الصين ستواصل تعديل الهياكل الاقتصادية من أجل الالتزام بتعهداتها  بمواجهة التغير المناخى

مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ! طابت أوقاتكم بكل خير! ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى : إقتصاد وتجارة . أجمل تحية لكم من القسم العربى باذاعة الصين الدولية . وفى حلقة اليوم ، نقدم لكم أولا فى ركن ( الأوضاع العامة فى مجال الاقتصاد والتجارة ) تقريرا بعنوان: الصين ستواصل تعديل الهياكل الاقتصادية من أجل الالتزام بتعهداتها بمواجهة التغير المناخى .

مستمعينا الأعزاء، أعلنت الحكومة الصينية مؤخرا تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكبريت لكل وحدة من إجمالى الناتج المحلي بنسبة 40 ٪ إلى 45 ٪ بحلول عام 2020 بالمقارنة مع ما كان عليه في عام 2005 . وجعل هذا المؤشر أهدافا ملزمة ضمن الخطة التنموية الاقتصادية والاجتماعية الطويلة الامد. فإعلان هذا الهدف المحدد أثناء فترة انعقاد المؤتمر العالمى للتغير المناخى في كوبنهاغن يمثل تحديات وفرصا على حد سواء بالنسبة للصين التى ما زالت تمر بالمرحلة المتوسطة من التحديث.

وأكد المسؤولون الحكوميون الصينيون فى مناسبات عديدة ان الحكومة الصينية ستواصل تعديل الهياكل الاقتصادية والصناعية التزاما بتعهداتها فى مواجهة التغير المناخى.

في السنوات الأخيرة ، ظلت الصناعة الصينية تحافظ على نسبة 40% من اقتصاد الصين كله . وفى الارباع الثلاثة الاولى من هذا العام ، تجاوزت الاستثمارات الصناعية في الصين أكثر من 5.5 تريليون يوان صينى ، بزيادة قدرها حوالي 27% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضى . في الوقت الذى تعزز فيه النمو الاقتصادي، يشكل الانتاج الصناعي أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في الصين.

ومن أجل تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الطاقة في المجال الصناعي تعمل الصين حاليا على اتخاذ اجراءات تهدف الى تصفية القدرة الانتاجية المتأخرة .وتغطى هذه الاجراءات العديد من الصناعات مثل الحديد والصلب والاسمنت والزجاج والصناعات العالية الاستهلاك للطاقة والصناعات عالية الانبعاثات.وقال السيد شيونغ بى لين مسؤول للجنة لوطنية للتنمية والاصلاح إن الحكومة ستعزز المراقبة والفحص الدقيق تجنبا من الافراط فى الانتاج .ها هو يقول:

" سنطبق المراقبة الصارمة فى مجالات الدخول إلى الأسواق والبيئة واستغلال الأراضي والسياسة المالية وغيرها ، وفى الوقت نفسه ، ستعمق الحكومة الاندماج بين الشركات وإنشاء آلية نشر المعلومات والاصلاح فى نظام المسؤولية . "

بالإضافة إلى فرض قيود على توسيع الصناعات العالية الاستهلاك للطاقة ، والعالية الانبعاثات ، وتعمل الصين أيضا على تنفيذ مشاريع استغلال الطاقة المتجددة .

في الوقت الحاضر ، بذلت الصين جهودها لتغيير الانماط الانتاجية القديمة المتعمدة على الفحم وتحويلها تدريجيا الى أنماط " الاقتصاد الأخضرمنخفض الكربون" بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ووفقا للخطة التنموية فى مجال الطاقة الجديدة ، فان الحكومة الصينية تخطط لاستثمار 3 تريليونات يوان لدعم تطوير صناعة الطاقة الجديدة, وبحلول عام 2020 ، ستشكل نسبة الاستهلاك للطاقات غير الكيماوية 15% من بين استهلاك الطاقة الاولية .

مع تعمق العولمة الاقتصادية ، أصبحت صناعة الخدمات المنخفضة الاستهلاك للطاقة والعالية القيمة المضافة قوة دافعة جديدة للنمو الاقتصادي. في الوقت الحاضر ، تشكل صناعة الخدمات 40% من اقتصاد الصين ككل وهذا المستوى منخفض بالمقارنة مع نظيرها فى البلدان المتقدمة الذى بلغ 70% . وحول ذلك قال وزير التجارة الصينى تشن ده مينغ إن الصين تأمل فى إدخال الخبرات الدولية والتكنولوجيا المتقدمة الى الصين لتعزيز تطور صناعة الخدمات فى المستبقل.

"إن الصين ستدخل المستثمرين الاستراتجيين فى مجالات النقل والتمويل والتأمين والرعاية الصحية والتصميم و البحوث العلمية والتسويق وتسرع خطواتها في إعادة هياكل صناعة الخدمات وتشجع الاستثمارات الأجنبية في مجال تطوير البرنامجيات مع الاستعانة بمصادر خارجية عبر الحدود والخدمات اللوجستية ، وذلك من أجل رفع مكانة صناعة الخدمات الصينية فى الشبكات الانتاجية العالمية كلها . "

بيد أن التعهدات التى وعدتها الصين ليست أمرا سهلا.و باعتبارها دولة نامية ، فما زالت الصين تواجه عددا كبيرا من الصعوبات مثل زيادة عدد السكان، وانخفاض مستوى التنمية الاقتصادية وغيرها من الصعوبات الأخرى. ومن أجل تحقيق النمو الاقتصادى المستقر والسريع وتحسين مستوى معيشة الشعب ،فزيادة الانبعاثات الناجمة عن استهلاك الطاقة يعد أمرا حتميا. واعترف رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو أثناء الدورة الثانية عشرة للقمة الاروببية الصينية التى عقدت مؤخرا اعترف بان التعهدات الصينية فى مجال مواجهة التغير المناخى مهمة صعبة جدا ، مجددا أن الحكومة الصينية ستلتزم بتعهداتها ، لان مواقفها وعزيمتها فى هذا الصدد قوية وثابتة .حيث قال:

"إن تعهداتنا جدية وأكيدة رغم اننا سنبذل جهودا كبيرة فى تحقيقها .ونعتبرها كمساهمة كبرى نقدمها الى العالم .إن الصين ستتبع بثبات طريق التنمية المستدامة وتفى بوعودها . "

وقد قررت الحكومة الصينية تنفيذ تجارب الاقتصاد منخفض الكربون وتعزيز البحوث العلمية فى تكنولوجيا الطاقة النظيفة بهدف دفع تطور الصناعات ذات الصلة، فالانماط التنموية والاستهلاكية المقتصدة للطاقة والصديقة للبيئة سوف تكون طريقا ضروريا لتحقيق التنمية المستدامة فى الصين .