CRI Online

الابتكار العلمي والتكنولوجي يقود تحول الاقتصاد الخاص الصيني

cri       (GMT+08:00) 2013-12-05 11:23:10
تتجاوز نسبة الاقتصاد الخاص في اجمالي الناتج المحلي 60% في الصين، وتصل نسبته في الضرائب إلى حوالي 50%، أما في مجال التشغيل، تبلغ نسبته حوالي 80%، ويؤدى الاقتصاد الخاص دورا متزايد الأهمية في التنمية الاقتصادية الصينية في الوقت الحالي.

ولكن الأزمة المالية التي وقعت في الدول المتقدمة الغربية في السنوات الأخيرة أدت إلى الانخفاض السريع في الطلب الخارجي، ما جعل الكثير من المؤسسات الخاصة الصينية التي تعمل على التصنيع تواجه تحديات، في الوقت نفسه، مع الارتفاع السريع في تكاليف العمالة والموارد داخل الصين، تواجه بعض المؤسسات الخاصة، خاصة المؤسسات ذات الكثافة العمالية اختناقا في التنمية؟ لذلك، قال مؤسس صندوق هونغشان الصيني السيد شن نانبنغ:

"إن أكبر التحديات هو امكانيات الابتكار العلمي والتكنولوجي، إذا كانت مؤسسات كثيرة العمالة، فلا بد لها أن تتحمل ضغط ارتفاع تكاليف العمالة، لكن نرى أن الكثير من المؤسسات أدركت ضرورة المزيد من الاعتماد على الوسائل العلمية والتكنولوجية خلال عملية تنميتها لخدمة زبائنها."

عام 2012، رغم أن عوائد التشغيل لأقوى 500 مؤسسة خاصة بالصين ما زالت ترتفع، لكن سرعة نموها انخفضت بشكل ملحوظ، كما ظهر الاتجاهالتنازليفيالأرباح. عام 2013، حققت هذه المؤسسات الخاصة الأرباح الصافية بعد الضرائب بقيمة 423 مليار و800 مليون يوان صيني، انخفضت بأكثر من 3% مقارنة مع عام 2011، في هذا الصدد، قال نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للصناعة والتجارة وانغ تشونغمينغ:

"حسب الاحصاءات الجديدة من أقوى 500 مؤسسة خاصة صينية، انخفضت عوائد التشغيل حقا في عام 2013. هناك مشكلة بارزة هي ارتفاع تكاليف التشغيل، وكان ارتفاع تكاليف التمويل أحد الأسباب الرئيسية له. بالإضافة إلى ذلك، ترتفع تكاليف البيئة باستمرار."

من أجل التكيف مع الوضع المتغير، بدأت الكثير من المؤسسات الخاصة الصينية تسعى إلى تغيير وسائل التنمية، يعني التحول من الاعتماد على استهلاك الموارد ودفع الاستثمار إلى الاعتماد على توفير الموارد والابتكار بشكل رئيسي، والتحول من نمط الانتاج منخفض المستوى وذات القيمة المضافة المنخفضة للصناعة التقليدية إلى نمط الانتاج عالي المستوى وذات القيمة المضافة العالية للصناعة الحديثة.

إن شركة فوتونغ المحدودة بمدينة هانغتشو مؤسسة تعمل على صنع مواد النقل للاتصالات الضوئية، وقبل عام 2000، أنتجت الصين الألياف الضوئية والكيبلات الضوئية اعتمادا على المواد الخام المستوردة من اليابان والولايات المتحدة وأوروبا بشكل أساسي بسبب تخلف تكنولوجيا الإنتاج لها، وكانت الأرباح منخفضة جدا.

أدرك رئيس مجلس الإدارة لشركة فوتونغ المحدودة وانغ جيانشين بوضوح أنه إذا أرادت المؤسسة الحصول على المزيد من الأرباح، فلا بد أن تتقن التكنولوجيا الأساسية. وبعد جهودها المستمرة ل8 سنوات، أصبحت أول مؤسسة صينية خاصة تتقن التقنية الكاملة لهذه الصناعة أخيرا في عام 2008، وقال وانغ جيانشين:

"حققنا الانجازات الحالية اعتمادا على الابتكار، يقودنا مركز بحوث التكنولوجيا لشركتنا في ذلك. نقوم بتوطيد مكانتنا في صناعة الاتصالات الضوئية من جهة، ومن جهة أخرى، يجب علينا أن نستعد للتنافس في مجال كيبلات عالي العلم والتكنولوجيا خلال السنوات ال5 وحتى السنوات ال10 المستقبلية من أجل الحفاظ على التنمية المتوازنة لشركتنا."

يؤدى العلم والتكنولوجيا دورا مهما في رفع القدرة التنافسية الجوهرية للمؤسسات، فتبذل المؤسسات الخاصة الصينية جهودا كبيرة فيالابتكار التكنولوجيا لمستقل على التوالي، وقال نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للصناعة والتجارة وانغ تشونغمينغ:

"كان أداء العدد الكبير من المؤسسات الخاصة محترما جدا،إذ كثفت الجهود في البحوث العلمية والتكنولوجية وزادت الاستثمار فيها وعززتالابتكار الذاتي للتقنيات الجديدة بالإضافة إلى ابتكار الإدارة وابتكار النمط وغيرها. وفي صناعة الخدمة، أصبحت تدفقات رؤوس الأموال واضحة على نحو متزايد."

كانت شركة سونينغ يونشانغ المساهمة المحدودة سلسلة مؤسساتلبيع الأجهزة الكهربائية المنزلية بالتجزئة، في فبراير من عام 2013، أكملت التحول من مؤسسة البيع بالتجزئة التقليدية إلى مؤسسة الانترنت بشكل شامل، في هذا الصدد، قال نائب رئيس مجلس الإدارة للشركة سون ويمين:

"من أجل التكيف تماما مع توجيه الطلب المحلي واتجاه الانترنت، نأمل في بناء مؤسسة خدمة حديثة قائمة على العلم والتكنولوجيا تبلغ قيمتها أكثر من تريليون يوان صيني في عام 2020، هذا حلمنا. "

وأكد سون ويمين أن سبب تحويل هيكلة الشركة هو أن صناعة البيع بالتجزئة بالصين في الوقت الحالي هي في مرحلة خاصة، يلغي ارتفاع التكاليف آثار ازدياد الاستهلاك، وتنخفض العوائد لمؤسسات البيع بالتجزئة بشكل كبير، وتخسر مؤسسات الأجهزة الكهربائية بشكل عام، وتكافح الكثير من المؤسسات الكبيرة والصغيرة في المنافسة غير المنضبطة من أجل البقاء على قيد الحياة. في ظل هذه الحالة، ترتفع تكاليف التشغيل لشركة سونينغ، وتنخفض الأرباح الاجمالية بشكل سريع.

في الواقع، قد خططت شركة سونينغ تحويل الهيكلة قبل 4 سنوات، عام 2013، قدمت نمط تجارة السحاب وقادت الابتكار في نمط البيع بالتجزئة، وقال سون ويمين:

"إن تأثير شبكة الانترنت على صناعة البيع بالتجزئة التقليدية تخريبي بمعنى من المعاني. إذا لم نحول هذه الصناعة التقليدية حسب نمط الانترنت، فقد لا تكون شركتنا قادرة على البقاء على قيد الحياة في هذه الصناعة حقا."

بعد مرور الشركة بالتحول الهيكلي الاستراتيجي ل3 مرات، أدرك سون ويمين بشكل عميق أن تحويل الهيكلة وارتفاع المستوى خيارلامفرمنه لتنمية المؤسسة.

أظهر التقرير الذي أصدرته ادارة الدولة الصينية للصناعة والتجارة أنه توجد بالصين حوالي 11 مليونا و800 ألف مؤسسة خاصة و42 مليونا و700 ألف تاجر فردي حتى نهاية أغسطي من عام 2013. مع نمو عددها وحجمها المستمر، ترتفع نسبة الاقتصاد الخاص الصيني في الاستثمار باستمرار، وتزداد مساهمته في دفع نمو الاقتصاد الحقيقي باستمرار أيضا. أظهرت المعطيات المعنية أن استثمارالاقتصاد الخاص الصينيفيالأصولالثابتةغير الحكومية ازداد بأكثر من 25% في عام 2012 مقارنة مع الفترة نفسها، وكان يحتل حوالي 60% من اجمالي الاستثمار في الأصول الثابتة بزيادة 2.2% مقارنة مع العام السابق. وقال مؤسس صندوق هوانغشان الصيني السيد شن نانبنغ:

"في السنوات ال10 الأخيرة، تعززت القدرة التنافسية الجوهرية للمؤسسات الخاصة باستمرار، هذا تغير اتجاهي مهم جدا. خلال هذه السنوات، نرى أن المؤسسات الناجحة كلها تعتمد على منتجاتها المختلفة ونمط التجارة الممتاز."

مع زيادة الضغوط من ارتفاع التكاليف واستمرارالتدهورفيالبيئةالخارجية، من الواضح أن الاقتصاد الخاص الصيني لا يمكن تنميته اعتمادا على وسيلة الإنتاج والإدارة القديمة المنخفضة التكاليف والقيمة المضافة، قد أصبح تحويل الهيكلة وارتفاع المستوى حاجة عاجلة وخيارا لا مفر منه للمؤسسات الخاصة التقليدية الصينية في الوقت الحالي، وسيؤدى ابتكار العلم والتكنولوجيا دورا مهما فيها بلا شك.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي