الزراعة والتنمية الريفية الصينية يهيآن الظروف الملائمة لمواجهة الازمة المالية

مستمعينا الاعزاء، السلام عليكم ! طابت أوقاتكم بكل خير! ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى : اقتصاد وتجارة . أجمل تحية لكم من القسم العربى باذاعة الصين الدولية . وفى حلقة اليوم ، نقدم لكم أولا فى ركن ( الاوضاع العامة فى مجال الاقتصاد والتجارة ) تقريرا بعنوان: الزراعة والتنمية الريفية الصينية يهيآن الظروف الملائمة لمواجهة الازمة المالية .

تعد الصين دولة زراعية كبيرة ويعيش أكثر من 700 مليون شخص في المناطق الريفية. في السنوات الأخيرة ،عززت الحكومة الصينية تدريجيا إنفاقها فى الزراعة وتنمية المناطق الريفية ، الامر الذى يدفع بقوة التطور الزراعى وتنمية المناطق الريفية. وخاصة في عملية مواجهة الأزمة المالية العالمية، ولعبت الزراعة و المناطق الريفية دورا مهما فى إستقرار الاقتصاد الصينى ، وأرست أساسا متينا للصين فى مواجهة الأزمة المالية .

ابتداء من عام 2004 ،فإن الوثيقة الاولية التى أصدرتها الحكومة الصينية فى بداية السنة الجديدة تتعلق بتطور الزراعة والتنمية الريفية، وهذا يدل على اهتمام الحكومة الصينية بقضايا الزراعة والارياف والفلاحين. كما إزدادت الانفاقات المالية المركزية فى الزراعة والمناطق الريفية سنويا وبمعدلات متزايدة ،وكان التمويل الحكومى خلال فترة عامي 2003 و 2004 أقل من 300 مليار يوان صينى، وازداد الى 590 مليار يوان صينى فى عام 2008 ، في حين إرتفع هذا الرقم الى 710 مليار يوان صينى عام 2009.ويشمل هذا التمويل الدعم الحكومي للمزارعين وانفاق تعزيز الانتاج الزراعي والعلاج الطبى والرعاية الصحية الريفية وغيرها من القضايا الاجتماعية فضلا عن البنية التحتية فى المناطق الريفية.

وفى ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية عام 2009 ،حققت الزراعة الصينية حصادا على السنوات الست المتتالية . ومن المتوقع أن يتجاوز نصيب الفرد من الدخل الصافى للمزارعين أكثر من 5000 يوان صينى ، بزيادة قدرها أكثر من 6 في المئة. وأكد السيد كه بينغ شينغ عميد جامعة الزراعة الصينية أن هذه الإنجازات تحققت بفضل تعزيز الحكومة الصينية التمويل فى تنمية المناطق الريفية خلال السنوات الاخيرة ، مما يلعب دورا مهما فى استقرار الأسعار وخلق الظروف الملائمة لمواجهة الازمة المالية العالمية . حيث قال:

" أعتقد أن التطور الزراعي وتنمية المناطق الريفية قد وفر لنا ضمانا قويا لمواجهة الأزمة المالية العالمية .و إذا لم يكن هناك الحصاد الوفير من الحبوب الغذائية والمنتجات الزراعية على ست سنوات متتالية ، فإن أسعارالبضائع ليست فى حالتها الحالية ،ومن المحتمل أن نواجه تحديات خطيرة . "

وأكد السيد ون تياى جونغ عميد كلية الزراعة والتنمية الريفية التابعة لجامعة الشعب الصينية ان الزراعة والمناطق الريفية لعبت دورا أساسيا فى استقرار الاقتصاد الصينى.وهذا ليس فحسب، بل أنه في أوائل عام 2009 ، كان ما يقرب من 25 مليون من العمال الفلاحين يفقدون أعمالهم بسبب تأثيرات الأزمة المالية ،ولكن هذه الحالة لم تؤد إلى اضطرابات اجتماعية .وقال:

"عند حدوث الأزمة المالية العالمية وتأثر الشركات العالمية بها جميعا، رغم أن هناك ظاهرة الافلاس واغلاق المصانع فى الصين أيضا، الا أن العمال الفلاحين يستطيعون العودة الى المناطق الريفية .لان التنمية الريفية الصينية متعددة الاطراف، ونظرا من الناحية الموضوعية ، فيمكن القول إن دعم التنمية الريفية هو اختيار صحيح يسهم فى استقرار التنمية الاقتصادية فى الصين فى ظل تداعيات الازمة المالية العالمية . "

وأكدت الحكومة الصينية فى مؤتمر ألاعمال الريفية الذى اختتم مؤخرا على مواصلة تعزيز الدعم لقضايا الزراعة وتنمية المناطق الريفية والمزارعين . كما طرحت خمس أولويات لأعمال المناطق الريفية عام 2010 ، بما في ذلك مواصلة ضمان إنتاج وامدادات المنتجات الزراعية الرئيسية ، وتوسيع قنوات تشغيل الفلاحين وتشجيع تطوير القضايا الاجتماعية فى الارياف.

أكد السيد كه بينغ شينغ عميد جامعة الزراعة الصينية ضرورة مواصلة تعزيز الانفاق الى تطور الزراعة وتنمية المناطق الريفية . حيث قال:

" الأزمة المالية العالمية سوف تنتهى ،لكننا لا نتسطيع تجاهل التطور الزراعى. لان الموارد الطبيعية والتكنولوجيا والبنية التحتية ليست قادرة على سد متطلباتنا فى المستقبل .فإذا ظهرت المشكلة فى الزراعة ، فتأثيراتها ستكون أكثر من الأزمة المالية العالمية . "