CRI Online

تعزيز التعاون بين الصين والبلدان الأوروآسيوية في المجالات الاقتصادية والتجارية

cri       (GMT+08:00) 2014-01-02 15:11:45

منذ أن تقلد لي كه تشيانغ منصب رئيس مجلس الدولة، لعب عدة مرات دور "المسوق الخارق"، حيث أثار "دوره الجديد" انتباه الرأي العام، كما حظي أسلوبه البراغماتي بترحيب حار. وترى التعليقات في هذا السياق أن الدبلوماسية الصينية بصدد الالتحام مع المستوى الدولي، وبدأت تتخلص من نموذج "القمصان مقابل الطائرات" لتدخل عهد "القطارات فائقة السرعة مقابل لحم البقر".

اختتم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ جولته الأوروآسيوية، بعد أن قام ب53 نشاط دبلوماسي خلال 120 ساعة. ورغم جدول الأعمال المكتظ إلا أن لي كه تشيانغ لم ينس ترويج السلع الصينية. ومن بين هذه السلع نجد، القطارات فائقة السرعة، تقنية 4G، الكهرباء النووية، الكهرباء المائية، الكهرباء الضوئية وغيرها، كما أبرم صفقات كبيرة، من بينها إستيراد اللحوم والأبقار من رومانيا.

ومنذ توليه منصب رئيس مجلس الدولة الصيني حرص لي كه تشيانغ الحاصل على دكتوراه في الإقتصاد على لعب دور "المسوق" أثناء جولاته الخارجية. وفي هذا السياق قالت وسائل إعلام في هونغ كونغ إنه لا يترك أي فرصة إلا ويستغلها لعرض مميزات "الصناعة الصينية" والفرص الإستثمارية الجيدة في الصين.

ومن بين السلع التي "سوق" لها لي كه تشيانغ كانت "القطارات فائقة السرعة" الأكثر إثارة للإنتباه. حيث قام لي كه تشيانغ أثناء زيارته لتايلاند في شهر أكتوبر الماضي بجولة في معرض القطارات الصينية فائقة السرعة بصحبة رئيسة الوزراء التايلندية شيناواترا. وذكر لشيناواترا بأن القطارات الصينية فائقة السرعة متقدمة وآمنة وتتميز بسعرها التنافسي العالي، وعبر عن أمله أن يعزز البلدان التعاون في هذا المجال.

حيث يرى الدبلوماسي الصيني والسفير الصيني السابق لدى نيوزيلندا والسويد تشنغ مينغ مينغ أن قيام رئيس مجلس الدولة الصيني بالتسويق أو الدعاية لإحدى السلع خلال جولاته الخارجية يعد أمرا نادر الحدوث في الصين. حيث يعد ذلك خاصية واضحة للي كه تشيانغ. ففي الماضي كان القادة الصينيون يمضون اتفاقيات تعاون مع دول أخرى أثناء زياراتهم لها، لكن هذا التسويق الاستعراضي كان نادر الحدوث.

لم يمض على بدء الصين في صناعة القطارات فائقة السرعة 10 سنوات، لكن سرعة تطورها كانت مذهلة، حيث بلغ الطول الإجمالي لسكك القطار السريع 10 ألف كلم، وهي في المرتبة الأولى عالميا، هذا وحددت الصين منذ العام 2009 استراتيجية "خروج" القطارات فائقة السرعة.

"سير الحكومة الجديدة في المقدمة، يسهل عملية فتح الأسواق". وفي هذا السياق يعبر لووه رنجيان الباحث بمركز المواصلات الشاملة التابع للجنة الوطنية للإصلاح والتنمية عن تفاؤله بـ"تسويق" القادة الصينيين للقطارات فائقة السرعة. لأن هذا يعني أن الترويج للقطارات الفائقة قد صعد إلى مستوى الإستراتيجية الوطنية، و"الكثير من الأشياء التي لا تستطيع الشركات إنجازها، يمكن إنجازها من خلال الدفع على المستوى الحكومي".

"بالمقارنة مع السلع الأخرى، تمتلك القطارات السريعة قيمة مضافة عالية. وترويج هذه القطارات لا يعني بيع العربات فحسب، بل سيزيد من سمعة الصناعة الصينية." وأضاف لووه رنجيان " القطارات الفائقة السرعة هي رأس الحربة. وتصديرها يعني أن الدول الأخرى قد اعترفت بالسلع والخدمات الصينية."

من جهة آخر، يشير شن جي الباحث بمركز أبحاث الإقتصاد العالمي والسياسة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية إلى كبر حجم الأسواق الأجنبية، ويقول في هذا الصدد أن القطارات الفائقة تمثل صفقات ضخمة عادة ماتفوق الـ 10 مليارات، وهذا يساعد كثيرا على هضم طاقة الإنتاج الكبيرة في المستقبل.

ويضيف شن جي "أن التعاون مع الدول ذات الصلة في مجال القطارات الفائقة سيربط الصين بالمحيط الهادي والغرب، إلى جانب تطوير الأقاليم الغربية وربط "طريق الحرير" البري والبحري، ومن ثم رفع جودة شبكة الإتصالات والمواصلات. وفي ذات السياق فإن "قادة الدولة يفكرون بروية من زاوية تعميق الإنفتاح على الخارج في مختلف ظروف وأحوال الاقتصاد العالمي بما في ذلك عمليات الاستفزاز والمحاصرة التي تتعرض لها الصين. "

وقالت وسائل إعلام أجنبية أن "دبلوماسية القطارات الفائقة السرعة" يمكن مقارنتها مع "دبلوماسية البينغ بونغ" و"دبلوماسية البندا"، وهي تعكس الأسلوب البراغماتي للدبلوماسية الصينية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي