CRI Online

الصين تهتم بالأكفاء لتنمية البلاد

cri       (GMT+08:00) 2017-07-12 10:34:54

 






إن قدرة أي أمة على الابتكار، كونه القوة الحيوية للتقدم الاجتماعي، تعتمد على روح الابتكار لدى أبنائها. وتهتم الصين حاليا، أكثر من أي وقت مضى، بدور المثقفين والأكفاء في تنمية الدولة.

في فترة الثورة الثقافية (1966- 1976) تعرض المثقفون الصينيون للإقصاء من جانب مختلف فئات المجتمع. ومنذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، وخاصة بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، يشدد دائما القادة الصينيون والحكومات من كافة المستويات على دور المثقفين في تنمية المجتمع، وقد شكلوا مفهوما جديدا ذا خصائص صينية حول المثقفين وطوروا استراتيجية جديدة لتوظيف الأشخاص.

الحديث عن عودة الأكفاء الذين يدرسون في خارج الصين، لا بد أن يتضمن الإشارة إلى تيار الدراسة في الخارج الذي اجتاح الصين في عشرات السنين الأخيرة. في عام 1984، أصدر مجلس الدولة الصيني ((اللوائح المؤقتة حول الدراسة في خارج الصين على النفقة الخاصة))، مما فتح الباب أمام الطلاب الصينيين للدراسة في خارج بلادهم على نفقتهم الخاصة. تدفق الأكفاء الصينيون إلى خارج البلاد لفترة طويلة منذ ذلك الوقت. وفقا لإحصاءات وزارة التعليم الصينية، بلغ إجمالي عدد الصينيين الذين سافروا إلى خارج البلاد للدراسة 815 ألف شخص خلال الفترة من عام 1978 إلى نهاية عام 2004، عاد منهم إلى الصين 198 ألفا فقط، يشكلون 24% من العدد الإجمالي.

عدم رغبة الأكفاء في العودة إلى البلاد، كانت أسبابها ترجع إلى انخفاض مستوى الدخل وتأخر تجهيزات البحث العلمي وضعف الميزانية المخصصة له، وعدم الربط بين البحث العلمي وتطوير المنتجات. ولكن، مع ارتفاع القوة الشاملة للصين وتغير السياسات الصينية حول الأكفاء، بدأت هذه المشكلات تُحل.

في عام 2007، تمت طباعة ونشر ((الاقتراحات حول بناء الممر الأخضر لعودة الأكفاء رفيعي المستوى من الخارج إلى الصين والعمل فيها)) بالتعاون بين وزارة شؤون العاملين ووزارتي التعليم والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من ست عشرة وزارة، حيث تنص على السياسات في الأجور والرواتب وتهيئة معيشة الأبناء والأسرة والسياسة الضريبية التفضيلية لتأسيس المشروعات وغيرها من المجالات، من أجل جذب الأكفاء من خارج الصين للعودة إلى الصين. وبالإضافة إلى ذلك، منذ عام 2008، قررت الحكومة المركزية تنفيذ "برنامج الألف كفء" لمدة خمس أو عشر سنوات من أجل جذب ودعم عودة دفعة من الأكفاء رفيعي المستوى إلى الصين، لتأسيس مشروعات في المجالات الإبداعية الهامة والفروع العلمية الهامة والمختبرات الهامة على المستوى الوطني والمؤسسات والهيئات المالية المملوكة للحكومة المركزية وحدائق تطوير صناعة التقنيات العالية والحديثة، وغيرها من الحدائق الصناعية المختلفة في الصين. حتى الآن، جذب "برنامج الألف كفء" أكثر من ستة آلاف كفء عالي المستوى للإبداع وتأسيس المشروعات.

في الوقت نفسه، أصدرت الوزارات المختلفة والحكومات المحلية سلسلة من الإجراءات، مثل برنامج تشانغجيانغ (نهر اليانغتسي) لمكافأة العلماء، الذي أصدرته وزارة التعليم و"خطة المائة كفء" التي أصدرتها الأكاديمية الصينية للعلوم ومشروع بكين للأكفاء في الخارج و"خطة فنغهوانغ (العنقاء)" لمدينة بكين و"خطة إشراقة الفجر" لمدينة شانغهاي. وجدير بالذكر أن "خطة المائة كفء" التي نفذتها الأكاديمية الصينية للعلوم جذبت أكثر من ألفي كفء ممتاز منذ عام 1994، أكثر من 90% منهم لهم خبرة دراسة وعمل في خارج الصين، ومعظمهم جاءوا من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا.

الصين دولة كبيرة السكان، فمن ناحية الكمية، يمكن القول إنها دولة كبيرة في مجال الأكفاء. وفقا لبيانات وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية، بلغ عدد أعضاء الأكاديمية الصينية للعلوم الصينية والأكاديمية الصينية للهندسة الصينية أكثر من 1600 أكاديمي حتى نهاية عام 2015؛ وهناك 172 ألف خبير يتمتعون بالعلاوة الحكومية الخاصة؛ وأكثر من 5300 شخص يتم اختيارهم في مشروع المائة كفء ومشروع الألف كفء على المستوى الوطني؛ و97ر17 مليون شخص حاصلون على أوراق الاعتماد للعاملين التقنيين في مختلف التخصصات.

في نفس الوقت، تجذب الصين الأجانب للعمل في الصين من خلال السياسات المختلفة. حتى نهاية عام 2015، قد بلغ عدد الأجانب الذين يعملون في الصين ويحملون بطاقة العمل، 240 ألف شخص. وتدعو الحكومات المحلية والهيئات العلمية الصينية الأكفاء الأجانب للعمل في الصين لمدة طويلة أو قصيرة، وقد استقدمت بعض الفائزين بجائزة نوبل وعشرات الأكاديميين من الدول المتقدمة وآلاف الأساتذة من الجامعات المشهورة في العالم. في الرابع عشر من مايو 2017، أعلن الرئيس شي جين بينغ في كلمته بحفل افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، أن الصين ترغب في تعزيز التعاون مع الدول المختلفة في مجال الابتكار وتشغيل برنامج أعمال الابتكار العلمي والتكنولوجي لـ"الحزام والطريق"، والقيام بأربعة برامج وهي التبادلات الإنسانية في مجال العلوم والتكنولوجيا والبناء المشترك للمختبرات المشتركة والتعاون في الحدائق والمناطق العلمية والتكنولوجية ونقل التكنولوجيا، وستدعو 2500 شخص من العلماء الشبان للعمل العلمي في الصين لمدة قصيرة في الخمس سنوات المقبلة وستدرب 5000 شخص من عاملي العلوم والتكنولوجيا والإدارة، مع البدء في تشغيل خمسين مختبرا مشتركا.

أمام الصين طريق طويل للتحول من دولة كبيرة إلى دولة قوية في مجال الأكفاء. ومن أجل تحقيق هذه الهدف، لا بد أن نجعل العلماء يعتقدون أن العودة إلى الصين أفضل اختيار لهم.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي