|
||
cri (GMT+08:00) 2016-11-15 10:56:53 |
20161114huaxiajingji
|
ريحانة: مستمعينا الكرام، السلام عليكم، طابت أوقاتكم بكل خير، أجمل تحية من إذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي: الاقتصاد الصيني تحت المجهر. أصدقائي، تنقسم حلقة اليوم إلى جزئين، وفي الجزء الأول، نعرفكم بسياسة إصلاح "جانب العرض"، التي أصبحت موضوعا ساخنا في الصين وفي العالم، وفي الجزء الثاني، نلقي نظرة على المؤشرات الإيجابية في إصلاح جانب العرض. زميلي صلاح، ما رأيك في موضوعنا اليوم؟
صلاح: أظن أنه موضوع جيد، لقد تحدثنا عن هذه السياسة مرارا وتكرارا، ولكن بعض المستمعين لا يعرفون مصطلح "إصلاح جانب العرض"، وسبب تنفيذها، إذن، نتمنى أن تنال هذه الحلقة إعجابكم.
************فاصل***************
ريحانة: مستمعينا الكرام، مرحبا بكم من جديد في برنامج "الاقتصاد الصيني تحت المجهر"، وفي هذه الفقرة، نعرفكم بسياسة إصلاح "جانب العرض" في الصين.
ويدور حديث الأوساط الاقتصادية الصينية في هذه الآونة عن الإصلاح المتعلق بموضوع " جانب العرض" حيث قال المحللون إن "هذا النوع من الإصلاح يعكس أن سياسة الاقتصاد الكلي الصينية تتحول من التركيز على إدارة الطلب وحفزه على المدى القصير إلى الاهتمام بالعرض والطلب في آن واحد مع تسليط الضوء على نحو أكبر على مسألة إصلاح جانب العرض.
كما يتوقع خبراء الاقتصاد أن يحتل إصلاح "جانب العرض" مكانة بارزة خلال فترة الخطة الخمسية الـ13 للصين، بل وسيظل يشغل هذه المكانة لفترة أطول. وأكدوا أن هذا الإصلاح لن يلعب فقط دورا مهما في دفع تحقيق نمو مستقر ومستدام وصحي وحيوي للاقتصاد الصيني، وإنما سيمثل أيضا نبأ طيبا للاقتصاد العالمي.
صلاح: فقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماع المجموعة القيادية المركزية للشؤون المالية والاقتصادية الذي عقد في 10 نوفمبر الماضي إلى أنه في الوقت الذي يتم فيه توسيع الطلب العام بشكل ملائم، يجرى التركيز على تعزيز الإصلاح في "جانب العرض"، ورفع نوعية وفاعلية هذا الجانب لتدعيم القوة المستمرة لنمو الاقتصاد.
كما ذكر شي في الخطاب الذي ألقاه في الاجتماع الـ23 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (الأبيك) أنه من أجل حل المشكلات العميقة في الاقتصاد العالمي، لا يكفي الاعتماد على سياسة التحفيز النقدي، بل لا بد من بذل مزيد من الجهود لدفع إصلاح الهيكل الاقتصادي لكي يتسق "جانب العرض" مع تغير هيكل الطلب.
ريحانة: ويرى الاقتصاديون الصينيون عموما أن طرح سياسة إصلاح "جانب العرض" يعد بمثابة "وصفة طبية" جيدة بالنسبة للوضع الحالي للاقتصاد الصيني وفكرة جديدة خرج بها كبار صناع القرار الاقتصاديين الصينيين لتتمحور حول دفع نمو الاقتصاد إنطلاقا من الشق الخاص بـ"العرض والإنتاج" مقارنة بالفكرة التقليدية المتمثلة في دفع نمو الاقتصاد من خلال "الاستثمار والاستهلا ك والتصدير"، أي الشق الخاص بـ"الطلب".
صلاح: وعند النظر في التاريخ نجد أن فكرة الإصلاح الهيكلي لدى "مدرسة جانب العرض" قد طبقها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر في ثمانينات القرن العشرين، حيث تبين أن سياسة ريغان الاقتصادية أرست أساسا صلبا لنمو الاقتصاد الأمريكي المستدام، فيما أنقذ الإصلاح الهيكلي على أيدي تاتشر الاقتصاد البريطاني آنذاك. ورغم أن الوضع الاقتصادي الصيني لم يواجه ركودا مثل ما حدث في حقبة ريغان وتاتشر، إلا أن المشكلة الهيكلية التي يواجهها الاقتصاد الصيني مشابه لما حدث في تلك الحقبة. ومن ثم، يمكن أن تستقى الصين الخبرات الأمريكية والبريطانية في هذا الصدد.
ويرى وانغ يي مينغ، نائب مدير مركز دراسات التنمية التابع لمجلس الدولة، أن إصلاح "جانب العرض" وتعديله لا يعني التخلى عن سياسة الطلب، بل تحقيق تناغم بينهما حيث تتيح سياسة إدارة الطلب مناخا جيدا لتطبيق الإصلاح في "جانب العرض".
ريحانة: أحبائي، نتوقف قليلا للاستماع إلى أغنية جميلة، ثم نعود إلى البرنامج لمواصلة موضوعنا عن إصلاح "جانب العرض".
**********فاصل*****************
ريحانة: أحبائي، مرحبا بكم من جديد في برنامج "الاقتصاد الصيني تحت المجهر"، وما زال موضوعنا يدور حول إصلاح "جانب العرض"، وفي هذه الفقرة، نلقي نظرة على السبب وراء إصلاح "جانب العرض".
تكشفت في هذه السنوات بالصين ظواهر عدة من بينها سعى المستهلكين الصينيين إلى شراء مستحضرات التجميل من الخارج عبر الإنترنت وتوجههم إلى اليابان لشراء طناجر الأرز الكهربائية وأغطية المباول ذات التكنولوجيا العالية وغيرها من الظواهر. كما إنه في الجمعة السوداء التي مضت لتوها، شهد حجم مشتريات المستهلكين الصينيين من خارج البلاد زيادة ملفتة للانظار. ورغم أن هذه الظواهر أثارت جدلا كبيرا داخل البلاد، إلا إنها حقيقة لا يمكن إنكارها.
إن هذه الظواهر تعكس العقبات التي تعترض نمو اقتصاد الصين الحالي، إذ أن العرض الخاص بالمنتجات التقليدية المنخفضة والمتوسطة الجودة مثل الملابس ولعب الأطفال يسجل فائضا؛ فيما لا يستطيع العرض في مجالات الخدمة والصناعات التحويلية عالية المستوى أن يسد حاجات المستهلكين الذين ارتفع مستوى معيشتهم ويزداد طلبهم على المنتجات فائقة الجودة. لذا، تكمن المشكلة التي يواجهها اقتصاد الصين في عدم التوازن الهيكلي بين العرض والطلب.
صلاح: مع تغير هيكل طلب السوق، تحتاج الصين إلى إصلاح "جانب العرض". ومن هذه الزاوية، تركز الصين حاليا على هذا النوع من الإصلاح بهدف تخفيف العقبات الناشئة ليسهل على العرض في السوق الاستجابة بشكل إيجابي للطلب، وبالتالي تحقيق توازن بين شقي العرض والطلب في السوق.
وقال ليو يوان تشون إن ما يقيد نمو اقتصاد الصين ينبع من الهيكل، لافتا إلى أنه إذا ما واصلت الصين إتباع سياسة إدارة الطلب، فهذا لن يكفي لتحقيق التعديل الهيكلي المرجو.
وشاطره الرأى شيوى لين، مدير إدارة التخطيط للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ، موضحا إنه إذا ما أراد اقتصاد الصين تحقيق نمو مستقر وسريع مستقبلا، سيكون الإصلاح الهيكلي في "جانب العرض والابتكار المصاحب له" أحد المحركات الجديدة وسيلقى اهتماما كبيرا خلال تطبيق الخطة الخمسية الـ13.
أعزائي، نتوقف قليلا للاستماع إلى أغنية جميلة، ثم نعود إلى البرنامج لنسلط الضوء على تأثيرات إصلاح "جانب العرض" على الصين والعالم.
***************فاصل***************
ريحانة، مرحبا بكم من جديد في برنامج "الاقتصاد الصيني تحت المجهر"، ودعونا نكمل موضوعنا عن إصلاح "جانب العرض".
قال وانغ يي مينغ إن ما يفهمه من الإصلاح في "جانب العرض" هو تحريك مواد الإنتاج لتنتقل هذه المواد من القطاعات ذات الكفاءة المنخفضة إلى القطاعات ذات الكفاءة العالية ومن القطاعات ذات القدرة الإنتاجية الزائدة إلى القطاعات التي مازالت لديها حاجات، مضيفا أن بعض القطاعات التي بلغت قدرتها الإنتاجية السقف المحدد مثل قطاعات الفولاذ والحديد والفحم والأسمنت، لا بد من تقليل العرض فيها وتعديل هيكلها.
وكشف وانغ أن السياسات المعنية بالإصلاح في "جانب العرض" سوف تشهد تطبيقا جوهريا في العام المقبل.
صلاح: رغم أن الاقتصاديين الصينيين ما زالوا في نقاش حول الإجراءات الملموسة التي سوف تتخذها الحكومة الصينية لتطبيق الإصلاح في هذا الجانب، إلا أن معظمهم يرى أن الإصلاح سوف يدفع تحليل القدرة الإنتاجية الزائدة بشكل فعال وإعادة تنظيم القطاعات ونمو قطاع العقارات، وهو ما يسهم في نمو الاقتصاد الصيني ويتيح عرضا ذا نوعية جيدة يعود بفوائد ملموسة على الجماهير. فعلى سبيل ذلك، ستتمتع جماهير الصين بخدمات صحية وتعليمية أفضل ولن تحتاج إلى شراء المنتجات عالية المستوى من الخارج.
وعلى الصعيد الدولي، يرى تشانغ لي تشيون، الباحث بمركز دراسات التنمية التابع لمجلس الدولة، أن عزم الصين على إجراء إصلاح في "جانب العرض" يعد نبأ طيبا للاقتصاد العالمي. وفي ظل تطبيق الصين لسياسة الانفتاح الشامل وإستراتيجية "الحزام والطريق"، سيزداد الطلب الفعال في السوق الداخلي بشكل كبير عقب البدء في هذا الإصلاح ، ما سيجعل التعاون بين الصين والاقتصادات الأخرى أكثر شمولية وسيدفع نمو الاقتصادات الأخرى في العالم نحو آفاق أرحب.
أعزائي، نتوقف قليلا للاستماع إلى أغنية جميلة، ثم نعود إلى البرنامج لمواصلة موضوعنا.
************فاصل******************
ريحانة: أحبائي، مرحبا بكم من جديد في برنامج "الاقتصاد الصيني تحت المجهر"، وفي هذه الفقرة، نلقي نظرة على المؤشرات الإيجابية التي أظهرها إصلاح جانب العرض في الصين.
صلاح: قال نائب رئيس اللجنة الصينية للتنمية والإصلاح ومدير المكتب الوطني للإحصاء، نينغ جي جه، في لقاء مع الصحفيين بـ"ممر الوزراء" بقاعة مجلس نواب الشعب، قبل إختتام الإجتماع الرابع من الدورة الثانية عشر للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في 14 مارس الماضي، أن كوريا الجنوبية تجري هذه الأيام "حرب الإنسان والروبوت"، في ذات الوقت حققت صناعة الروبوتات في الصين خلال شهري يناير وفبراير زيادة بـ17%، كما يتضاعف إنتاج السيارات العاملة بالطاقة الجديدة. من جهة أخرى، تراجعت صناعة الصلب الخام بـ 5.7%، كما تراجعت صناعة المعادن الملونة بـ4.3%..... وهو يعكس المؤشرات الإيجابية لعمليات الإصلاح الهيكلي في جانب العرض.
وأشار نينغ جي جه، إلى أنه إستنادا للبيانات، فقد حقق الإقتصاد الصيني آداء مستقرا خلال شهري يناير وفبراير، ونمى الإقتصاد الصيني داخل وضع من الإستقرار، وأظهرت بعض الجوانب تغيرات إيجابية. وإجمالا شهد التوظيف والطلب المحلي وأسعار السلع إستقرارا عاما. ووفقا لإستطلاع حول البطالة قام به المكتب الوطني للإحصاء في 31 مدينة ومحافظة ، بلغت نسبة البطالة خلال شهري يناير وفبراير 5.1%، مسجلة تراجعا عن العام الماضي. أما إستقرار الطلب المحلي، فقد كان الميزة الأساسية لشهري يناير وفبراير. وحقق الإستثمار في الأصول الثابتة بـ10.2%، مسجلا نموا ملحوظا عن المستوى الذي بلغه في شهر ديسمبر من العام الماضي، وحافظ الإستهلاك على نمو مستقر في حدود 10.2 %، ما عكس الإتجاه الواضح للإقتصاد الصيني في الإعتماد على الإستهلاك.
ريحانة: من جهة أخرى، أشار نينغ جي جه، إلى إرتفاع مؤشر المستهلكين في الصين خلال شهر يناير بـ 1.8%، وبلغت هذه النسبة في شهر فبراير 2.3%، ما يظهر وجود فضاء كبير نسبيا مقارنة مع الهدف الذي حدده تقرير عمل الحكومة بـحوالي 3%. أما أسعار السلع فحافظت بشكل عام على نمو مستقر، وحقق قطاع الخدمات نموا سريعا نسبيا، وفاقت حصة قطع الخدمات خلال العام الماضي من الناتج المحلي الإجمالي 50%، وبالنظر من الوضع الحالي، يتقدم الهيكل الإقتصادي بإستمرار بإتجاه التحسن، ورغم تراجع نمو القطاع الصناعي، إلا أن قطاع الخدمات قد شهد نموا سريعا، كما يتحسن هيكل الإستثمار بإستمرار، حيث تراجع مستوى الإستثمارات المستنفذة للطاقة، وزاد مستوى الإستثمار في القطاعات الصناعية ذات التكنولجيا العالية والبنية التحتية. أما على صعيد القطاعات الإستهلاكية، فقد إرتفعت عائدات السياحة خلال عطلة الربيع بأكثر من رقمين، وسجلت السياحة من الأموال العامة تراجعا في حين إرتفعت السياحة الجماهيرية بمعدلات كبيرة. وتراجعت الموائد من الأموال العامة، في حين إرتفعت الموائد الجماهيرية بوتيرة سريعة، حيث سجلت عائدات قطاع المطاعم في الشهرين الأوليين من العام الحالي زيادة بـ 11.3%، وأظهر الهيكل الصناعي والهيكل الإستثمار والهيكل الإستهلاكي مؤاشرات جيدة على التحسن.
*********فاصل صغير***********
ريحانة: أحبائي، تحدثنا قبل قليل عن إصلاح "جانب العرض" والسبب لتنفيذه والتأثيرات على الصين والعالم بعد تنفيذه، ونتمنى أن ينال هذا الموضوع إعجابكم.
***********فاصل*******************
مستمعينا الأعزاء، هذا ما كان في جعبتنا في حلقة اليوم من برنامج "الاقتصاد الصيني تحت المجهر"، نرجو أن يكون قد نال إعجابكم ورضاكم كانت هذه الحلقة من تقديم صلاح أبو زيد وريحانة جيا يان، وإعداد وإخراج ريحانة جيا يان، شكرا لحسن متابعتكم، ولمزيد من المعلومات، تفضلوا بزيارة موقعنا على شبكة الانترنت: Arabic.cri.cn، إلى اللقاء مع أطيب التمنيات.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |