بكين تؤكد تحقيق هدف التحكم في عدد السكان بأقل من 23 مليون نسمة

أصدرت بكين مؤخرا "خطة التنمية المنسقة بين بكين وتيانجين وخبى التي أكدت فيها اتخاذ الإجراءات المندمجة بين السيطرة والتوزيع من أجل تحقيق هدف التحكم في عدد السكان بأقل من 23 مليون نسمة وتوزيع 15% من السكان في أحياء المدينة المركزية. هل تتمكن بكين من تحقيق هذا الهدف ؟ وكيف تتخذ بكين الإجراءات لضمان تحقيق هذا الهدف؟ تفضلوا بالاستماع إلى التفاصيل التالية.

ظلت ليو يون تعيش في بكين منذ صغرها وتشتاق إلى ما كانت عليه في طفولتها حيث لا يوجد ناس كثيرون في ذلك الوقت وكان يرافقها السماء الزرقاء والسحب البيضاء والنجوم واليعسوب ولكن مع التضخم السكاني الشديد وتطور المدينة السريع، تم بناء العمارات الشاهقة في كل مكان وتصبح مشاهدة النجوم نادرة جدا.

" أدى ازدياد عدد السكان إلى ارتفاع أسعار السلع والمساكن، الآن يحتاج الالتحاق بروضة الأطفال إلى التسجيل مقدما."

سون تونع هي موظفة تعمل في بكين تشعر بالقلق ازاء مشاكل المواصلات والطب الناتجة عن عدد السكان الضخم.

" تؤدي السيارات الكثيرة إلى الاختناق المروري ومن الصعب أن تحصل على إمكانية شراء السيارة من خلال القرعة ولم أنجح فيها خلال السنوات الأخيرة هذا من جهة ومن جهة أخرى تقع المستشفيات الكبيرة في الأحياء الشرقية والغربية وزيارة الأطباء غير سهلة."

هناك يوجد مئات آلاف من المواطنين البكينيين مثل ليو يون وسون تونغ، بسبب الازدياد السريع لعدد السكان في بكين ظهرت مشاكل كثيرة مثل الاختناق المروري وتلوث البيئة والنقص في الموارد العامة وغيرها. ووفقا للإحصاءات قد تجاوز عدد الأشخاص المقيمين في بكين 21 مليون نسمة في نهاية عام 2014.

قال تشاو هونغ نائب رئيس أكاديمية العلوم في بكين إن عدد السكان الضخم له علاقة بوظيفة المدينة غير الواضحة حيث لم توضع وظيفة العاصمة في المركز البارز.

"تجمع بكين كثيرا من الوظائف العادية في المجالات الاقتصادية والصناعية والسكنية بالاضافة إلى موارد العاصمة الفريدة مما جعل وظائف التعليم والطب هناك تصبح قوية جدا وكل ذلك قد تجاوز حجما عاديا لبكين بصفتها عاصمة الدولة. فيجب علينا تقليل الوظائف على أساس تحديد وظائف العاصمة لتجسيد مزاياها الخاصة بها"

وأضاف أنه بالإضافة إلى عدد السكان الضحم هناك مشكلة أخرى متعلقة بالتوزيع السكاني غير المعقول حيث تكون الكثافة السكانية كبيرة في الأحياء المركزية بينما يكون التطور في الضواحي متخلفا نسبيا.

قال يي فو شيان الخبير في مجال السكان في جامعة ويسكونسن بالولايات المتحدة إن إعادة توزيع السكان هي قضية محورية وحساسة لتوزيع وظائف العاصمة، ولا يمكن للمواطنين أن ينتقلوا إلى الضواحي إلا إذا كانوا سيتمتعون بموارد التوظيف والتعليم والطب بسهولة.

من أجل تحقيق هدف التحكم في عدد السكان ب23 مليون نسمة ستتخذ بكين السياسات القوية في مجالات التوظيف والإسكان لتوزيع نسبة 15% من عدد السكان في ستة أحياء المدينة بغية تحقيق التنسيق بين موارد السكان والمكانة الاستراتيجية لبكين. يرى تشاو هونغ أنه يجب على بكين تعزيز توزيع الوظائف غير المركزية للتحكم في عدد السكان بشكل غير مباشر حيث قال:

" ستعمل بكين على تطوير الصناعات على المستوى العالي من أجل السيطرة على الحجم الاقتصادي في النطاق المعين والحصول على الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه المدينة خلال عملية تطورها عن طريق عدد سكان أقل وموارد مستهلكة أقل، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فقد طرحت بكين قائمة الصناعات التي لن تطورها في العاصمة حيث لن تواصل فيما بعد تطوير الصناعات التي لا تتطابق مع وظائف العاصمة."

أما سياسة تقييد شراء المساكن التي تم تطبيقها في المدن الكبيرة في السنوات الأخيرة فتؤثر تأثيرا إيجابيا في التحكم في عدد السكان وفي المستقبل ستتخذ بكين سلسلة من الإجراءات مثل إزالة العمارات غير المشروعة لتخفيض الكثافة السكانية.