|
||
cri (GMT+08:00) 2014-06-18 14:47:13 |
20140618shehui
|
تماشيا مع عملية الحضرنة في الصين، يطلب المواطنون من الحكومة تقديم خدمات عامة أفضل في المدن. ولكن منذ شهر إبريل الماضي، حدثت عدة حوادث تلوث المياه في مدن لانتشو وووهان وغيرهما من المدن الكبيرة، الأمر الذي دق جرس الإنذار لأمن المياه. كيف نمنع تكرار الحوادث المماثلة في المستقبل؟ كيف نضمن أمن المياه في المدن؟ ومن أجل إجابة هذه الأسئلة، أجرى مراسل إذاعتنا مقابلة صحفية مع الخبراء والمسؤولين في هذا الخصوص.
وقال السيد تشيو جيو هوي – عضو الأكاديمية الصينية للهندسة والباحث في مركز أبحاث البيئة البيولوجية بالأكاديمية الصينية للعلوم إن الصين تمتلك قدرة تكنولوجية كافية على مواجهة الحوادث والطوارئ المتعلقة بمياه الحنفية. وإن حوادث تلوث المياه التى حدثت مؤخرا في الصين يرجع سببها الأصلي إلى الإدارة غير الجيدة لشؤون المياه.
"إن حادثة تلوث المياه في نهر سونغهواجيانغ وحادثة تلوث مياه الشرب في مدينة لانتشو وغيرها من الحوادث الطوارئ، يرجع سببها الأصلي إلى النواقص الإدارية. ومن أجل منع تكرار الحوادث المماثلة، يجب تعزيز الإدارة والسيطرة على المخاطر من مصدرها وإعداد تقنيات ومعدات الطوارئ بقصد تجنب الارتباك بعد وقوع الطوارئ."
وفي الوقت الراهن، تنفصل سوق معالجة المياه وفقا للتقسيمات الإدارية التى تتكون من أكثر من ثلاثمائة مدينة وأكثر من مائتين وثمانين محافظة. ويرى السيد تشانغ لين وي – المسؤول في مصلحة بناء المدن بوزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية أن الانفصال المفرط لسوق معالجة المياه يقيّد التقدم التقني وإكمال الخدمات بالإدارة الموحدة والفعالة، ولا يصلح لضمان أمن المياه.
"إن فاعلية الأعمال المالية للحكومة تتوقف على مستوى الإدارة المحلية. وإذا تشكلت سوق كبيرة لمعالجة المياه، يمكن استقدام أفضل فريق إداري وأحسن تقنيات وأعلى خدمات متخصصة، وستحلّ العديد من المشاكل بسهولة، حيث ستتمتع الحكومة بسمعة جيدة، بينما يستطيع عامة الناس الحصول على خدمات ومنتجات أفضل بأموال أقلّ."
وفي الثالث والعشرين من شهر إبريل الماضي، أجاز الاجتماع الثامن للجنة الدائمة للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني ((المشروع المعدل لقانون حماية البيئة)). يعزز هذا المشروع شدة العقوبات على المؤسسات التجارية المسبّبة للتلوث، حيث ستُفرض الغرامة على هذه المؤسسات يوميا بشكل متتالي بدون حد أقصى. وقال السيد تشانغ لين وي إنه تماشيا مع تطور سوق معالجة المياه في الصين، يجب ضمان أمن المياه لدى السكان بالمراقبة الصارمة من الحكومة والهيئة المتخصصة المستقلة.
"هل تطبق المؤسسة عقدها بصورة تامة؟ هل تنفذ الحكومة مراقبة صارمة؟ ولا تشمل المراقبة شركات المياه فقط، بل تشمل أيضا الشركات المسببة للتلوث والمجالات المتعلقة بحماية البيئة."
أمن المياه مثل الأمن الغذائي، يجب علينا أن نهتم به جميعا.
ووفقا لمقالة نشرتها وكالة أنباء شينخوا مؤخرا، كشف بحث عن وجود مضادات حيوية بتركيز عال في المياه السطحية بالصين، ما أدى لانتشار مخاوف واسعة النطاق بشأن سلامة مياه الشرب.
وقال منشور ساخر على موقع ويبو الصيني الشبيه بموقع تويتر "شرب المياه يعني تناول الدواء، لا عجب أن الأطباء دائما ينصحون المرضى بشرب المياه للشفاء من الانفلونزا والعديد من الأمراض الأخرى".
وذكر تقرير لصحيفة "تشاينيز ساينس بولتن" العلمية الأكاديمية أنه تم اكتشاف احتواء المياه السطحية للصين على 68 نوعا من المضادات الحيوية بتركيز عال جدا مقارنة بالمياه في الدول المتقدمة.
وذكر التقرير الصادر في شهر مايو أنه تم اكتشاف 90 نوعا آخر من المكونات الطبية غير المضادات الحيوية أيضا.
وفي بعض الأنهار تم اكتشاف احتواء كل لتر من عينات الماء المأخوذة على المئات من النانوجرامات من المضادات الحيوية مقارنة بأقل من 20 نانو جراما في مياه الدول المتقدمة.
وصدر التقرير من جامعة العلوم والتكنولوجيا بشرق الصين وجامعتي تونغجي وتسينغهوا بناء على تحليل مواد دوائية ومنتجات عناية شخصية.
وقال التقرير إن تلك المواد تشمل أنواعا من مستحضرات التجميل وأدوية طبية ومضادات حيوية ومضادات التهاب ومسكنات. وتنتج الصين أكثر من 33 ألف طن من المواد الدوائية ومنتجات العناية الشخصية سنويا وهو ما يفسر جزئيا سبب نسبة التركيز العالية التي تم اكتشافها.
والمصادر الرئيسية للمواد الدوائية ومنتجات العناية الشخصية هي محطات الصرف الصحي ومياه الصرف لمزارع الماشية ومصانع المواد الدوائية والمستشفيات والأراضى الزراعية.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن 70% من الأدوية في الصين هي مضادات حيوية مقارنة ب 30% فقط في الدول الغربية.
وقال الأستاذ يو فينغ الأستاذ في جامعة الصيدلة في نانجينغ عاصمة مقاطعة جيانغسو بشرق الصين إن من بين جميع المضادات الحيوية المأخوذة يمتص جسم الإنسان 20% منها فقط.
وقال الأستاذ يو إن 15 ألف طن من الأدوية منتهية الصلاحية تلقى في القمامة سنويا، وأضاف ان "تلك النفايات تلوث المياه السطحية ما لم تتم معالجتها بالشكل الملائم".
وأشار إلى أن الاستخدام واسع النطاق للمضادات الحيوية في قطاع تربية الحيوانات أدى لزيادة مخاطر تلوث المياه والتربة.
وعلى الرغم من أن العديد من خبراء الهندسة البيئية أعلنوا أن المستويات الحالية من المضادات الحيوية قد لا تشكل تهديدا مباشرا على سلامة مياه الشرب لكن خبراء الصحة حذروا من المخاطر المحتملة.
وقال الأستاذ يو إن المواد الدوائية ومنتجات العناية الشخصية هي أعداء خفية للبشر.
وأضاف "ستسبب المضادات الحيوية الموجودة في المياه عندما يتناولها الانسان في مقاومة الجسد للأدوية وخفض كفاءة الأدوية في حالة الإصابة بالمرض".
وعلى الجانب الآخر قال الأستاذ يو إنه عندما تدخل المضادات الحيوية سلسلة الطعام وتتراكم في الجسد البشري ستؤدي لاضطراب المناعة وستؤثر على أجيال المستقبل.
وقال سون بين يوان المسؤول في إدارة الأغذية والأدوية المحلية في خفي "حان وقت تشديد الرقابة على المضادات الحيوية بما في ذلك استخدامها واسترجاعها، ولابد أن يتم معاقبة الأطباء الذين يسيئون استخدام المضادات الحيوية".
في الوقت نفسه قال إن الصين يجب أن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي في حظر استخدام مكونات المضادات الحيوية في علف الماشية وتكثيف البحث من أجل إيجاد بدائل لحماية مصالح المزارعين وفي الوقت نفسه خفض المخاطر التي تتعرض لها البيئة.
وفي تقرير عمل حكومي أمام المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في مارس الماضي أعلن رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ عن خطة لتنقية المياه في إطار "الحرب على التلوث".
وفقا لتقرير سنوي نشرته وزارة الأراضي والموارد الصينية في شهر إبريل الماضي، من بين 4778 موقعا فى 203 مدنية تحت رقابة الوزارة، أصبحت جودة المياه الجوفية "سيئة نسبيا" فى 43.9 فى المائة منها و"سيئة للغاية" فى 15.7 فى المائة في العام الماضي.
وطبقا لمعايير المياه الجوفية للصين، فإن المياه من نوعية الجودة السيئة نسبيا يمكن استخدامها لأغراض الشرب فقط بعد معالجة مناسبة. أما المياه من نوعية الجودة السيئة للغاية فلا يمكن استخدامها كمصدر لمياه الشرب.
تدل النتائج إلى أن 59.6 فى المائة من المياه الجوفية لا يمكن شربها بشكل مباشر في العام الماضي، بارتفاع 57. 4 بالمائة عما كان عليه في عام 2012.
وعلى أساس سنوي، ازدادت جودة المياه سوءا فى 754 موقعا يخضع للرقابة، ولكنها تحسنت فى 647 منطقة فقط.
وفيما يلي نسترجع حادثة تلوث المياه في ميدنة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين في شهر إبريل الماضي. ومن الساعة الخامسة من مساء يوم 10 من إبريل وحتى الساعة الثانية بعد منتصف ليلة يوم 11 من إبريل، عثرت الاختبارات التي قامت بها شركة لانتشو- فيوليا المزودة لمياه الصنابير لهذه المدينة في معاملها على مستويات من مادة البنزين تتراوح بين 118 و 200 ميكروغرام في اللتر في مياه الصنابير، وهو مستوى أعلى بكثير من المستوى الوطني عند 10 ميكروغرام .
وعند اكتشاف ذلك حذرت حكومة المدينة سكانها بضرورة عدم شرب مياه الصنابير من الساعة 11 من صباح يوم 11 من إبريل وحتى الساعة 11 من صباح يوم 12 من إبريل.
وبدأت الصين بتطبيق المعايير الإلزامية لمياه الشرب في شهر يوليو من عام 2012، حيث ارتفعت أعداد المؤشرات إلى 106 من 35 سابقاً.
ويجب إجراء اختبارات جودة شاملة لمياه الصنابير كل ستة أشهر، بينما لا يتضمن الاختبار اليومي فحص مادة البنزين.
وقالت السلطات المحلية في مدينة لانتشو يوم 11 من إبريل، إن المستويات المفرطة من مادة البنزين التي عثر عليها في المياه أضرت بأكثر من 2.4 مليون شخص في المدينة.
من جانبه قال يان شياو تاو نائب المدير العام لشركة مياه لانتشو - فيوليا وهي شركة مشتركة التمويل بين الصين وفرنسا، إن الشركة جمعت عينات من المياه في الثاني من ابريل الماضي، وعثرت على مستويات غير طبيعية من مادة البنزين خلال التحاليل التي قامت بها يوم 10 من إبريل.
ووفقا لقول يان، فإن شركة لانتشو -فيوليا قامت بإجراء اختبارات شاملة لجمع المواد الـ 106 المطلوبة لمياه الصنابير في لانتشو وفقا للوائح الوطنية في بداية شهر مارس الماضي، بعد الإبلاغ عن وجود رائحة غريبة في مياه الصنابير.
وقال يان إن جميع المؤشرات توافقت مع المعايير، كما أن الاختبارات الإضافية التي أجريت من قبل الأكاديمية الصينية للعلوم وجدت أن سبب الرائحة الغريبة يعود إلى جذور الأعشاب المتحللة والطحالب في منبع النهر.
وأضاف يان إن الشركة مسؤولة عن إجراء اختبارات شاملة لمدن أخرى في قانسو، وإنها اختبرت مياه الصنابير بالصدفة، بينما كانت تقوم باختبارات المياه في أماكن أخرى.
وتم استئناف إمدادات مياه الصنابير في لانتشو يوم 14 من إبريل.
وتأسست شركة لانتشو فيوليا بمشروع مشترك في عام 2007، حيث تمتلك شركة فيوليا 45 بالمئة من أسهمها، مقابل 55 بالمئة من الأسهم للحكومة المحلية، وهي شركة تزود فقط مركز مدينة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو بالمياه.
وتعتبر مادة البنزين عنصرا مسرطنا لا لون له، يستخدم في صناعة البلاستيك، حيث أنها مادة كيميائية تعرف بأضرارها لنظام تكوين الدم عند الإنسان، الذي يقوم بإنتاج الدم.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن سبب التلوث الموجود في المياه ربما يعود لوجود تسرب من أنبوب لشركة لانتشو للبتروكيماويات الفرعية التابعة لشركة سينوبك، وهي أكبر شركة نفطية في الصين.
إن أمن المياه شيء مهم جدا بالنسبة إلى حياتنا. ويجب المحافظة عليه، وجعلنا من الماء كل شيء حي.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |