حياة أسرة مسلمة في شهر رمضان ببكين

في الساعة الثانية والنصف فجرا، وصل مراسلو إذاعتنا تحت أضواء القمر إلى بيت المسنّ يانغ تسونغ تشينغ في الحي الشرقي بشارع نيوجي (أي شارع البقر) ببكين.

يبلغ يانغ 75 عاما من عمره، وهو على درجة عالية من التدين. وخلال شهر رمضان، بدأ إعداد أطعمة السحور وفقا لعادات المسلمين منذ الساعة الثانية فجرا حسب توقيت بكين، وتتكون من ثلاثة أطباق من الأطعمة بالإضافة إلى الفواكه والكعك. وبعد السحور، يصوم كل أفراد أسرة يانغ باستثناء الأطفال حتى الساعة الثامنة مساء. حيث قال السيد يانغ:

"نبدأ صياما بعد الساعة الثانية والنصف فجرا، ونستريح قليلا، ثم نذهب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر. وبعد الصلاة، نعود إلى البيت للاستراحة، ثم نبدأ إعداد الإفطار للمسلمين الذين يأتون من مختلف أنحاء البلاد."

الشيخ يانغ هو عامل متقاعد. لذلك، وخلال السنوات الثماني الماضية بعد تقاعده، يعمل متطوعا في مسجد شارع البقر كل يوم. وخلال شهر رمضان، يذهب يانغ مع موظفي المسجد إلى محل اللحوم الحلال للحصول على لحوم البقر والخراف التى يقوم صاحبها بإعطائها مجانا لجنة المسجد كل يوم. ورغم أنه يعمل بدون أي مقابل، غير أنه يعمل بسعادة وارتياح، لدرجة تجعله يفتخر بهذه الأعمال الخيرية.

مضت أكثر من ست عشرة ساعة منذ صلاة الفجر حتى الإفطار. وبعد سدول الليل أجنحته، أقبل المسلمون إلى المسجد أكثر فأكثر للإفطار، حيث توضع على طاولات كبيرة العديد من المأكولات بجانب الفواكه والشاي والقهوة. وبعد صلاة المغرب، بقي بعض المسلمين في المسجد لتناول الإفطار. وأما الشيخ يانغ فدعا مراسلينا إلى بيته للإفطار مع أفراد أسرته. وقالت عايدة زميلتنا في القسم التركي إن أسرة يانغ استقبلتها بحرارة، وتركت ضيافتهما الكريمة انطباعا عميقا في قلبها.

"استقبلنا أفراد أسرة يانغ بحرارة، وعاملونا بمودة وكرامة. وفي تركيا، نعتاد على شرب الحساء وأكل التمر بالإضافة إلى الماء في السحور والإفطار معا. أما مع أسرة يانغ، فتناولنا البطيخ والشمام وغيرها من الفواكه أولا، ثم أكلنا اللحوم والخضروات وغيرها من الأطباق الرئيسية بعدها. وأرى أن هذه عادة جيدة."