|
||
cri (GMT+08:00) 2016-09-20 08:44:46 |
بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، استقبلت أراضي الصين أملاً جديداً وأفقاً واسعاً، ونهضت الأعمال في شتى المجالات. وبجهود شخصيات بارزة من المسلمين الصينيين، ورعاية الحكومة المركزية ورئيس مجلس الدولة الراحل تشو أن لاي، تم إنشاء المعهد الصيني للعلوم الإسلامية في بكين عام 1955، ليكون أول معهد ديني حكومي بعد ولادة الصين الجديدة.
المعهد الصيني للعلوم الإسلامية الذي يتبع الجمعية الإسلامية الصينية، هو مهد إعداد الأئمة ورجال الدين ذوي المستوى العالي في العلوم الدينية والاجتماعية. خلال الستين عاماً المنصرمة، تخرج في المعهد أكثر من ألف وستمائة دارس من الأكفاء الممتازين الذين يجاهدون في سبيل حب الله والوطن والدين في أرجاء البلاد. وفي نفس الوقت، لم تقتصر منجزات المعهد على استكشاف أنماط متعددة في إعداد الأكفاء لتحقيق المواءمة بين الإسلام والنظام الاشتراكي الصيني، بل ساعد في خلق بيئة متناغمة لتطور الإسلام ومواكبة التغيرات السريعة في المجتمع الصيني. إن إنشاء المعهد وتطوره دليل على صواب سياسة حرية العقيدة التي تنتهجها الحكومة الصينية، ومرآة واضحة لتطور الإسلام ومكانة المسلمين في المجتمع الصيني.
مر تطور المعهد الصيني للعلوم الإسلامية بعدة مراحل خلال العقود الستة الماضية، نلخصها فيما يلي:
مرحلة الإنشاء: بدأ المعهد قبول الطلاب بعد تأسيسه في عام 1955. وخلال الفترة ما بين عام 1955 وعام 1965، أبدع المعهد نمطا تعليميا جديدا بديلا لنظام التعليم المسجدي الذي عرفته الصين مئات السنين، وأعد أكثر من مائة خريج ينتمون لثماني أقليات قومية مسلمة، منها هوي، الويغور، دونغشيانغ، القازاق، سالار، التتار، القرغيز، والأوزبك. شغل هؤلاء الخريجون مواقع مختلفة، فمنهم أئمة في المساجد، وموظفون في الجمعيات والمعاهد الإسلامية، ومنهم معلمون في الجامعات والمدارس الحكومية، وبعضهم الآخر أصبح خبراء في الدراسات الإسلامية والقومية.
إضافة إلى تطبيق التعليم النظامي، أقام المعهد في تلك الفترة دورات تدريبية متخصصة لأئمة المساجد، لرفع مستوياتهم في فهم ونشر سياسات الحكومة حول الشؤون العرقية والدينية، مما مهد طريقا جديدا لإعداد أكفاء من رجال الدين ذوي العلوم المتعددة، وفتح أفقا واسعا لقضية التعليم الإسلامي التي هيمن عليها التعليم المسجدي مئات السنين.
مرحلة التوقف: بعد انطلاق "الثورة الثقافية الكبرى" في أنحاء البلاد في عام 1966، حلت بالمعهد، كما هو الحال بكل البلاد، مصيبة ثقافية شديدة، حيث توقفت الجمعية الإسلامية الصينية عن كل أعمالها، ومنها أعمال المعهد التعليمية، حتى نهاية سبعينات القرن العشرين.
مرحلة استئناف التعليم: بعد انعقاد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني، حظيت السياسة العرقية والدينية بالتنفيذ الكامل. عادت أعمال الجمعية الإسلامية الصينية إلى مسارها الطبيعي تدريجيا. كما استأنف المعهد الإسلامي الصيني قبول الطلاب في نهاية مارس عام 1980. الظروف الصعبة المتمثلة في نقص المال والمدرسين، لم تعق جهود رؤساء المعهد ومعلميه، فدخل المعهد مرحلة استئناف التعليم بعد التوقف عن قبول الطلاب لمدة خمس عشرة سنة، لإعداد الأئمة والأكفاء المسلمين للأوساط الإسلامية الصينية التي أصابتها جراح "الثورة الثقافية الكبرى".
في الفترة ما بين عام 1982 وعام 1995، دخل المعهد مرحلة جديدة، حيث حدد المعهد قبول الطلاب المسلمين من سن الثامنة عشرة حتى الخامسة والعشرين، والذين أكملوا الدراسة الثانوية، وعرفوا مبادئ العلوم الإسلامية تحت إرشاد أئمة المساجد. وتمت أعمال القبول عن طريق الامتحانات النظامية التي تشمل المواد الدينية والاجتماعية، لاختيار الطلاب وفقا لنتائج الامتحانات.
في هذه الفترة، أجرى المعهد أعمال التعليم بالدرجات العلمية المختلفة، حيث استقبل 19 مجموعة من الطلاب، ست منها بشهادة البكالوريوس وأربع منها بشهادة الدبلوم، وست منها بشهادة التدريب، ومجموعتان لتدريب الطلاب المستعدين للدراسة في الخارج، ومجموعة واحدة للتدريب على اللغة العربية. خلال هذه الفترة، بلغ عدد خريجي المعهد خمسمائة واثني عشر طالبا ينتمون لست أقليات قومية مسلمة. عمل معظمهم في الأوساط الإسلامية داخل البلاد، وصاروا القوة الرئيسية في المساجد والمعاهد والجمعيات الإسلامية والدوائر الحكومية.
مرحلة التطور المستدام: على أساس استكشاف الخبرات التعليمية، دخل المعهد فترة التطور المستدام منذ عام 1996. منذ ذلك العام حتى الآن، يقبل المعهد فصلين كل عام، واحد منهما يمنح شهادة البكالوريوس للطلاب الذين أكملوا الدراسة الثانوية، والآخر يمنح شهادة التدريب لأئمة المساجد الذين يرغبون في رفع مستواهم في العلوم الدينية والاجتماعية.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |