظهرت في عملية التحضر منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، عرقلت عملية بناء الحضارة الايكولوجية الصينية بشكل خطير، لذلك، أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك أن عملية التحضر الصينية قد دخلت إلى مرحلة حاسمة، حيث قال:

"تواجه الصين ضغوطا متزايدة في سلسلة من المشاكل، بما فيها كيفية رفع كفاءة استخدام الطاقة والموارد الطبيعية الأخرى وتحسين النظام الإداري للمدن ومشاكل التشغيل والمرور والإسكان والخدمة العامة الاجتماعية الأساسية والأمن ومستوى المعيشة للعمال المهاجرين وشيخوخة السكان وتحويل الهيكل الاقتصادي وتلوث الهواء والمياه وما إلى ذلك. وإن نتيجة الحل الأخيرة لهذه المشاكل ستتوقف على كيفية مواصلة الصين إكمال بناء التحضر."

وأشار التقرير إلى أن مشكلة نظام الحضرية الصينية غير العقلاني أصبح يزداد بروزا في المرحلة الحالية. تتمثل في الاهتمام بسرعة عملية التحضر وإهمال بجودتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أدت عملية دفع التحضر إلى تأثير سلبي كبير على الموارد والبيئة. مواجهة للحالة الآن، أكد نائب مدير اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح شيا تشنهوا على ضرورة تحويل النموذج التقليدي لتنمية التحضر الصيني، حيث قال:

"مع تعزز وعي المواطنين بحماية البيئة، اشتد تقييد الموارد والبيئة لتنمية التحضر يوما بعد يوم، ومن الصعب أن يستمر نموذج دفع التنمية السريعة للتحضر اعتمادا على استهلاك الموارد وعلى حساب البيئة الايكولوجية، ومع تزايد التناقضات الاجتماعية بسبب الفجوة بين سكان الحضر الجدد والقدماء في الخدمة العامة، من الصعب أن يستمر نموذج خفض تكاليف الخدمة ودفع التنمية السريعة للتحضر اعتمادا على الخدمة العامة غير المتساوية، لذلك، لا بد لعملية تنمية التحضر الصيني أن تتحول من رفع السرعة إلى رفع الجودة."

وأضاف شيا تشنهوا أن بناء التحضر الصيني الجديد في المستقبل لا بد أن يندمج فيه مفهوم الحضارة الأيكولوجية ويتمسك بمبدأ "وضع الإنسان في المقام الأول، وتعزيز الدعم، والنظام المكثف والفعال، والايكولوجية الصديقة للبيئة"، في هذا الصدد، قال شيا تشنهوا:

"المقصود بوضع الإنسان في المقام الأول يعني اتخاذ تحضر الإنسان كجوهر ودفع التمتع المتساوي بالخدمة العامة الأساسية وتمكن سكان الحضر والريف من التمتع المشترك بنتيجة تنمية التحضر، أما تعزيز الدعم فيعني إطلاق العنان لتأثير الاقتصادات الحضرية الكبيرة الحجم في تقسيم العمل وريادة الأعمال والابتكار وتعزيز القدرة الاستيعابية الإجمالية للمدن والبلدات باستمرار، وبخصوص النظام المكثف والفعال هو يعني التمسك بالتخطيط المعقول وتشكيل نظام الحضرية التعاوني والمعقول في تقسيم العمل، أما الايكولوجية الصديقة للبيئة فتعني التمسك بمفهوم الحضارة الايكولوجية في عملية التحضر كلها والتمسك بتوفير المياه والأرض والموارد."

إلى جانبه، أكد رئيس معهد البحوث للتنمية الحضرية والبيئة لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية السيد بان جياهوا ضرورة الاهتمام بسبيلة التنمية المستدامة في عملية التحضر الصينية، لأن التنمية المستدامة لا تعزز قدرة البشر للاختيار الذاتي فحسب، بل تفيد الأجيال المستقبلية، حيث قال:

"إن الإدارة الحضرية تحتاج إلى جهود مشتركة من الحكومة والمؤسسات والمواطنين في مجالات التخطيط والإدارة والإنتاج والاستهلاك وغيرها. إذا لم نفكر في التنمية المستدامة وتحديات البيئة، فإن القدرة الاستيعابية للبيئة قد لا تستطيع تحمل المزيد من التلوثات، وسيؤثر ذلك على التنمية الاقتصادية والاجتماعية."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي