مستمعينا الكرام، أهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي: الصين تحت المجهر، الصين تحت المجهر يفتح نافذة للتعرف على الصين بكل نواحيها ويتناول كل القضايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الصينية. معكم الآن أمام الميكروفون صلاح أبو زيد، أتمنى أن تقضوا معي أوقاتا سعيدة وممتعة. في حلقة اليوم سنذهب إلى مدينة تشيوانتشو بمقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصيني لنتعرف على الأديان والثقافات هناك، ثم نذهب إلى قرية شييوي بهذه المقاطعة والتي يعيش فيها أحفاد العرب الذين يبحرون لإحياء طريق الحرير البحري، وفي الفقرة الأخيرة، نتعرف على أحوال الاستثمارات الصينية في دول الحزام والطريق خلال السنوات الأربع الماضية. ************ كانت مدينة تشيوانتشو بمقاطعة فوجيان في جنوب شرقي الصين، الميناء الرئيسي للتجارة الخارجية خلال عهد أسرتي سونغ ويوان الملكيتين (960-1368). وإذا نُقل أحد سكان خليج تشيوانتشو القديم بشكل ما إلى مدينة حديثة، ستصيبه الشوارع الصاخبة والأضواء بالهلع، ولكن قد يجد أيضا بعض السكينة في المعابد المحلية حيث تمارس طقوس نفس الديانات حتى يومنا هذا. وقد سُحر التجار والإرساليات الأجنبية، الذين رسموا نقطة الانطلاق لطريق الحرير البحري، بما وجدوه هناك. وكثير منهم اختاروا البقاء، حاملين معهم مجموعة من الأديان والتقاليد والثقافات. ويخبرنا علماء الآثار أنه في قمة مجدها، ازدهرت الديانات البوذية والمسيحية والهندوسية والإسلامية والطاوية جنبا إلى جنب في تشيوانتشو. ولا تزال اليوم المعابد والمساجد التي يرجع تاريخها إلى قرون، تضم مزيجا من الأساليب الفنية، وتستقبل المؤمنين والحجاج من الداخل والخارج. والآن ، ومع وجود حكومة محلية عازمة على حماية وتجديد هذه الصروح الفريدة، يبدو المستقبل الذي كان منهارا لوهلة مضمونا. وعملت تشانغ ليان تشو لمدة 23 عاما في مسجد تشينغجينغ في تشيوانتشو، وهو المسجد الوحيد الناجي في الصين من عهد أسرة سونغ، وتقول تشانغ إن المزيد والمزيد من الناس يزورون المسجد كل عام. وأضافت قائلة: "إن نحو 200 شخص يأتون لصلاة الجمعة. وقبل بضع سنوات، كان من النادر أن يتواجد أكثر من 70 شخصا". وأرجعت تشانغ سبب زيادة الأعداد إلى الدعاية الأفضل والدعم المالي من الحكومة. وفي عام 2015، كانت تشيوانتشو واحدة من أربع أماكن خارج بكين استضافت حفل عيد الربيع، أكبر حدث تلفزيوني سنوي في الصين. وأضافت تشانغ أن الحكومة التي منحت المسجد نحو 200 ألف يوان (حوالي 29 ألف دولار أمريكي) في مطلع القرن الماضي، أصبحت الآن تمنحه أربع أضعاف ذلك الرقم. وقالت تشانغ إن المسجد كان دائما هاما للمسلمين الصينيين. ويستقبل المسجد سنويا نحو 200 ألف زائر من المحافظات والمناطق الداخلية التي تضم أعدادا كبيرة من المسلمين. ويأتي الكثيرون إلى تشيوانتشو ليس فقط للصلاة ولكن لزيارة المقبرة الإسلامية حيث يقال أن اثنين من صحابة النبي دفنوا فيها في القرن السابع الميلادي . وأوضحت تشانغ وهي نفسها مسلمة، أن المدينة معروفة بتاريخها الثري المتنوع ثقافيا، قائلة: "إنها تشتهر بأنها متحف للأديان ". وقال تشن شاو فنغ المؤرخ في المتحف، إن متحف تشيوانتشو البحري يحتوي على أكبر تشكيلة من الشواهد الإسلامية والهندوسية والنقوش في البلاد . أما لين يونغ تشيوان، وهو كاهن الكنيسة الكاثوليكية في تشيوانتشو، فقد قال إن هناك حوالي 2000 من الكاثوليك الصينيين في تشيوانتشو ونحو 100 أجنبي من الهند وجمهورية كوريا والفلبين. وأضاف لين "أن العديد من هؤلاء الأجانب يعملون في المصانع المحلية، ولقد أنشأنا مجموعة على برنامج التواصل الاجتماعي "ويتشات" ليتحدثوا عن أي شيء متعلق بالدين أو بحياتهم اليومية". *********************** وفي معبد كاييوان البوذي الذي بُني حوالي سنة 685 في عهد أسرة تانغ، هناك عمودان من حطام معبد الإله الهندوسي شيفا. وقال وو يو شيونغ المؤرخ الديني: "إن تفاعل الثقافات الدينية كان متكررا في تشيوانتشو، وبعض الفنون الدينية فيها طابع صيني". وعند بوابة مسجد تشينغجينغ، يوجد حجران عليهما نقوش السحاب التي رمز للخير في الثقافة الصينية. وتابع وو أنه في عهد أسرة يوان كانت كلمة "فو" -الترجمة الصينية لكلمة بوذا- تستخدم عادة من قبل السكان المحليين لوصف إلههم الخاص. وأضاف قائلا : "الحقيقة ان تعايش هذه الديانات في وئام في تشيوانتشو أمر لا غنى عنه للتفاعل والاندماج ". وبدوره قال حازم الركابي رجل الأعمال العراقي الذي يتواجد في تشيوانتشو منذ 13 عاما: "أحب العيش هنا لا أحد يعاملك بشكل مختلف بسبب معتقدك الديني". أما الأب لين فقال إن الديانات في تشيوانتشو تشترك في رباط قوي اليوم، مضيفا: "كثيرا ما ألتقي برؤساء المعابد البوذية والطاوية والمساجد خلال المهرجانات المختلفة". مستمعينا الكرام، نستريح قليلا مع فاصل غنائي ثم نعود لنستكمل باقي فقرات "الصين تحت المجهر". ***************** مستمعينا الأحباء، عدنا إليكم مرة أخرى وبرنامج "الصين تحت المجهر"، وفي هذه الفقرة نتعرف على مجموعة من أحفاد العرب في الصين والذين يبحرون لإحياء طريق الحرير البحري. يفخر قوه جينغ تشوان، 52 عاما، والذي يتكلم لهجة جنوب فوجيان وهو صاحب شركة للسفن من قرية شييوي في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، يفخر بأسلافه البحارة. ويعتبر جميع سكان قريته تقريبا أحفادا للتجار العرب الذين سافروا إلى تشيوانتشو قبل مئات السنين، عندما كانت المدينة أحد أكثر الموانئ حيوية في العالم. ويعتزم قوه شراء سفينة شحن تزن 10 آلاف طن في وقت لاحق من العام الحالي للانضمام إلى ما يسميه " نادي الشحن 100 الف طن ". تزدهر صناعة الشحن البحري في تشيوانتشو، باعتبارها إحدى نقاط الانطلاق الأصلية لطرق الملاحة البحرية القديمة، في حين تعمل المدينة على أن تصبح نقطة هامة على طول طريق الحرير البحري للقرن الـ21. ******************** وتقع قرية شييوي التي تقع في مصب خليج تشيوانتشو بجوار ميناء شيهو التاريخي المعروف أيضا باسم رصيف ميناء "لين لوان" بعد قيام مسافر ببنائه في القرن الثامن. ويذكر أن الرصيف التاريخي كان الأول في تشيوانتشو لرسو سفن التجارة الخارجية. وأشار قوه تشي منغ رئيس لجنة الحزب الشيوعي الصيني في قرية شييوي إلى جزيرتين وبرج ليوشنغ البالغ من العمر 800 عام على تلة مجاورة، وشرح بفخر كيف كان الرصيف من العلامات الملاحية لعدة قرون. وكان طريق الحرير البحري القديم شبكة هامة للتجارة والتبادلات الثقافية بين المناطق الساحلية الصينية والدول في جنوب شرق آسيا وافريقيا وأوروبا. ووفقا لدينغ يوي لينغ، رئيس متحف تشيوانتشو البحري، فقد أبحر عدد كبير من التجار العرب والفارسيين إلى تشيوانتشو عبر طريق الحرير البحري . وخلال موسم الذروة في القرن الحادي عشر وحتى القرن الرابع عشر، نمت المدينة لتصبح أكبر تجمع للعرب والفرس في الشرق الأقصى. بعضهم بقي بشكل دائم وتزوج مع الصينيين المحليين واندمجوا في المجتمع المحلي. وقال قوه جينغ تشوان: " إن عائلتي عملت في مجال الشحن البحري لعدة قرون، وأعتقد بأن مياه بحر ممزوجة في دمي". وأمضى جدّ قوه معظم حياته في البحر، وعندما كان طفلا سمع قوه مغامرات أسلافه العديدة، بما في ذلك مداهمة القراصنة في عهد أسرة تشينغ (1644-1911) وفقدان شحنات من بذور الشاي، والتربة التي دمرها الغزاة اليابانيون في أربعينيات القرن الـ20. وبوحي من هذه القصص، أصبح قوه جينغ تشوان بحارا في السن الـ17 وحلم ببناء امبراطورية الشحن الخاصة به، واقترض المال لشراء العديد من القوارب المملوكة للقرية وأقام شركة الشحن الخاصة به في عام 1996. مثل أسلافهم البحارة، يعتبر سكان قرية شييوي بحارة طبيعيين، ويعمل 80 بالمئة من 5000 ساكن في القرية بصناعة الشحن البحري. ووفقا لدينغ، يوجد في الوقت الراهن 50 ألف شخص من سكان تشيوانتشو من أحفاد التجار العرب، وخاصة أولئك الذين يحملون أسماء عائلات دينغ، و قوه، و بو. ********************** في عام 1417، ركب المستكشف الصيني تشنغ خه أسطوله الهائل في تشيوانتشو في انتظار الرياح لبدء حملة استكشافية أخرى، حيث قام بزيارة قوه تشوانغ يوان، وهو رجل أعمال محلي من أصل عربي للحصول على المشورة. وبعد نحو 600 عام من صخب وضجيج أسطول تشنغ، لا يزال ميناء تشيوانتشو نشطا وحيويا. أما عن حلم الطفولة لـ قوه جينغ تشوان، فقد تحول إلى حقيقة من خلال 20 عاما من العمل الشاق حتى طور شركته لسفن البضائع . ويوجد أكثر من 12 شركة شحن بحري مقرها في شييوي، ما يمثل ثلثي قدرة الشحن البحري في مدينة تشيوانتشو، وأنجح شركة بينها هي شركة تشيوانتشو آنشنغ للشحن التي يملكها الأخوان قوه دونغ تسه و قوه دونغ شنغ، وتحتل حاليا المرتبة الثالثة في الصين والـ24 على الصعيد العالمي. وتقدم صناعة الشحن البحري المزدهرة لمحة عن مدينة مزدهرة تسعى إلى إحياء نفسها كميناء مهم دوليا، وقد تجاوزت الإنتاجية السنوية للميناء 100 مليون طن لمدة خمس سنوات متتالية، كما نما ليصبح نقطة عبور هامة للسفن المتجهة إلى والقادمة من جنوب شرق آسيا . وفي يوم تشينغمينغ (عيد الصفاء والنقاء) وهو عيد صيني تقليدي لتقديم الاحترام للأسلاف، يزور قوه جينغ تشوان وقرويون آخرون ضريح عائلة بالقرب من قرية بايتشي حيث تم الحفاظ على بعض النقوش باللغة العربية التي تصف أصول أسرهم العربية. وبصرف النظر هذه النقوش، فهناك آثار ثقافية قليلة للأسلاف العرب للقرويين تم استبدالها مع مرور الوقت باللهجات الإقليمية والعادات الصينية. ولكن شغفنا وروحنا المتعلقة بالملاحة لن تتغير أبدا، فنحن فخورون بأسلافنا البحارة"، قال قوه جينغ تشوان. وتواصل الأجيال اللاحقة تواصلها مع البحار، ويمتلك والد قوه جينغ تشوان الخبرات في مجال السفن ويأمل في توريث أعمال العائلة في يوم من الأيام . ************************ مستمعينا الأعزاء، مرحبا بكم مرة أخرى في حلقة اليوم من برنامج "الصين تحت المجهر"، وفي هذه الفقرة، نقدم لكم تقريرا عن استثمارات المؤسسات الصينية في دول الحزام والطريق. كشف نينغ جي تشه، نائب رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح، أعلى هيئة تخطيط اقتصادية في الصين ، مؤخرا أن استثمارات المؤسسات الصينية المباشرة في البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق خلال الفترة 2013 - 2016 تجاوزت 60 مليار دولار أمريكي. الجدير بالذكر أن مبادرة الحزام والطريق، هي مبادرة اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، لرسم حدود وآفاق جديدة للتعاون الدولي. فالصين تدعو الدول والمناطق من خلالها للمشاركة النشطة والفعالة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21. وحتى نهاية العام الماضي، قد أنشأت المؤسسات الصينية 56 منطقة تعاونية باستثمار 18.55 مليار دولار أمريكي في البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق، بما في ذلك منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية في منطقة قناة السويس المصرية، ودخل ما اجماليه 1082 مؤسسة إلى هذه المناطق، بقيمة إنتاج أكثر من 50 مليار دولار أمريكي، حيث خلقت هذه المؤسسات ما يزيد عن 180 ألف فرصة عمل وتدفع 1.1 مليار دولار أمريكي من الضرائب إلى الدول المضيفة. أضاف نينغ أن المؤسسات الصينية وقعت قرابة ألف عقد لمشروعات مقاولات في البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق في الربع الأول من العام الحالي، وتصل قيمة الأعمال إلى 14.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة 4.7 بالمائة على أساس سنوي، وتشكل تقريبا نصف حجم عقود مقاولة المشاريع الخارجية في هذه الفترة. لتصبح البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق مقاصد مهمة لاستثمار المؤسسات الصينية، وهي أيضا أسواق رئيسية لقطاعات البنية التحتية والمعدات والتقنيات والخدمات والعلامات الصينية. في الوقت ذاته، تساهم المؤسسات الصينية كثيرا في إكمال وتحديث منشآت البنية الأساسية ورفع القدرة الإنتاجية وتعزيز تنمية الصناعات وزيادة فرص العمل وتحسين المعيشة للشعوب في هذه البلدان. وكشف نينغ أيضا عن أن الصين تواصل تدفع مختلف الهيئات المصرفية لدعم مشاريع التعاون في القدرة الإنتاجية بين الصين والبلدان على طول الحزام والطريق، مشيرا إلى أن بنك التنمية الوطني الصيني وبنك الاستيراد والتصدير الصيني قد منحا أكثر من 110 مليار دولار أمريكي قروضا لمشروعات في تلك البلدان حتى نهاية عام 2016. كما قدمت شركة التأمين الصينية على الصادرات والائتمان خدماتها إلى مشاريع تعاونية رئيسية بشأن القدرة الإنتاجية بقيمة تزيد عن 320 مليار دولار أمريكي. بجانب ذلك، أنشأت 9 بنوك صينية 62 فرعا من الدرجة الأولى في 26 دولة طول الحزام والطريق. ووقعت الصين اتفاقيات تبادل العملات باليوان مع 22 دولة أيضا حيث تجاوزت القيمة 900 مليار يوان، مثلا، بلغت إجمالي تعاملات اتفاقية تبادل العملات بين الصين ومصر 18 مليار يوان منذ توقيعها في ديسمبر الماضي. وتوقع نينغ أن يبلغ حجم الاستثمار الخارجي الصيني ما بين 120 و130 مليار دولار أمريكي سنويا، يعني ما يعادل 600 إلى 800 مليار دولار أمريكي في الخمس السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن حجم كبير من تلك الاستثمارات ستتوجه إلى البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق. مع العلم أن هذه الاستثمارات لا بد أن تكون قوة دافعة قوية لنهوض الاقتصاد العالمي وتحرير الاستثمار والتجارة المتبادلة، لافتا إلى أن الأرقام الحقيقية ربما أكثر مما توقع. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أكد خلال كلمته التي ألقاها في مراسم افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين، "علينا أن نخلق معا بيئة تسهل الانفتاح والتنمية، ونضع نظاما عادلا ومعقولا وشفافا لقواعد التجارة والاستثمار الدولية، ونعزز تداول العناصر الإنتاجية بشكل منظم، بجانب توزيع المصادر بفعالية عالية وتكامل السوق بشكل شامل". وأضاف الرئيس شي أن الصين ترحب بجهود الدول الأخرى الرامية لتطوير اقتصاديات منفتحة، والمشاركة في الحوكمة العالمية وتقديم سلع عامة، وقال: "معاً؛ نستطيع بناء مجتمع واسع متميز بمنافع مشتركة". ***************** إلى هنا مستمعينا الأعزاء، نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم من برنامجنا الأسبوعي "الصين تحت المجهر"، تحدثنا في هذه الحلقة عن التعايش الديني والثقافي في مدينة تشيوانتشو التي تعتبر نقطة الانطلاق لطريق الحرير البحري وقصة أحفاد العرب في الصين، وفي الفقرة الأخيرة تعرفنا على بعض الأحوال لاستثمارات المؤسسات الصينية في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، نتمنى أن تكونوا قد استمتعتم معنا في الدقائق الماضية، وللمزيد من المعلومات حول الصين والعالم، تصفحوا موقعنا على شبكة الانترنت على العنوان: Arabic.cri.cn، وإلى أن يتجدد لقاؤنا مرة أخرى في حلقة قادمة، تقبلوا أجمل التحيات من حنان لي جيوان الإعداد، وانا صلاح أبو زيد التقديم، إلى اللقاء.