تطور خدمات التسليم السريع للبضائع في الصين

وأظهرت الإحصاءات المعنية أنه في عام 2012، وصل عدد الأغراض إلى 5.7 مليار وحدة في الصين، بينما ازداد هذا الرقم إلى 9.2 مليار وحدة في عام 2013، حيث وصل معدل النمو إلى 43.5 في المئة خلال السنوات خمس المتواصلة، وفي هذا الصدد، أشار هوانغ قانغ مدير تحالف اللوجستية والإمدادات الصيني قائلا:

"9.2 مليار وحدة من الأغراض، ماذا يعني هذا الرقم؟ الآن، يبلغ عدد المواطنين الصينيين 1.4 مليار نسمة، فيكون معدل الأغراض الفردي ستا أو سبعا وحدات، وفي ظل ذلك، من المحتمل أن تتقدم الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر دولة من حيث تطور خدمات التسليم السريع للبضائع."

بالرغم من الحجم الكبير من البضائع في هذا المجال، ولكن، ما زال هناك فجوة كبيرة بين معدل الأغراض الفردي البالغ سبع وحدات في الصين ومعدل الأغراض الفردي البالغ ثلاثين وحدة في البلدان المتطورة مثل البلدان الأمريكية والأوروبية، والجدير بالذكر أنه بالنسبة للصين، مقارنة مع نفسها قبل عقد من الزمن، طرأت عليها التغيرات الكبيرة في مجال خدمات التسليم السريع للبضائع، وحينئذ، كانت "خدمات التسليم السريع للبضائع" غير مألوفة لدى الناس، ولا خيار أمام الناس سوى تسليم الأغراض عبر مكتب البريد ويستغرق ذلك حوالي عشرة أيام أو نصف شهر لتسلمها، لكن الآن، يأتي الناقلون إليهم لأخذ الأغراض بعد الاتصال هاتفيا، ويمكن للناس اختيار الشركات المختلفة لتسليم الأغراض وفقا لنوعية الخدمات والأسعار.

وفي الوقت الحالي، يشتغل حوالي مليون نسمة في مجال خدمات التسليم السريع للبضائع في الصين، وازداد هذا الرقم ب100 ألف سنويا، لخدمة أكثر من 50 مليونا من المستهلكين كل يوم، ولكن مثل هذا المعدل التنموي لا يكفي لتلبية الطلب المتزايد بسرعة فائقة في خدمات التسليم السريع. وتُعتبر مدينة لينيى بمقاطعة شاندونغ أكبر قاعدة للوجستية التجارية، ويتجاوز عدد الشحنات الكبيرة المنطلقة من القاعدة 8000 مركبة كل يوم، حيث يتجاوز حجم البضائع الصادرة من القاعدة 200 ألف طن لتحقيق الزيادة بمعدل 20 في المئة، لذا، تعاني الكثير من الشركات من نقص الأيدي العاملة، وفي هذا الصدد، قال منغ فان تشونغ مدير شركة جينتشوان للوجستية بمدينة لينيى:

"بالرغم من تشغيل الرافعات الشوكية، ولكن، ما زلنا بحاجة إلى أكبر عدد من العمال مقارنة بالماضي."

تأسست شركة S.F. للتسليم السريع للبضائع في عام 1993، وفي البداية، كانت أعمالها تقتصر على نقل الرسائل التجارية بين قوانغدونغ وهونغ كونغ، أما الآن، فتتوسع نفوذها بشكل رئيسي إلى تقديم خدمات التسليم السريع للبضائع محليا ودوليا، وحتى يوليو من العام الجاري، امتلكت شركة S.F. نحو 290 ألف عامل و12 ألف مركبة و15 طائرة متخصصة لنقل البضائع، بالإضافة إلى 9100 نقطة في بر الصين الرئيسي والخارج.

وفي عام 2003، مرت شركة S.F. بنقطة الانعطاف، وفي الربيع، اندلع وباء السارس، بسبب الخوف من الخروج من البيوت، ازداد بسرعة عدد البضائع لتسليمها، وفي ظل ركود النقل الجوي، كانت شركة S.F. توقع اتفاقية مع إحدى شركات الطيران، لتصبح أول شركة شخصية ووحيدة أيضا لنقل البضائع باستخدام الطائرات المتخصصة، مما أدى إلى إرساء أساس متين لتحقيق التطورات الكبيرة في المستقبل، وفي هذا الصدد، قال دو هاو يانغ نائب مدير شركة S.F.:

"يحمل كل غرض صفقة تجارية للعملاء، ربما أنه عقد تجاري أو عينة، لذا، يعرف الناس جيدا خدمات التسليم السريع للأغراض التي نشتغل فيها، ونتنافس مع شركات أخرى اعتمادا على نوعية الخدمات."

وفيما بعد عام 2003، ازداد حجم الأعمال لشركة S.F. بمعدل 50 في المئة كل سنة، ومقارنة مع الشركات الأخرى، تكون أسعار شركة S.F. مرتفعة نسبيا، ونأخذ الأغراض البالغ وزنها كيلوغرام واحد كمثال، يكون سعر شركة S.F. 22 يوانا صينيا (ما يعادل 3.6 دولارا أمريكيا تقريبا) من بكين إلى شانغهاي، بزيادة أكثر من ضعف مقارنة مع أسعار الشركات الأخرى، ولكن ما زال هناك الكثير من العملاء يفضلونها بسبب سرعتها الفائقة، إذ قال دو هاو يانغ:

"وفي ذلك الوقت وحتى في الوقت الحالي، إن تكاليف استئجار الطائرات المتخصصة تكون أعلى بكثير من تكاليف استئجار الطائرات العادية، وعلى صعيد الاقتصاد، من المؤكد أن نعاني من الخسارة، ولكن، من أجل ضمان نوعية الخدمات على المدى الطويل، فإن مثل هذه الأعمال تستحق القيام بها بالتأكيد."

وفي عام 2013، وصل حجم المبيعات في السوق على الانترنت إلى تريليون و840 مليار يوان صيني في الصين، لتتفوق على الولايات المتحدة وتحتل المرتبة الأولى في العالم، حيث ازداد عدد المستهلكين على الانترنت من 70 مليون نسمة في عام 2008 إلى 300 مليون في عام 2013.

وفي عام 2013، أعلن جاك ما يون رئيس مجلس الإدارة لمجموعة علي بابا استثمار 300 مليار يوان صيني لتأسيس موقع اللوجستية الذكية في الصين بقيادة علي بابا، وبالتعاون مع العديد من الشركات الهامة،، حيث اعتقد جاك ما أن الاقتصاد الجديد في الصين باتخاذ التجارة الالكترونية المتميزة بالتطور السريع كنموذج، يحتاج إلحاحا إلى البنية التحتية الاجتماعية اللوجستية الأكبر حجما والأكثر كفاءة، بالإضافة إلى أفضل خدمات، إذ قال:

"في الوقت الحالي، يصل عدد الأغراض في هذا المجال إلى 25 مليون وحدة كل يوم، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 200 مليون وحدة كل يوم بعد عشر سنوات، ولكن منظومة اللوجستية القائمة حاليا لا تقدر على نقل 200 مليون وحدة من الأغراض في المستقبل، وفي ظل ذلك، لدينا فكرة شجاعة في بناء موقع اللوجستية الذكية لتسليم الأغراض في كل أنحاء المدن البالغ عددها 2000 في الصين خلال 24 ساعة."