أكثر الوظائف متعة في الصين

يختلف مفهوم "أفضل وظيفة" من شخص لآخر حسب اهتمامات وميول كل شخص فينا، لكن بالتأكيد تجمعنا جميعاً أمنيات مشتركة في أي وظيفة مثل المقابل المادي المرتفع، ضغط العمل المنخفض، بيئة عمل صحية، والحد الأدنى من المجهود البدني. إن توفّرت هذه الأفضليّات في أي وظيفة فهي ضامن أنها الوظيفة الأفضل نسبياً لنا جميعاً!

ونُشر إعلان توظيف على شبكة الإنترنت في شهر مايو الماضي حول رعاية الباندا لسنة واحدة في محمية طبيعية خاصة به في الصين، وراتبُه 200 ألف يوان (أي حوالي اثنين وثلاثين ألفا وستمائة دولار أمريكي) مع استخدام سيارة رياضية متعددة الأغراض لسنة واحدة ووجبات العمل والإقامة في المساكن مجانا.

شكل الباندا محبوب ويلقب ب" الأحفور الحي" في العالم، لأنه قد عاش على الأرض لمدة ثمانية ملايين سنة على الأقل. وهو أيضا نوع من الحيوانات المهددة بالانقراض لأن عدد الباندا البري الإجمالي في العالم حاليا أقل من ألف وستمائة.

ونُظّمت فعاليات التوظيف بقاعدة بيفنغشيا التابعة لمركز البحوث الصيني لحماية الباندا في مدينة ياآن بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين وموقع ((سوهو)) الصيني على شبكة الإنترنت.

وقال بيان التوظيف: "لا تعمل إلا قضاء 365 يوما مع الباندا، حيث تشاركهم في غضبهم وسعادتهم، بدون مراقبة المسؤولين ولا داعي تسجيل مواعيد حضورك وانصرافك طوال السنة، وليس لديك عمل إضافي، ولا رحلة متعبة. وبالمقابل، ستحصل على راتب بـ 200 ألف يوان، كما تنتظرك سيارة خاصة وحيوانات أليفة (الباندا) بالإضافة إلى المسكن المريح مجانا".

هذه الوظيفة تذكرنا "أفضل وظيفة في العالم" في عام 2009، وهي الاعتناء بجزيرة هاميلتون الاستوائية في الحاجز المرجاني العظيم في مدينة بريسبان بولاية كوينزلاند باعتبارها موقعا سياحيا مشهورا في أستراليا. وقد فاز الشاب البريطاني بن سوثال بهذه الوظيفة بعد منافسة شديدة مع 34 ألف شخص مشارك من كافة أنحاء العالم. ويمكنه التجول على الشاطئ الرملي الأبيض والغطس في البحر الأزرق لإطعام الأسماك في النهار، ويقيم ليلا في الفيلا المطلة على البحر حيث يكتب يومياته في البلوك نوت الخاص له على شبكة الإنترنت لنشر كل تجاربه الرائعة أمام متصفّحي الإنترنت من كل أنحاء العالم. ثم سافر بعد ذلك إلى مختلف دول العالم لتعريف شعوب البلدان بما رآه من المناظر الجميلة والرائعة في الحاجز المرجاني العظيم خاصة وفي ولاية كوينزلاند عامة. كما يمكنه الخوض في المغامرات بالمنطقة. ولذلك فهي "أفضل وظيفة في العالم"، ووفقا لعقد العمل، يتعين عليه العمل ل15 ساعة فقط كل أسبوع، وحصل أخيرا على 150 ألف دولار أسترالي خلال ستة أشهر.

وكذلك، وصف موقع ((سوهو)) الإلكتروني هذه الوظيفة بأنها "النسخة الصينية لحارس جزر الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا".

ورغم أن الباندا العملاقة تعد بمثابة الكنز الحيواني بالنسبة للصين، لكن أعمال حماية الباندا، لا تزال مجهولة بالنسبة للكثيرين. ويمثل الأجانب غالبية المتطوعين في المركز الصيني لحماية الباندا، حيث تصل نسبتهم قرابة 80%.

وأشار السيد هنغ يي المسؤول الإعلامي في مركز البحوث الصيني لحماية الباندا إلى أنه يأمل في جذب مزيد الأنظار إلى حماية الباندا من خلال هذه الفعاليات. وسيتعلم "مساعد الباندا" طرق تعليف الباندا، وسيشارك أيضا في عملية إعادتها إلى البيئة البرية.

وقال "نرغب في أن يولي مزيد من الأشخاص اهتماماتهم بأعمال حماية الباندا العملاقة والمشاركة فيها". وحتى الوقت الراهن، يعرف معظم الناس أن الباندا العملاقة هى أحد الكنوز الصينية، غير أنهم لا يعرفون كيفية حمايتها، مشيرا إلى أن متطوعين في المركز حاليا معظمهم جاؤوا من اليابان وأوروبا والولايات المتحدة.