محافظة يوانمو تعمل على تنمية الزراعة الإيكولوجية الحديثة

تقع محافظة يوانمو في وسط مقاطعة يواننان جنوب الصين. وتعد "مهد البشرية في آسيا"، وانكشفت فيها آثار البشر التى تثبت أن "إنسان يوانمو" كان يعيش فيها قبل مليون وسبعمائة ألف سنة، ويعد أقدم بشر تم كشف آثاره داخل الصين، فتعد "مهد البشرية في آسيا".

وتلفت المحافظة أنظار الناس حاليا في الصين، لأنها تعمل الآن على تنمية الزراعة الإيكولوجية الحديثة. ويهتم الصينيون بالأمن الغذائي خلال السنوات الأخيرة. وكشف مسؤول في وزارة الزراعة الصينية مؤخرا أن الزراعة قد تجاوزت الصناعة حتى تصبح أكثر قطاعا معرّضا للتلوث لمساحة كبيرة في الصين. وأما محافظة يوانمو فما هي ميزاتها لتنمية الزراعة؟ وكرد على هذا السؤال، قال السيد قو باو جين –كبير المزارعين في المحافظة:

"تعد محافظة يوانمو واحدا من مواطن الخضار في الصين. وظروفها الطبيعية والإضاءة الشمسية ومؤشر جودة الهواء أفضل بكثير عما كانت عليه في شمال نهر اليانغتسي. وتأسست فيها منطقة خاصة بالعلوم والتقنيات الزراعية على مستوى الدولة. كما تعد قاعدة مهمة لنقل الخضار من جنوب الصين إلى شمالها. فتملك قدرة كبيرة لبيع خضارها إلى أسواق شمال البلاد حتى البلاد كلها."

وقبل إثنتي عشرة سنة، كان قو باو جين يمارس تجارة الفواكه والخضار، ولكنه انجذب بالظروف الطبيعية الفريدة في المحافظة، فتخلى عن التجارة وبدأ يعمل في زراعة الخضار في الأراضي المتعاقد عليها. ولكن الزراعة ليست سهلة مثلما كان يتوقع في البداية.

"بدأت أعمل الزراعة مع المزارعين المحليين في محافظة يوانمو عام 2002، ولكن في السنتين الأولويتين، خسرتُ ثلاثة ملايين يوان، ولم يكن لدي شيء حتى قرش واحد. فأعطاني والدي المسن مائتي يوان من معاشه التقاعدي، وشجّعني القيام بمحاولة جديدة لزراعة الذُرة في حقل مساحتُه حوالي 1300 متر مربع. وحينذاك، عزمتُ بصورة ثابتة على مواصلة جهودي في الزراعة. فقمت بجولة استطلاعية للمنشآت الزراعية في موطني بمقاطعة شاندونغ، ووجدت أن الزراعة تستطيع تحقيق منافع اقتصادية عالية. ثم عدت إلى محافظة يوانمو، فزرعت الباذنجان بتكنولوجيا التطعيم للنبات في حقل مساحتُه حوالي 1300 متر مربع."

وبعد استيعاب التكنولوجيا الزراعية المتعلقة بالدفيئات الزراعية والري بالتنقيط تحت الأغشية البلاستيكية، سرعان ما حقق قو جين باو أرباحا كبيرة. وتوسعت مساحة الأراضي المتعاقد عليها بشكل تدريجي إلى عشرين هكتارا، وتجاوز ناتجه السنوي ثلاثين مليون يوان، وتخلى عن استخدام المواد الكيماوية المضرة للصحة في زراعة الفواكه والخضار.

ولا يرمز ذلك إلى النجاح الشخصي للمزارع قو جين باو فحسب، بل يعد اختزالا لتحول نمط الزراعة التقليدية في محافظة يوانمو إلى نمط الزراعة الإيكولوجية الحديثة.

وقال السيد يانغ قو ون مدير قسم المزروعات ذات العائدات الاقتصادية في مصلحة الزراعة وتربية الحيوانات بمحافظة يوانمو إن زراعة الفواكه والخضار قد أصبحت قطاعا رئيسيا لدخل المزارعين المحليين.

"بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالخضار خلال موسم الشتاء بمحافظة يوانمو أكثر من أحد عشر ألف هكتار، وبلغ حجم الإنتاج فيها حوالي 350 ألف طن، وتجاوزت قيمة الإنتاج مليار يوان، واحتلت أكثر من خمسين بالمائة من دخل المزارعين، فأصبحت زراعة الفواكه والخضار قطاعا رئيسيا لدخل المزارعين المحليين."

ولم تتلق رواجا في أكثر من 150 مدينة كبيرة ومتوسطة داخل البلاد فقط، بل تم تصديرها أيضا إلى ست عشرة دولة ومنطقة، ومن ضمنها ألمانيا واليابان وروسيا وسنغافورة. وأصبحت يوانمو موطن الخضار المشهور في الصين خلال موسم الشتاء.

تلقت الفواكه والخضار وغيرها من المنتجات الزراعية بمحافظة يوانمو إقبالا وترحيبا لدى المستهلكين. وأرى أن ذلك تحقق بفضل جهود محافظة يوانمو في تنمية الزراعة الإيكولوجية الحديثة.

خلال عملية تحديث الزراعة، كيف تم ضمان الأمن الغذائي؟ وكيف يتم إقامة آلية فحص الجودة للمنتجات الزراعية من الحقول إلى الأسواق؟ وكرد على هذا السؤال، قال السيد تشو قو هوا نائب رئيس مصلحة الزراعة وتربية الحيوانات بمحافظة يوانمو إن المصلحة وضعت العملية الموحدة المقاييس لإنتاج المنتجات الزراعية الإيكولوجية وأسست آلية فحص أمنية من الحقول إلى الأسواق.

"أولا، نحظر إنشاء الشركات الشديدة التلوث في محافظة يوانمو. ثانيا، نحظر بيع واستخدام المبيدات الشديدة السمّ في محافظتنا. ثالثا، نعمل على تعميم السبل الفعالة الشاملة للوقاية من الآفات الزراعية وعلاجها، ويمكن أن تجد لوحات صمغ الحشرات ومصابيح صيدها في الحقول الزراعية. ولا نسمح بنقل الخضراوات المزروعة في محافظتنا إلى الخارج إلا بعد الاختبار والفحص الصارم."

ستزيد حلقات الإنتاج الإيكولوجية والفحص الصارم لأمن المنتجات الزراعية تكلفتها إلى حد ما. ولكن المزارعين يرون أن سمعة المنتجات الزراعية الإيكولوجية ستكون أغلى ثروة لديهم. وتعد العلوم والتكنولوجيا أهم شيء في عملية تحديث الزراعة. حيث قال المزارع قو باو جين:

"إذا حققت الزراعة الحديثة نجاحا حقيقيا، فلن يريد المزارعون الصينيون الهجرة إلى المدن للعمل فيها. وأستطيع كسب رزق عائلتي الكافي بإنتاج الحبوب الغذائية والخضراوات في حقل مساحته حوالي 1300 متر مربع بأسلوب الزرع الدوري بشكل مستمر طوال السنة مثل أسلوب إنتاج المصنع. ويجب علينا كمزارعين تحمل مسؤوليتنا لإنتاج الخضار السليمة منذ البداية."