الانترنت على الهواتف المحمولة تخدم حياة الصينيين

خدمات السيارات المتخصصة

إذا قمت بتحميل تطبيق من متجر التطبيقات على الهاتف المحمول واستخدمته لطلب سيارة، فستبعث لك سيارة صحبة سائق يرتدي بلدة نظيفة وقفزات بيضاء. إن هذا هو الواقع وليس تصورا، ويتحقق في الصين مع تعميم التطبيق في حياة الأبناء الصينيين، والذي يطلق على "خدمات السيارات المتخصصة". وعبر العديد من الشباب عن إعجابهم لهذا التطبيق.

"يبادر بعض السائقين لفتح باب السيارة للركاب، كما أن معظم السيارات المتخصصة نظيفة."

"سهلة. في بعض الأحيان، ترفض سيارات الأجرة في بكين حمل الركاب ، مثلا، لا تريد التوقف أمام أربعة ركاب."

مع التطور السريع لشبكة الانترنت خلال السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من التطبيقات المستخدمة على الهواتف المحمولة الذكية في الصين والخاصة بطلب أو إيجار سيارات. ومن أجل إعلان وتعميم هذه الخدمة الجديدة، جذبت شركات السيارات المتخصصة كميات كبيرة من الاستثمارات الاجتماعية، واسختدمت معظمها في تعويض تكلفة المستخدمين والسائقين، بهدف تربيتهم على قبول واستخدام هذه التطبيقات وكذلك التعود على الدفع بالهواتف الذكية.

بدأت شركة "سيارات الأجرة السريعة" تشغيل "السيارات المتخصصة بالرقم الواحد" منذ يوليو الماضي، وتواجه هذه الخدمة بشكل رئيسي مجموعة من المستخدمين الرفيعي المستوى. وخلال بضعة أشهر منذ تشغيلها، تمت خدمة السيارات المتخصصة لهذه الشركة بتغطية ستة وخمسين مدينة بأنحاء الصين. وحول هذا الصدد، قال السيد ياي يون المتحدث باسم هذه الشركة:

"من خلال بحوثنا الكثيرة للأسواق، وجدنا أن مطالب رفيعة المستوى لطلب السيارات تكون دائما كثيرة، لذلك، أصدرت شركتنا هذه الخدمة أمام رجال الأعمال الرفيعي المستوى."

يعتبر تطبيق "إيجار السيارات AA" منصة على الهواتف المحمولة الذكية والخاصة بإيجار سيارات لمدة قصيرة، وقالت السيدة ليو جينغ وهي مسؤولة في شركته:

"مع الاستثمارات المتزايدة من شركات إيجار السيارات، أصبح المزيد من المستخدمين يتعود على استخدام تطبيقات إيجار السيارات وكذلك الدفع على الهواتف المحمولة الذكية."

السيارات المتخصصة في شانغهاي

في الحقيقة، لم تكن خدمات السيارات المتخصصة مستخدمة من قبل الأبناء العاديين، بل أصبحت المزيد من المؤسسات تستخدم هذه التطبيقات. وفي هذا الصدد، قالت السيدة يانغ التي تعمل في مؤسسة إيجار سيارات إن خدمات السيارات المتخصصة تساعد المؤسسات على تخفيض تكلفة استخدام العربات، حيث قالت:

"تخدم هذه الخدمات توفير موارد السيارات في المجتمع، مثلا، اشترت شركتنا عشرات السيارات، ومعظمها لا تستخدم يوميا، بل نتحمل تكلفتها أيضا."

وأوضحت الإحصاءات الصادرة من وزارة المواصلات والنقل الصينية بأن تكلفة مؤسسة صينية بمدينة صغيرة في استخدام السيارات تبلغ كل سنة أربعين مليون يوان، لذلك فإن الخبراء في هذا المجال يؤكدون أن خدمات السيارات المتخصصة ستصبح مقبولة لدى المزيد من المؤسسات:

"أمام نمو شركات السيارات المتخصصة ثلاث خطوات، الأول هو تأجير السيارات، الثاني هو تقديم خدمات للمؤسسات في إيجار السيارات، والأخير هو إنشاء منصة مفتوحة أمام كل ملاك السيارات الذين يريدون إيجار سياراتهم، حيث يمكن للطرفين أن يتبادلا المعلومات بينهما مباشرة."

وأظهرت الإحصاءات الأخرى التي أصدرتها وزارة المواصلات والنقل الصينية أنه حتى نهاية عام ألفين وثلاثة عشر، بلغ عدد سيارات الأجرة في أنحاء الصين مليون وأربعة وثلاثين سيارة، بينما تجاوز عدد سائقيها مليونين وستمئة ألف شخص. ويرى العديد من الناس أن سيارات الأجرة لم تسد الاحتياجات الاجتماعية، الأمر الذي يعتبر من العوامل التي تدفع تطور السيارات المتخصصة خلال هذه السنوات.

وعلى صعيد آخر، لم يكن أخذ سيارات الأجرة اختيارا وحيدا بالنسبة للركاب عند سفرهم. ومقارنة مع سيارات الأجرة، تقدم السيارات المتخصصة خدمات أفضل وأسرع، حيث يقوم شخص بتحميل تطبيق على الهاتف المحمول الذكي، ويدخل قصده فيه، فيمكنه أن يختار واحدة من بين السيارات على مختلف المستويات، كما يمكنه معرفة معلومات السائقين وتقييم المستخدمين الآخرين حول خدماتهم، مما يجعل الخدمات شفافة.

في الوقت نفسه، أثرت هذه الخدمات على فائدة سائقي سيارات الأجرة، يرى البعض منهم أن هذا القطاع الجديد يهدد عملهم، حيث يقول بعضهم:

"لم يكن الحال متفائلا بشكل عام، لأن عدد الركاب أصبح في انخفاض مستمر."

"أعتقد أن السيارة المتخصصة تعتبر من السيارات غير الشرعية، ولم تكن معظمها تحت أي رقابة، وليست لديها إجراءات ضرورية، كما تؤثر على عملنا بصورة شديدة."

إذًا، هل السيارات المتخصصة تعتبر محاولة جديدة في المجال التجاري أو من السيارات غير الشرعية؟ يقول السيد سون جيان بينغ مدير لجنة المواصلات بمدينة شانغهاي:

"خلال إشرافنا على السيارات المتخصصة، وجدنا أن العديد منها سيارات خاصة، وهذه هي المشكلة. لأن بلادنا حددت أن تنظيم السيارات يقسم إلى نوعين: السيارات التجارية والسيارات غير التجارية. لكن الآن، إنضمت السيارات غير التجارية إلى صف السيارات التجارية، وإذا تعرض ركابها لحوادث، فمن الصعب أن تجد مشكلة التأمين حلا لهم."

في السادس من يناير الماضي، أكدت حكومة بكين لأول مرة أن قيام السيارات الخاصة بحمل الركاب من أجل كسب الأموال يعتبر تصرفا غير شرعي. وبعد ثلاثة أيام من ذلك، أوضحت وزارة المواصلات والنقل الصينية بأن تسمح السيارات المستأجرة بتقديم خدمات كسيارات متخصصة، بل تمنع السيارات الخاصة من الإنضمام إلى هذا الصف. وحول هذا الشأن، أكد وزير المواصلات والنقل الصيني يانغ تشوان تانغ أن هذا القطاع الجديد يحتاج إلى التشجيع بالإضافة إلى التنظيم في آن واحد، حيث قال:

"إذا لم نشرف على أداء هذا القطاع الجديد، فسيكون لكل الأطراف آراء."

تعمل وزارة المواصلات والنقل الصينية حاليا على تحديد المقياس المعني بأداء السيارات المتخصصة. لكن، يعتقد معظم الركاب أن خدمات السيارات المتخصصة تعتبر إختيارا جيدا لسفرهم. وقال البعض منهم:

"أعتقد أن تطوير السيارات المتخصصة يمثل توجها مستقبليا، وبالنسبة للعديد من الناس وخاصة الشخصيات الرفيعة المستوى، تعتبر هذه الخدمات ضرورية."

"برأيي الخاص أن الحكومة من واجبها أن تصدر إجراءات معنية للإشراف على هذا القطاع الجديد، لأن هذه الخدمات مفيدة للمواطنين."