التجارة الخارجية التقليدية الصينية تستكشف بنشاط طريق تحويل الهيكلة ورفع المستوى

رغم أن الصين قد أصبحت أكبر دولة مصدرة وثاني أكبر دولة تجارية في العالم، لكن صناعة التجارة الخارجية التقليدية الصينية ما زالت تواجه وضعا صارما تحت الضغوط المتعددة مثل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وازدياد تكاليف العمالة المحلية وارتفاع قيمة الرنمينبي وغيرها.

 "إن حالة استمارات طلب البضائع المصدرة في الوقت الحالي مختلفة عما في الماضي. في الماضي، كان عدد الاستمارات كبيرا والتردد منخفضا والسرعة بطيئة، مثلا، كنا دائما ما نتلقى استمارات طلب البضائع بحجم كبيرولنصف سنة تقريبا. لكن الوضع الاقتصادي الحالي ليس جيدا، فنتلقى الآن استمارات طلب البضائع بحجم صغير قد تكون قيمتها ألف أو خمسمائة دولار أمريكي فقط وفترة تسليم البضائع أسبوعان أو 3 أسابيع. ها هي خصائص التجارة الخارجية الحالية، وتواجه التجارة الخارجية التقليدية الصينية بعض التحديات والأزمات."

أخبرت نائبة رئيس شبكة دونهوانغ- منصة التجارة الإلكترونية العابرةللحدود بالصين، أخبرت مراسلنا أن حالة استمارات طلب البضائع لمؤسسات التصدير الصينية تتقلص بشكل كبير مقارنة مع السنوات الأخيرة الماضية في ظل خلفية البيئة التجارية الخارجية الصعبة.

إن الصين أكبر دولة مصدرة في العالم، لكن لاتزالالقيمةالمضافةلمنتجاتها منخفضةعموما، وتعتمد على تفوق العمالة الرخيصة بشكل رئيسي. في السنوات الأخيرة، مع ارتفاع تكاليف العمالة الصينية المستمرة، تنتقل استمارات طلب البضائع الخارجية إلى فيتناموكمبوديا وغيرهما من دول جنوب شرق آسيا تدريجيا. وأكد رئيس فرع التجارة الخارجية للجمعية التجارية للملابس السيد تساي هوانتيان أن صناعة التجارة الخارجية للملابس ليست مزدهرة في الوقت الحالي ولا بد من القيام بتحويل الهيكل ورفع المستوى على الفور، حيث قال:

"هناك ثلاثة اختيارات للمؤسسات التي تريد البقاء على قيد الحياة، الأول، رفع درجة أتمتة المعدات وخفض تكاليف العمالة. الثاني، بناء منصة التسوق في الخارج لزيادة الأرباح. الثالث، يمكننا التصنيع في الخارج إذا ارتفعت تكاليف العمالة باستمرار."

إضافة إلى رفع القيمة الصناعية الذاتية، إن بناء المنصة والمساعدة المتبادلة وسيلة جيدة لمقاومة المخاطر بالنسبة إلى المؤسسات الصغيرة. مثلا، كانت صناعة تصدير الملابس الداخلية مزدهرة في مدينة شانتو بمقاطعة قوانغدونغ، رغم أن المصنعين لديهم تكنولوجياإنتاجيةعلىمستوىعالمي، لكن ليست لديهم قناة تسوق حديثة وعلامة تجارية ذاتية، فقاموا بالتصنيع فقط وكسبواأرباحاهزيلة. مواجهة لهذه الحالة، ظهرت مدينة الملابس الداخلية الدولية باسم ميلايشون، اتحدت أكثر من مائتي مؤسسة لبناء منصة فعالة، وتغير نموذج العمل والتشغيل التقليدي لهم من خلال هذه المنصة، وقال مدير مدينة الملابس الداخلية السيد تشن شونتساي:

"يمكن لبعض المشترين أن يجدوا مؤسسات الانتاج مباشرة من خلال هذه المنصة، ويمكننا تقديم خدمة لهم أيضا، نساعدهم على البحث عن البضائع التي يحتاجون إليها. في الحقيقة، إن قدرة التصنيع هنا عالية جدا ووصلت إلى مستوى عالمي، نستطيع أن نصنع أي نوع من البضائع حسب النموذج. طبعا، لا بد أن نقوم بالابتكار للحصول على مزيد من القيمة المضافة وقيادة الموضة."

حول ابتكار المزاياالتنافسيةالجديدة للتجارة الخارجية الصينية، يعتقد أشخاص كثيرون أنه يجب المشاركة في سلسلةالقيمةالدولية على مستوى أعلى لتعزيز القيمة المضافة للصادرات لصينية، لكن المدير العام لشركة تشونغسي المحدودة للاستيراد والتصدير السيد تانغ ياتشونغ قدم مقترحا آخرا: يجب على المؤسسات تحويل استراتيجية التسوق القديمة المتمثلة في "كسب الأرباح بالاعتماد على انخفاض السعر وكثرة المبيعات"، في الوقت نفسه، لا بد أن تتمتع بوعى تنمية أسواق جديدة، حيث قال:

"يجب علينا تغيير الوضع الحالي للأسواق المستهدفة المتركزة ودفع استراتيجية تنويع سوق التصدير. وفي الوقت الذى نسعى فيه لتوطيد الأسواق الأوروبية والأمريكية، يجب علينا تنمية الأسواق الخارجية الناشئة بشكل إيجابي وخاصة الأسواق في أمريكااللاتينيةوأفريقيا والشرقالأوسط لخفض تركيز المخاطر في الأسواق المستهدفة وحلضغط مكافحةالإغراق بشكل فعال."

من حسن الحظ أنه قد ظهرت دفعة من المؤسسات التي حققت "الازدياد المزدوج" للتصدير والمصلحة الاقتصادية اعتمادا على تحويل الهيكل ورفع المستوى بالصين في السنوات الأخيرة، إضافة إلى رفع المستوى الذاتي، تعتبر الخدمة الجيدة بعد البيع ووعى الإعلام القوي قوة دافعة أيضا لدفع تنمية المؤسسات. تعمل السيدة هوانغ يانلي في مؤسسة التجارة الخارجية لسنوات عديدة وتعرف التجارة الخارجية كثيرا، أخبرت مراسلنا أنه يجب على المؤسسات ألا تهتم بجودة المنتجات فقط، بل يجب أن تشارك في الاعلام الدولي بنشاطأكثر، وقالت:

"يجب على المؤسسات أن تشارك دائما في المعارض الدولية المعنية، حيث يمكن الحصول على تقييم بعض الخبراء لمنتجاتها الجديدة في هذه المعارض. تختار كل المؤسسات التي تريد إحراز موطئ قدم في السوق الدولية المشاركة في هذه المعارض."

أظهر التقرير الجديد أن التصدير الصيني ينتقل إلىالصناعاتذاتالقيمةالمضافةالعالية تدريجيا في الوقت الحالي، وينمو تصدير بعض صناعات الخدمة ذات القيمة المضافة العالية بشكل سريع. هناك المزيد من مؤسسات التجارة الخارجية تعمل حاليا على استكشاف طريق تحويل الهيكل ورفع المستوى بشكل ايجابي من أجل إيجاد موطئ قدم في التنافس التجاري العالمي.

مستمعينا الأعزاء، استمعتم في الدقائق الماضية إلى تقرير بعنوان "التجارة الخارجية التقليدية الصينية تستكشفبنشاط طريق تحويل الهيكلة ورفع المستوى". وفي الدقائق التالية، نقدم لكم تقريرا بعنوان "اليابان ما زالت مهتمة بالسوق الصينية على الرغم من الخلاف السياسي" وتقريرا بعنوان "تجارة الصين والآسيان ستشهد ازدهارا بعد تحديد هدف جديد".