تقرير الهجرة الدولية الصينية: الصين بدأت تصبح مقصدا جذابا للهجرة

أصدر مركز الأبحاث للصين والعولمة "تقرير الهجرة الدولية الصينية لعام 2015" في شهر مارس. وأكد التقرير أن هجرة الأجانب إلى الصين أصبحت قضية ساخنة حاليا، بينما أصبحت مجموعة المهاجرين الصينيين في الخارج أكبر مجموعة المهاجرين في العالم.

وأكد التقرير أنه تماشيا مع ارتفاع مكانة الصين في العالم وتعزز قوتها الاقتصادية بصورة متزايدة، بدأت الصين تصبح مقصدا جذابا للهجرة. وقال السيد وانغ هوي ياو - كاتب التقرير ومدير مركز الأبحاث للصين والعولمة إن هجرة الأجانب إلى الصين أصبحت قضية ساخنة حاليا.

"أصبحت هجرة الأجانب إلى الصين قضية ساخنة حاليا. وأصدرت مجموعة HSBC البريطانية "المسح عن العاملين المبعوثين إلى الخارج" في شهر أكتوبر الماضي، وأكدت فيه أن االصين احتلت المرتبة الثالثة في "قائمة ترتيب الدول والمناطق التى تجذب الأجانب للإقامة فيها بصورة أكثر"، أي تكون بعد سويسرا وسنغافورا فقط، وسبقت الولايات المتحدة واليابان وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة. وتتمركز الشركات العابرة الدول في الصين، كما تجمع الحجم الهائل من الاستثمارات فيها، وساهم الخبراء الأجانب في تنميتها بدورهم التحفيزي، وخاصة بعد أن وضعت الصين الخطة الوطنية لاستقدام الخبراء الأجانب على المستوى العالي قبل سنوات. وبفضل ذلك، تتمتع الصين جاذبية متزايدة للأكفاء الأجانب. وفي العام الماضي، منحت الصين البطاقة الخضراء والتأشيرة للمزيد من الأجانب. وتبادلت مع الولايات المتحدة وكندا في توزيع تأشيرة الدخول لعدة مرات خلال عشرة أعوام. وربما ستعطي المعاملة المماثلة للمزيد من الدول في المستقبل."

ورغم زيادة عدد المهاجرين الأجانب إلى الصين خلال السنوات الأخيرة، ولكن، ما زال يوجد فرق ملحوظ بينه وبين عدد المهاجرين الأجانب إلى الدول المتقدمة، وفقا لرأي السيد ليو قو فو – الخبير في قانون الهجرة بمعهد بكين للتكنولوجيا:

"وفقا لأحدث إحصاء في العالم، تتراوح نسبة عدد الأجانب في عدد السكان الإجمالي للدول المتقدمة بين 10% و11% تقريبا. ويتكون الأجانب الذين يعملون في الصين عام 2014 من جزأين، أولهما هو الأجانب تحت إدارة المصلحة الوطنية لشؤون الخبراء الأجانب، وبلغ عددهم 610 ألف نسمة. والجزء الآخر هو الأجانب تحت إدارة وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي، وبلغ عددهم 244 ألف نسمة. فوصل إجمالي عدد الأجانب في الصين إلى 854 ألف نسمة تقريبا. والجدير بالذكر أن عدد المتخرجين من الجامعات والمعاهد العليا يقارب ثمانية ملايين نسمة في العام الماضي فقط. فمن البديهي أن عدد العاملين الأجانب يحتل نسبة منخفضة جدا في إجمالي عدد العاملين في الصين. ومن جهة أخرى، بلغ عدد الصينيين الذين يعملون في كوريا الجنوبية 330 ألف في العام الماضي، ناهيك عن عدد الصينيين الذين يعملون في الدول الأخرى."

ويشير التقرير أيضا إلى وصول إجمالي عدد الصينيين والجاليات الصينية في الخارج إلى ستين مليون حاليا، وأصبحت مجموعة المهاجرين الصينيين في الدول الأجنبية أكبر مجموعة مهاجرين في العالم. وتشمل المقاصد الرئيسية للمهاجرين الصينيين الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان وسينغافورا وغيرها. ويحافظ عدد المهاجرين الصينيين في الدول المتقدمة الرئيسية على استقراره. ولكن عدد المهاجرين الصينيين إلى الولايات المتحدة يقلّ بصورة متتالية خلال السنتين الماضيتين. حيث قال السيد وانغ هوي ياو - كاتب "تقرير الهجرة الدولية الصينية لعام 2015" ومدير مركز الأبحاث للصين والعولمة:

"رغم أن الصين ليست دولة تمتص المهاجرين إليها، غير أن حجم الهجرة من الصين إلى الدول المتقدمة ظل يحافظ على استقراره من حيث الأساس خلال السنة الماضية. وفي العام الماضي، تعتبر الصين ثاني أكبر مورد للهجرة الدائمة إلى الولايات المتحدة، وأكبر مورد لكندا، حيث هاجرت أكثر من 300 ألف صيني إلى كندا من عام 2003 إلى عام 2012. وحافظت الصين على رأس قائمة الموردين لكل أنواع الهجرة إلا الهجرة الماهرة إلى أستراليا. فيمكن القول إن بلدان الهجرة التقليدية ما زالت تتمتع بالجاذبية للصينيين. ولكننا نلاحظ أيضا أن عدد المهاجرين الصينيين إلى الولايات المتحدة يقلّ بصورة متتالية خلال السنتين الماضيتين، حتى تصل نسبة الانخفاض إلى 12.2% في عام 2013."

ونوه التقرير بأن بعض الدول الأوروبية أصبحت مقاصد جديدة للمهاجرين الصينيين بشكل تدريجي.