|
||
cri (GMT+08:00) 2015-03-24 10:32:57 |
من غير المرجح أن ينخفض الرينمنبي الصيني بشدة خلال عام 2015 برغم التقلبات بفضل السياسة المستقرة والأسس الاقتصادية الراسخة التي تطبقها الصين.
وخلقت توقعات فتور الاقتصاد المحلي واستمرار ارتفاع الدولار الأمريكي منذ بداية العام الحالي مخاوفا بأن الرينمنبي أو اليوان قد ينخفض بشكل حاد خلال العام الحالي.
وتلك المخاوف لم تنبع من فراغ. وانخفض معدل التكافؤ المركزي للرينمنبي مقابل العملات الأخرى على مدار 4 أيام على التوالي منذ بدء تداولات العام الجديد.
جاء هذا بعد انخفاض بنسبة 2.5% في سعر صرف اليوان مقابل الدولار الأمريكي خلال عام 2014 وهو أول انخفاض سنوي منذ عام 2005 عندما اطلقت الصين آلية إصلاح سعر صرف اليوان.
كما شهدت العملات الرئيسية الأخرى مثل الين الياباني والروبل الروسي واليورو انخفاضا مستمرا مما فرض المزيد من الضغوط على الرينمنبي.
لكن محللين أشاروا إلى أن التقلبات الشديدة في سعر صرف اليوان خلال الشهرين الأخيرين من عام 2014 لا يمثل تغيرا حادا في سياسة سعر صرف العملات في الصين، وأن الانخفاض الحاد للرينمنبي خلال العام الجديد أمر غير وارد.
وقال ليو دونغ ليانغ المحلل البارز في البنك التجاري الصيني إن الصين ستواصل سياسة الحفاظ على استقرار سعر صرف الرينمنبي عند "مستوى ملائم ومتوازن" وتوسيع معدلات نطاق تعويم العملات.
وقال المحللون إن فائض أرصدة العملة القوي لدى الصين سيساعد في دعم العملة.
سجل فائض أرصدة العملة في الصين 152.7 مليار دولار أمريكي خلال الثلاثة أرباع الأولى من عام 2014 مما يمثل 2.2% من اجمالي الناتج المحلي. وتوقع تقرير المؤسسة الصينية الدولية لرأس المال ارتفاع المعدل بنسبة 3% أخرى خلال العام الحالي مع ظهور تأثير إنخفاض أسعار البضائع على الاقتصاد.
ومن المتوقع على وجه الخصوص أن تظل الموجة الأخيرة من انخفاض أسعار النفط التي نتجت عن وفرة الإمداد وتعثر الطلب مستمرة مما يؤدي لانخفاض فاتورة استيراد الصين خلال العام الحالي بالمليارات.
قال كبير الخبراء الاقتصاديين لبنك جي بي مورجان في الصين تشو هاي بن إن كل انخفاض بقيمة 10 دولار في أسعار النفط سيرفع احتياطي العملة الحالي لدى الصين بالنسبة لاجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.3%. وتوقع البنك أن ترتفع النسبة إلى 3.6% خلال عام 2015.
وثانيا قال بيان تشوان شوي المحلل في المؤسسة الصينية الدولية لرأس المال، أكبر بنك استثماري في الصين إن البنك المركزي الصيني ليس لديه رغبة ولن يسمح لليوان بمواصلة الانخفاض.
وقال بيان إن خلال الشهرين الأخيرين من عام 2014 وعلى الرغم من انخفاض أسعار صرف اليوان لكن معدلات التكافؤ المركزي له مقابل باقي العملات ظلت مرتفعة مما يؤكد رغبة البنك المركزي في الحفاظ على استقرار أسعار الصرف.
وأيد ليو وجهة نظر بيان قائلا إننا لا نعتقد أن صناع القرار مستعدون لانخفاض الرينمنبي باستمرار".
وأضاف ليو إن اتساع الفائض التجاري يعني أيضا أن ظروف انخفاض واسع النطاق لليوان ليست موجودة بعد، ويرجع ذلك لأسباب ليس أقلها انخفاض اعتماد الاقتصاد الصيني على الصادرات.
وقال بيان إن تعزيز سياسات التصدير مثل ترك المجال لليوان للانخفاض سينتج عنه المزيد من الخلافات التجارية الدولية وهو أمر غير مرغوب.
وأخيرا وليس آخرا يحتاج الاقتصاد الصيني إلى استقرار بيئة سوق رأس المال في وقت تسببت فيه قوة الدولار المرتفع مما كان متوقعا لهروب رأس المال.
وقد يسبب استمرار انخفاض الرينمنبي في حدوث هروب لرأس المال من الصين وهو ما سيؤدي لزعزعة استقرار النظام المالي.
وقال لو تينغ كبير الخبراء الاقتصاديين ببنك أمريكا ميريل لينش إننا نعتقد أن احتمال حدوث انخفاض كبير لليوان مقابل الدولار يعد بسيطا نسبيا نظرا لأن الحكومة ترغب في الحفاظ على استقرار سوق رأس المال المحلية ومنع هروب رأس المال بدرجة كبيرة وتعزيز عولمة الرينمنبي.
وفيما يتعلق بتوقعات أسعار صرف الرينمنبي في عام 2015 قال تشيه يا تشوان الباحث في مؤسسة ميرشانتس سيكيورتيس إن سعر صرف اليوان وصل إلى مستوى متوازن وهو ما يعني انه سيتحرك فقط في نطاق معين.
وتوقع تشيه أن يتحرك سعر صرف اليوان مقابل الدولار الأمريكي بهامش 2.5% مع وجود معدل 6.16 كمؤشر متوسط.
ووفقا لتوقعات المؤسسة الصينية الدولية لرأس المال فمن الممكن أن يصل معدل التكافؤ المركزي للرينمنبي 6.11 في أعلى مستوياته وأن يرتفع سعر الصرف إلى 6.2.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |