CRI Online

جهود القيادة الصينية في تعزيز مفهوم الثقافة البيئية

cri       (GMT+08:00) 2013-10-23 14:54:05

بعد أقل من عام على قيام الحزب الشيوعي الصيني بإدراج مهمة تعزيز الثقافة البيئية في ميثاقه، يرى مفكرون أن مسؤولي الحكومات المحلية لا زالوا يكافحون لتحقيق ذلك.

وقال لي ون هوا الخبير البيئي البارز والأستاذ في الأكاديمية الصينية للهندسة والأكاديمية الدولية للعلوم إن الثقافة البيئية وعلم البيئة يتشاركان في نفس الهدف وهو تحقيق التناغم بين الانسان والطبيعة.

وقال لي على هامش منتدى جبل تشانغباي الدولي للبيئة في محمية جبل تشانغباي الطبيعية بمقاطعة جيلين "إن التفكير في علم البيئة على أنه علم للبشر كي يقوموا بدراسة النظام البيئي والحفاظ عليه كعناصر خارج النظام البيئي أصبح تفكيرا غير صالح للعصر الحالي".

وقال إن علم البيئة تطور ليصبح نظاما متكاملا يلزم البشر بحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية بصفتهم أفراد في النظام البيئي الطبيعي.

ورأى المفكرون المشاركون في المنتدى أنه لا زال بعض الصينيين ومن بينهم مسؤولين حكوميين يخطئون في تفسير هدف علم البيئة على أنه يشمل حماية النظام البيئي ويستثني البشر، وأن استراتيجية نشر ورعاية الثقافة البيئية لا تمشي بسلاسة عندما يتعلق الأمر بالتطبيق.

وقال البروفيسور لي هونغ وي من قسم الماركسية-اللينينية بمدرسة الحزب للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إن بعض المسؤولين على مستوى المحافظات الذين تدربوا في المدرسة كانوا يشعرون بالتردد أو الحيرة حول كيفية تطبيق الخطط البيئية بعد وصولهم لمدرسة الحزب.

وقال لي هونغ وي "بعض المسؤولين على مستوى المحافظات شاركوا في دورات تدريببة للثقافة البيئية في مدرستنا اعتقدوا أن من المبكر جدا للحزب أن يهتم بالثقافة البيئية على هذا المستوى المرتفع وأكد بعضهم أن هذا يعد انفصالا عن الظروف الفعلية للصين".

وأرجع البروفيسور هذا الموقف من جانبهم إلى سوء فهم طبيعة المهمة وقال إن أساس تعزيز ونشر الثقافة البيئية يكمن في التنمية.

وقال إن الهدف هو تحقيق تنمية مستدامة في إطار السعي لتحقيق تناغم بين الانسان والطبيعة.

وقال "الهدف هو تغيير الأفكار الراسخة سلفا في أذهاننا وتحويل نمط النمو لنمط مستدام وقوي".

وقال تشو تشي هونغ رئيس اللجنة الوطنية لبرنامج الانسان والمحيط الحيوي إن العديد من مسؤولي الحكومات المحلية أساؤوا فهم مهمة بناء بنية تحتية ضخمة في المحميات الطبيعية وتجاهلوا أهمية زيادة الوعي البيئي بين الناس.

من المستحيل أن نتوقع من الفرد الذي ينقصه الوعي البيئي أن يتصرف بطريقة تحقق أقل الضرر الممكن للبيئة.

وحذر لي ون هوا من أن هناك ميل للمبالغة في الدور الايجابي للغابات في النظام البيئي الطبيعي في الصيني على خلفية تعزيز الثقافة البيئة نظرا لأن زراعة الأشجار دون علم كافي ودون الأخذ في الاعتبار بقدرات تحمل التربة للمياه في بعض الأماكن مقلق للغاية.

وقال "جميع الأشياء خاضعة للقياس وعندما يتعلق الأمر بزراعة الأشجار نحتاج للموازنة بين الغابات التي من صنع الانسان والغابات الطبيعية وبالنسبة لنشر الثقافة البيئية لابد أن يكون هناك توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة".

وأشاد البروفيسور الصيني باقتراح القادة الصينيين وضع استراتيجية لدمج الوعي البيئي في التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية للصين.

وقال "مع زيادة الوعي البيئي في الصين ازدهرت العديد من المصطلحات الجديدة مثل المدينة البيئية ومدينة الغابة.

وقال لي إن العلماء قاموا أيضا بتصميم سلسلة من مؤشرات التقييم لتلك المصطلحات وفي إطار التطبيق وجدنا أنها لن تكون فعالة بالتأكيد ما لم يمتلك الشعب الصيني ثقافة بيئية.

وقال "نظرا لأننا في عالم تهمين عليه النفعية والمادية من الصعب جدا تحقيق تغيير في أذهان الناس. واعتقد أن الوقت قد حان لمراجعة الفلسفة الصينية القديمة المتعلقة بالانسان والطبيعة وكونهما كيان واحد متكامل".

قال وانغ سونغ الباحث في معهد علوم الحيوان بالاكاديمية الصينية للعلوم ورئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي للعلوم البيولوجية إن المشكلة التي تواجهها الصين ما زالت تتمثل في الإفراط في التنمية على حساب النظام البيئي.

وقال إن تحسين الوعي البيئي لصناع القرار في الحكومات المحلية يعد أمرا حيويا على وجه التحديد واقترح صياغة إرشادات إجبارية تتبعها الحكومات المحلية من أجل تعزيز الاقتصاد وبالتالي الحفاظ على التنوع البيولوجي وسلامة النظام البيئي.

وقال وانغ إن هناك حاجة لوضع خطط تمكن مسؤولي الحكومات المحلية من البقاء على إطلاع ودراية بالموارد البيئية المحلية وإتخاذ قرارات تنموية حكيمة.

وقال "واجهنا الكثير من العثرات فيما يتعلق بحماية البيئة في الماضي ولكن لم يفت أوان تصحيح ذلك الآن".

وقال جه جيان بينغ نائب رئيس كلية المعلمين ببكين وعضو اللجنة البيولوجية والطبية للجنة العلوم البيولوجية والتكنولوجيا التابعة لوزارة العلوم والتكنولوجيا إن التكاليف البيئية يجب أن تكون متضمنة في تكاليف الانتاج في حين يجب سداد قيمة الخدمات البيئية.

وقال جه "نحتاج لتعزيز إصلاح النظم الاقتصادية والبيئة لمنع استغلال وإهدار الموارد البيئة مجانا".

وتحدث عن حلمه بتعزيز الاقتصاد البيئي في الصين خلال المنتدى، وقال إن هناك فرصة واحدة نشأت من تعزيز الثقافة البيئية وهي استكشاف محرك جديد للنمو مع استدامة اقتصادية وبيئية.

وقال جه "الموارد البيئية وتطبيقات الحفاظ على البيئة لها تأثير على الاقتصاد والبيئة والمسؤولين الحكوميين الذين يتعاونون معا سيساعد في تحديد قيمتها وإنتاج اقتصاد جديد. هذا هو حلمي الحقيقي".

وخلال المنتدى اقترح تشانغ شيو تشه الخبير الاقتصادي في معهد الاقتصاد الكلي باللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تحويل محمية جبل تشانغباي الطبيعية إلى منطقة برهان وطني على تنمية وتطوير الثقافة البيئية.

وقال تشانغ "خارج المحمية ازدهرت زراعة أشجار التوت وقطع الأشجار والسياحة. وهذا هو المكان المثالي لاستكشاف سبل تعزيز التناغم بين الانسان والطبيعة عن طريق السعي لتحقيق تنمية والحفاظ في الوقت نفسه على حماية البيئة إذا حرصت الحكومات المحلية والسكان على جعل تلك الصناعات صديقة للبيئة".

وقال شاو قو فان الأستاذ المتفرغ في قسم الغابات والموارد الطبيعية في جامعة برودو بالولايات المتحدة إن من المهم أن يتم تعزيز حماية محمية تشانغباي على المستوى المحلي.

وأشار شاو إلى أن منع إزالة الغابات وحماية التنوع البيولوجي داخل المحمية ليس كافيا وأن من المهم تعزيز الحماية المنسقة للمحمية مع المناطق المحيطة بها.

وقال تشانغ تشيو تشه إن من أجل دفع تحقيق الخطة البيئية الخاصة بالصين من الممكن أن يكون هناك العديد من التجارب الأخرى لكن الهدف الأساسي هو تشجيع خبراء الاقتصاد والبيئة والمسؤولين الحكوميين على الابتكار من منطلق أهداف مشتركة.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي