الصين تعمل على تبني نظام الإبلاغ عن حالات الإيدز في المدارس والجامعات

نظرا لزيادة حالات الإيدز بين الطلاب الشباب الصينيين بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، طالبت اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة ووزارة التعليم مؤخرا بتبني نظام الإبلاغ عن حالات الإيدز في المدارس والجامعات.

وقد حضرت الطالبة شياو تسوي في الصف الثاني بالجامعة المركزية للقوميات ببكين محاضرة عقدها مستشفى الجامعة حول الوقاية من مرض الإيدز. حيث قالت:

"تعرفتُ على الكثير من المعلومات المتعلقة بمرض الإيدز في المحاضرة، مثل طرق انتقال الإيدز وكيفية الوقاية منه ... الخ. وعرّفنا المستشفى بالعديد من الأمثلة الملموسة في المعيشة اليومية. وبفضل ذلك، نستطيع حماية أنفسنا بصورة أحسن."

ومثل الجامعة المركزية للقوميات، نظمت الكثير من الجامعات الصينية لطلابها تدريبات ومحاضرات خاصة بالوقاية من الإيدز، ووضعت صناديق لتوزيع الواقي الذكري مجانا في مختلف أنحاء الحرم الجامعي، آملة في رفع وعي الطلاب بالوقاية من الإيدز. ولكن بعض المدارس والجامعات لم تعط اهتماما كافيا للموضوع، وينقص طلابها وعي بحماية أنفسهم. لذا، طلبت اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة ووزارة التعليم من الهيئات الإدارية الصحية والتعليمية في مختلف أنحاء البلاد الإبلاغ عن حالات الإيدز في المدارس والجامعات الموجودة في مناطقها كل نصف سنة على الأقل، بينما يجب عليها الحفاظ على أسرار الطلبة المصابين بصرامة. وطلبت منها أيضا عقد مؤتمرات توعوية بصورة منتظمة لتحليل سبب الوباء ووضع الإجراءات الفعالة للسيطرة عليه. كما طلبت من الأجهزة المتعلقة بالوقاية من الأمراض والسيطرة عليها تقديم خدمات استشارية وطبية مجانا حول مرض الإيدز لطلاب الجامعات والمدارس المهنية. وهدف هذه التوعية هو تشجيع الطلاب الذين كانت لهم تصرفات عرّضتهم للإصابة بفيروس الإيدز على الاستشارة الطوعية في الهيئات الطبية المتخصصة وقبول الاختبار الطبي فيها.

تعمل الصين على تعزيز السيطرة على مرض الإيدز بسبب زيادة إصابات الطلاب الشباب بصورة ملحوظة في الصين خلال السنوات الأخيرة. وقد أعلن السيد يو جينغ جين –مدير مصلحة السيطرة على الأمراض التابعة للجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة عدد الطلاب الشباب المصابين بمرض الإيدز في شهر إبريل الماضي، مما أثار قلق المجتمع. حيث قال السيد يو:

"وفقا للإحصائيات، اُصيب 482 طالبا شابا بالإيدز في عام 2008 محتلين 5.77% من الشباب المصابين الذين تراوحت أعمارهم بين 15عاما و24عاما. ولكن هذه النسبة ارتفعت إلى 16.58% في عام 2014."

ووفقا لإحصائيات أخرى، كانت في الصين خمس مقاطعات فقط اُكتشف في كل منها أكثر من مائة طالب مصاب بالإيدز في عام 2013، ولكن هذا العدد تجاوز عشر في العام الماضي.

وفيما بين طرق انتقال الإيدز، ارتفعت نسبة الانتقال الجنسي بين المثليين الذكور من الطلاب الشباب من 58.5% عام 2008 إلى 81.6% عام 2014. حيث قال السيد وو تسيون يو –مدير قسم مرض الإيدز بالمركز الصيني للسيطرة على الأمراض:

"حدثت هذه الظاهرة بسبب زيادة حالات الإيدز بين المثليين الذكور في المدن. وعندما يلتقي الطلاب بهم في المجتمع، ارتفعت نسبة الإصابة."

وفي مواجهة هذه التحديات الخطرة، ستقدم الهيئات الطبية والتعليمية المزيد من المساعدات للطلاب من أجل الوقاية من الإيدز والعلاج الطبي.