CRI Online

اللمسات الأخيرة لارتباط شركة جيلي الصينية بفولفو الأمريكية

cri       (GMT+08:00) 2010-04-26 15:40:55






سيداتي وسادتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت أوقاتكم بكل خير! ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة. فى حلقة اليوم، نقدم لكم فى ركن ( الاوضاع العامة فى مجال الاقتصاد والتجارة ) تقريرا بعنوان:

اللمسات الأخيرة لارتباط شركة جيلي الصينية بفولفو الأمريكية

وقعت مجموعة تشجيانغ (جيلي) الصينية القابضة الاتفاق الأخير مع شركة (فورد) الأمريكية العملاقة للسيارات في ال28 من مارس في غوتنبرغ ثانية كبرى المدن السويدية لشراء جميع أصول شركة (فولفو) السويدية التابعة لشركة (فورد) مقابل نحو 1.8 مليار دولار أمريكي، والذي يعتبر أكبر رقم قياسي لمبالغ شراء تقوم بها الصين للاستحواذ على جميع أصول إحدى شركات السيارات الأجنبية، ويرى بعض المحللين أن الشركة الصينية حققت مرة أخرى معجزة " الثعبان يلتهم الفيل"، لكن هناك من يعتقد أن نجاح هذه الصفقة ليست إلا البداية، فجيلي ذات ال14 عاما والتي تعانقت مع فورد البالغة 86 عاما لايزال أمامهما الكثير من التحديات، وستحتاجان إلى وقت كاف لتعزيز التعاون بينهما.

في نهاية عام 2008 وعندما بلغت الشركة الأمريكية فورد ذروة الأزمة المالية أعلنت أنها ستبيع شركة فولفو التابعة لها، وفي سبتمبر عام 2009 أعلنت جيلي الصينية عن نيتها للمشاركة في شراء فولفو، وفي شهر أكتوبر تصدرت جيلي منافسة عروض الشراء، وفي مارس 2010 وصلت جيلي مع شركة كروان الأمريكية إلى أخر أشواط المنافسة في السويد، لتفوز جيلي بالاستحواذ على فولفو، وفي معرض حديثه عن أسباب اختيار جيلي قال السيد لويس بووث المدير المالي لشركة فورد الأمريكية:

"إن هدف فورد الرئيسي من بيعها فولفو هو إيجاد مالك جديد، ويجب على هذا المالك الجديد أن يخطو على نفس الرؤية لشركة فورد في العمل على تحسين وتطوير صناعة سيارات فولفو، يسرني اليوم أن أخبركم جميعا بأننا نجحنا في إيجاد هذا المالك الجديد، إنها شركة جيلي الصينية"

ربما لاتزال الرؤية المشتركة غامضة وغير واضحة، فمن الصعب التكهن بسبب بيع فورد ماركة فخمة وتقليدية إلى إحدى شركات القطاع الخاص الصينية التي يرتكز أنتاجها على سيارات ذات مستوى متوسط أو منخفض، إلا أنه من خلال تحليل بعض الارقام، يمكننا أن نرى الاسباب المنطقية التي تكمن وراء بيع ماركة فولفو إلى جيلي الصينية.

أولا، خلال السنوات الأخيرة ظلت مبيعات فولفو تهبط باستمرار، وتأثرا بالأزمة المالية العالمية أصبحت فولفو عبئا على شركة فورد بسبب خسائرها المالية الكبيرة، وفي عام 2009 بلغت مبيعات فولفو في جميع أنحاء العالم ثلاثمائة وخمسة وثلاثين ألف سيارة، حيث سجلت انخفاضا بمقدار 1%، لذا كان الحصول على سيولة مالية من خلال بيع فولفو أمرا ملحا بالنسبة لشركة فورد.

وكان اختيار الشركة الصينية شيئا ضروريا أيضا، ففي عام 2009 سجل سوق السيارات الفاخرة انخفضا في العالم أجمع، وبالعكس من ذلك فقد ارتفعت مبيعاتها في السوق الصينية بصورة سريعة بنسبة أكثر من 4%، وكان من بينها سيارات فولفو التي شهدت مبيعاتها زيادة بمعدل أكثر من 80%. لهذا فإن اختيار إحدى الشركات الصينية كان له دلالات حكيمة.

بقى الآن أن نعرف لماذا وقع الاختيار على شركة جيلي الصينية القابضة؟ طبقا للتقرير السنوي لعام 2008 الذي أظهر أن صافي أرباح جيلي كان قد ازداد بنسبة 20%، وقد تحقق ذلك في ظل ارتفاع تكاليف المواد الخام وغيرها من مواد الانتاج، وقلما يوجد مثيلها في جميع أنحاء العالم، بالأضافة إلى أن جيلي حصلت في الفترة الأخيرة بعد مشاورات ومحادثات مع اتحاد عمال سيارات الفولفو على مصداقية و دعم الاتحاد، وهي بهذا تكون قد أزالت العقبة الأخيرة، كما أن من أكثر العوامل أهمية هو وعود شركة جيلي بعدم التغيير كثيرا في وضع العلامة التجارية لشركة فولفو، كما لن يتم تعديل هيكل الشركة، وسيظل المقر الرئيسي للإدراة ومركز البحوث والتطوير في غوتنبرغ، كما سيبقى فريق إدارة فولفو في مناصبهم.

وقال رئيس مجموعة جيلي السيد لي شوفو في هذا الشأن:

"إن جيلي ستبقى جيلي، وفولفو ستبقى فولفو، فنحن مدركون تماما بأن فولفو جاءت من شمال أوروبا ولها جذورها في السويد، وإذا ما غادرت تلك الارض فإنها لن تصبح فولفو كما عرفناها، فلن يكون هناك أي أسس لها ومن الطبيعي أنها ستفقد قيمتها الحقيقية، أن سيارات فولفو ستحتفظ بخصائصها المميزة، وسوف تستمر في التطور في ميدان السيارات الفاخرة. لن تقوم جيلي بانتاج سيارات فولفو، كما أن فولفو لن تقوم بانتاج سيارات جيلي"

إذن ما الذي ستستفيد منه جيلي من صفقة تجارية كهذه؟

قال لنا نائب المدير العام في مجموعة جيلي (تشاو فو تشوان) إن جيلي تهتم بالقوة التقنية التي اكتسبتها فولفو على مدى الأعوام العديدة الماضية، هاهو يقول:

"إن جيلي كونها حاملة أسهم فولفو 100% ، لذا ستسعى من خلال امتلاك فولفو إلى امتلاك التقنيات الحيوية وحقوق الملكية الفكرية لها، فمن ناحية البحث والتطوير فإننا سنعمل على بحث احتمالات سبل التعاون بين كلا المؤسستين، ومن جهتنا سنركز جهودنا على تطوير المزيد من الدراسات بالنسبة لماركة جيلي. إن فولفو تعتبر من أولى الماركات العالمية وهي بهذا قد اكتسبت الكثير من التقنيات على مدى عشرات السنين، وسيكون ذلك بمثابة مصدر ثري لشركة جيلي، وسنعمل على دراسة ذلك بكل تواضع، وسنعمل مع بعضنا البعض من أجل التطوير والتقدم."

وبموجب اتفاقية الشراء، فإن جيلي ستمتلك 9 انواع من منتجات فولفو، وثلاث منصات جديدة للإنتاج، وأكثر من 2400 مركز مبيعات حول العالم بالإضافة إلى الأنظمة المتعلقة بالابحاث والتطوير ومراكز التمويل. وهذا بلا شك سيخلق موارد ثروة بالنسبة لجيلي، ومن ثم هل ستستطيع جيلي إدارة هذا الكم الهائل من الموارد، وهل سيقود ذلك إلى تحقيق انتعاش فولفو؟

في هذا الشأن يعتقد المهندس جونغ شي أحد المحللين المستقلين في قطاع السيارت الصينية أنه بعد امتلاك فولفو فإنه يجب على جيلي أن تعمل على استقرار السوق الدولية الأصلية لفولفو، كما أنها ستدخل في منافسة مع الماركات الأجنبية الأخرى في السوق الصينية. وفي نفس الوقت ستواجه ضغوط جمع رؤوس الاموال في المستقبل. لذلك فأن نجاح عملية شراء فولفو لم يكن إلا البداية.

"بعد امتلاكها كيف يمكن أن تجعلها تعود بالمكاسب المالية، هذه مهمة صعبة للغاية، فهل ستستطيع جيلي أن تثبت السوق الدولية الأصلية لفولفو وتمنعه من التراجع، هذا بحد ذاته أمر صعب جدا، ويجب أن يستند في ذلك على السوق الصينية لمواجهة الخسائر المحتملة في السوق الدولية لفولفو وتعويض ذلك من خلال السوق الصينية، وثانيا تحتاج المشاريع في الصين إلى وقت طويل كإنشاء المصانع وتجهيز المعدات وغير ذلك وهذه العملية تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة، ومن ناحية أخرى توجد في الصين قواعد إنتاج لثلاث من كبرى ماركات السيارات الألمانية، التي دخلت السوق الصينية في وقت مبكر، كما أن أحجامها الانتاجية كبيرة، لهذا سيكون هناك العديد من التحديات العملاقة، فإعادة تأسيس ماركة فولفو في السوق الصينية سيكون أمرا في غاية الصعوبة"

إلا أن رئيس مجلس الإدارة السيد لي شو فو لديه أفكاره الخاصة، حيث يخطط لتوسيع نطاق الانتاج لفولفو حيث قال:

"إن أكبر مشكلة بالنسبة لفولفو هو أن حجمها الانتاجي صغير، فمقارنتها مع المرسديس والبي أم دبليو يبدو حجمها غير كبير، غير أن استثماراتها في مجال البحوث والدراسات تقترب من المرسديس والبي أم دبليو فقد تكونت لديها ملكيات فكرية كبيرة و تقنيات عديدة. وبما أن حجمها الانتاجي صغير نسبيا لذا فإن تكاليف الإنتاج لكل سيارة يصبح مرتفع، ولهذا ستكون هناك خسارة مالية. فلو تم توسيع حجمها أكثر، فإن تكاليف الإنتاج لكل سيارة ستصبح أقل وهكذا ستتكون لدينا الأرباح"

جديرا بالذكر أن جيلي تخطط لإنشاء مصنع جديد لماركة فولفو في الصين ذات قدرة إنتاجية سنوية تقدر بثلاثمائة ألف سيارة، للاستفادة من انخفاض تكاليف العمالة والامكانيات الاستهلاكية الكامنة في السوق الصينية لتحويل خسائر شركة فولفو حتى عام 2011 إلى ارباح، ومن المقدر أن تحتاج جيلي إلى جمع 27 مليار أمريكي لشراء فولفو ولغرض الاحتياجات المالية الأخرى في المستقبل، ولقد قال نائب رئيس مجموعة جيلي والمدير المالي للشركة السيد يين داتشينغ إن نصف الاعتمادات المالية تأتي من داخل الصين، والباقي تأتي من الولايات المتحدة وأوروبا وهونج كونج ولقد تم تنظيم هذه الأموال تماما.

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور أحمد و سحر جينغ، شكرا على حسن متابعتكم، وحتى الملتقى معكم في حلقة جديدة في الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي