|
||
cri (GMT+08:00) 2016-09-21 10:37:31 |
مع انتشار كتب الأطفال المصورة وزيادة اهتمام الأسرة الصينية بالقراءة للأطفال في السنوات الأخيرة، ظهر عدد متزايد من مكتبات كتب الأطفال المصورة في المدن الصينية الكبيرة والمتوسطة، ما ساهم في تعويض نقص كتب الأطفال في المكتبات العامة. وتشهد حاليا مكتبات كتب الأطفال المصورة إقبالا متزايدا من الأطفال وذويهم.
تتميز "الكتب المصورة" بالكلمات القليلة، ولكنها تحتوي على صور جميلة وقصص بسيطة ذات معنى عميق، تتناول موضوعات أدبية وفنية وعلمية. ومن الواضح أن الكتب المصورة مناسبة تماما لقراءة الأطفال. ظهرت كتب الأطفال المصورة أولا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في النصف الثاني للقرن التاسع عشر. وفي آسيا، دخلت الكتب المصورة في خمسينات القرن الماضي، وصارت اليابان واحدة من أشهر دول العالم في مجال الكتب المصورة. في تايوان الصينية، بدأ تيار الكتب المصورة في أواخر ستينات القرن الماضي، وازدهر بعد ثمانينات القرن الماضي. أما بر الصين الرئيسي فلم يعرف كتب الأطفال المصورة قبل عام 2000، ولذلك لم يقرأ معظم البالغين الصينيين مثل هذه الكتب في صغرهم ولم يعرفوا بها إلا بعد أن أنجبوا أطفالهم.
مكتبة بوبولان للكتب المصورة، وهي أول مكتبة في الصين لكتب الأطفال المصورة، تقدم أفضل الكتب للأطفال والأسر الصينية بهدف نشر قراءة الأطفال وخلق حيز ثقافي حديث للأطفال. تضم المكتبة نخبة من الكتب المصورة الصينية والأجنبية للأطفال، وترتبها وفقا للدول المختلفة. لا تشتمل تلك الكتب على صور وأشكال جميلة فقط، وإنما أيضا تتميز بالصوت الرخيم والرائحة الطيبة. كتاب ((الجدجد الساحر)) المصور، على سبيل المثال، يصدر صوت الجدجد عند تقليب صفحاته، ما يثير فضول الطفل. بعض الكتب تحتوي على صفحات مجسمة تزيد متعة القراءة وتترك فضاء خياليا للأطفال. وهذه الكتب الكلاسيكية المصورة تجعل الطفل يتمتع بالقراءة ويفهم ويتذوق القصص بحواسه.
بيد أن هذه الكتب المفيدة والسهلة الفهم أسعارها غالية، فالكتاب المصور العادي المكون من ثلاثين صفحة والذي يمكن أن يطالعه الطفل في نصف ساعة تقريبا سعره يتراوح من ثلاثين إلى أربعين يوانا، بينما يتراوح سعر الكتاب المطبوع طباعة فاخرة من مائة إلى مائتي يوان، ما يجعل شراء الكتب المصورة عبئا اقتصاديا للأسرة الصينية. في المدن الكبيرة مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو، يصل رسم عضوية الفرد في مكتبات الكتب المصورة إلى ألف يوان سنويا تقريبا، ويكون في حدود أربعمائة أو خمسمائة يوان في المدن العادية. فإذا كان الألف يوان يكفي لشراء ثلاثين كتابا مصورا على الأكثر، فإنه بنفس المبلغ يمكن شراء بطاقة عضوية في مكتبة للكتب المصورة لقراءة أكثر من ألف كتاب على مدار العام. هكذا، انتشرت مكتبات الكتب المصورة.
بعد افتتاح أول مكتبة للكتب المصورة في الصين في عام 2005، انتشرت هذه المكتبات وصار عددها بالآلاف. ولكن معظم مكتبات الكتب المصورة تواجه صعوبات أجبرت بعضها على أن تغلق أبوابها بعد شهور من افتتاحها.
في بعض الدول المتقدمة، تقام مكتبات الكتب المصورة في التجمعات السكنية لتوفر للأطفال الكتب التي يحبونها بسهولة وبالمجان. ولكن معظم مكتبات الكتب المصورة في الصين مشروعات خاصة، وتُدار اعتمادا على نظام العضوية. وبسبب التكلفة العالية والربح المنخفض وأساليب الإدارة غير المتعددة ونقص المتخصصين، يواجه معظم مكتبات الكتب المصورة صعوبات.
في بداية عام 2014، نظم موقع إلكتروني اسمه "أريد الكتب المصورة" الدورة الأولى لمؤتمر تبادل تجارب إدارة مكتبات الكتب المصورة. قال مؤسس هذا الموقع، ليو قوانغ تشن إن أصحاب مكتبات الكتب المصورة قالوا خلال التبادلات في المؤتمر إن التكلفة الأكبر للمكتبة هي إيجار المكان. وقال صاحب مكتبة في مدينة تيانجين، أغلقها قبل شهور، إنه كان يدفع إيجارا لمكتبة داخل متجر كبير أكثر من مائتي ألف يوان كل سنة في حين كان عدد أعضائها أكثر قليلا من ثلاثمائة عضو، فكان الدخل من رسوم العضوية يكفي فقط إيجار المكتبة، وإنه كان يدفع من ماله الخاص نفقات الزخرفة والترتيب ورواتب الموظفين ورسوم المياه والكهرباء وشراء الكتب الجديدة. إذا لم تتم إدارة رأس مال المكتبة بشكل جيد، لن تتجدد الكتب مما يؤثر سلبا على شغف الأطفال بالقراءة. وبسبب الإيجارات العالية، تلجأ بعض المكتبات إلى تجمعات سكنية غير معروفة ويصعب الوصول إليها، فيكون من الصعب أن تجتذب أعضاء جددا.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |