|
||
cri (GMT+08:00) 2010-05-11 09:48:46 |
السادة المستمعون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! إذاعة الصين الدولية تحيكم! ونرحب بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة. فى حلقة اليوم، نقدم لكم فى ركن ( آخر التطورات فى مجال الاقتصاد والتجارة فى المناطق المحلية الصينية )تقريرا بعنوان: هاينان تبحث عن طريق التنمية السليمة لقطاع العقارات فيها.
تعتبر هاينان المنطقة الاستوائية الحارة الوحيدة في الصين، والتي تقع على نفس خط العرض لجزر هاواي وجزر المالديف، وهي من المواقع السياحية المشهورة في الصين، وفي بداية العام الحالي أصدر مجلس الدولة الصيني وثيقة بعنوان "الملاحظات حول دفع هاينان لتصبح جزيرة سياحية دولية". وأمام توقعات الارباح الهائلة مقابل الاستثمارات، بدأت الاموال الضخمة بالتدفق نحو جزيرة هاينان.
فيا ترى هل ستكرر هاينان ما حدث في تسعينيات القرن الماضي عندما انفجرت فقاعة رؤوس الأموال؟ و كيف ستكون التنمية السليمة لسوق العقارات في هاينان؟ اليوم و من خلال برنامج الاقتصاد والتجارة سنقوم بتقصي الحقائق في هذا الموضوع.
تعد هاينان أول منطقة صينية قامت بالتسويق العقاري، غير أن فقاعة العقارات التي حدثت في تسعينات القرن الماضي جعلت هاينان تدفع ثمنا فادحا، وبعد عشرات السنين من التقهقر و التعديل العميق، دخلت عقارات هاينان فترة استعادة النمو في عام 2007. وخلال النصف الثاني من عام 2009 ظهر ارتفاع مشترك لحجم تجارة العقارات واسعارها متأثرة بخطة الدولة لبناء هاينان كجزيرة سياحية دولية.
وقد ظهر ارتفاع في اسعار مشاريع المساكن التجارية في بعض المدن والمقاطعات، كما انتشرت ظاهرة إبقاء الشقق وعدم بيعها حتى تتوفر الفرصة لتحقيق ربح أكثر، وفي بعض المباني وصلت الزيادة لأسعار العقارات بمقدار 5000 يوان في اليوم الواحد، وبدأ القلق من تكرار فقاعة عقارات هاينان.
وحيال هذه المسائل فقد قامت مقاطعة هاينان في مطلع السنة الحالية بالإعلان عن تعليق بيع الأراضي لغرض الاستثمار التجاري، وتعليق المصادقة على مشروعات عقارات جديدة. وتهدف هذه الإجراءات إلى تحقيق استقرارالأسواق،وتوجيه الاستثمار العقلاني.
وقال نائب رئيس مقاطعة هاينان السيد جيانغ سي شيان في كلمة ألقاها في منتدى ذات صلة، إن هاينان لن تكرر الخطأ الذي وقعت فيه بتسعينات القرن الماضي، حيث قال:
"في عام 2009 تم استثمارعقارات 27.8 مليار يوان صيني في قطاع العقارات بمقاطعة هاينان، وهو مايعادل 0.78% من مجموع استثمارات العقار في عموم البلاد، وهي نسبة تتساوى مع معدل سكانها بالنسبة لعموم الصين.
ففي عام 2009 كان معدل نقل هاينان ملكية الأراضي لأغراض تجارية وعوائدها في هذا الصدد مقارنة بعموم البلاد في حدود 1%، وهذا يدل على أن سوق العقارات في هاينان منظم بصورة عامة، وطبقا لسرعة الإنشاءات الحالية فستحتاج هاينان كل سنة إلى استخدام مساحة أراض للبناء لا تزيد على واحد في الالف من الأراضي الكلية للمقاطعة".
وبعد مرور وقت معين من التعديل، عادت هاينان إلى بيع الأراضي بصورة طبيعية ابتداءا من 1 أبريل. ويرى عضو لجنة العلوم والتكنولوجيا في وزارة الإسكان والتعمير المدني والريفي السيد زاو ده تسى أنه أمر ضروري وحيوي أن نقوم بتوجيه السياسات اللازمة في المستقبل لتطوير أعمال العقارات في هاينان، كما يعتقد أن أعمال العقارات تعتبر جزءا مهما من الخدمات الحديثة الخاصة بهاينان، كما لا يمكن النظر إليها باعتبارها دعامة رئيسية لاقتصاد هاينان وإلا سوف تتعرض لمخاطر الاستثمار المفرط والطلب المحموم، هاهو يقول:
"إن العقارات قطاع مهم للغاية، لكنها لا يمكن أن تتحول إلى صناعة رئيسية لهاينان. فلو أصبحت كذلك فسوف تستخدم مساحة كبيرة من أراضي هاينان لأغراض تنمية العقارات، وربما يؤدي ذلك إلى الإفراط في الاستثمار والمضاربات التجارية، وإذا لم يحصل هذا الجانب على سياسة إدارية فربما تتسع الطلبات إلى حد غير معقول، و لن نستطيع تلبية تلك الطلبات، وذلك سيؤثر تأثيرا سلبيا"
ويمتد الساحل البحري لمقاطعة هاينان لمسافة 1500 كم، وهو الشريط الذهبي على خط العرض الملائم تماما للسكن، حيث المساحات الشاسعة من المياه الزرقاء و الشواطئ الرائعة ذات الرمال البيضاء، و الطقس المعتدل على مدار فصول السنة الأربعة.
وهي أجواء ملائمة سواءا لمن يرغبون في قضاء أوقات رومانسية، أو لمن يصبو للتمتع مع أسرته بقضاء العطل و أوقات الراحة، فهذه الأماكن تسد هذه الاحتياجات. وهذه من المزايا الكبيرة التي تمتلكها هاينان للتنمية السياحية والتطوير العقاري.
يقع خليج يالونغ في مدينة سانيا والذي تصطف على شريطه الساحلي العديد من الفنادق ذات الخمسة نجوم. وعلاوة على ذلك تخطط هاينان لاستخدام ما يقرب من 540 كيلومترا مربعا من الأراضي في المناطق الساحلية لتعزيز بناء خليج هايتانغ وخليج تشنغسوى وغيرهما من عشرة خلجان بحرية.
ومن أجل الالتزام بأمد طويل للارتقاء بسوق العقارات الصينية يعتقد السيد فنغ لون رئيس مجلس الإدارة بمجموعة وان تونغ أنه لابد من تحقيق الامتزاج بين التخطيط للعقارات السياحية والبناء الحضري والمدننة في هاينان. وفي نفس الوقت فالعقارات السياحية تتأثر مباشرة باقتصاد الدولة الكلي، حيث أن لديها مميزات حساسة، وينبغي التفكير في إنشاء آلية للإنذار المبكر سياسيا، حيث قال:
"أعتقد أنه إذا أردنا الحفاظ على هذه السوق، فسواء من الجانب الحكومي أو من جهة القطاعات الصناعية، فإنه يجب تأسيس آلية إنذار مبكر، ولا يجب الركون إلى الجوانب الحالمة والأفكار الايجابية فقط عند صياغة السياسة الخاصة بهذا الجانب، ويجب أن تكون سياسة العقارات عملية بحيث تتماشى مع الحياة الطبيعية. وإذا كان الاقتصاد الكلي غير جيد، فربما يحدث سقوط لأسعار العقارات على نحو مفاجىء، لذلك يجب إصدار عدد من السياسات المحلية الخاصة بهذا القطاع، والقيام بترتيبات استباقية لدعم سوق العقارات، وبهذا فقط يمكن الحفاظ على وضع مستقر نسبيا."
إن توفر المصادر السياحية للعطلات في هاينان بالإضافة إلى الشواطئ الرومانسية المشرقة ذات الرمال الذهبية، جعلت نسبة السياح تزداد شيئا فشيئا، كما أزدادت نسبة شراء عقارات في هاينان لأؤلئك الذين يجهزون مساكن للمستقبل لقضاء أوقات العطل أو حين يتقدم بهم العمر، كما أن نسبة القادمين من خارج الجزيرة لشراء عقارات فيها لعبت دورا مهما في تعزيز الجانب الاقتصادي وتحسين المشهد الحضري.
غير أن هناك جانب أخر والمتمثل في وجود العديد من المساكن الخالية منذ وقت طويل والتي أصبحت مصدر من مصادر التبذير المؤكدة. وعند الحديث عن هذا الموضوع تقدم لنا نائب رئيس الجمعية الصينية للعقارات بعدد من الاقتراحات، حيث قال إن الاهتمام بتنمية سوق المساكن المستعملة وسوق تأجير المساكن هو وسيلة ناجعة لحل هذا التناقض، حيث قال:
"يجب على هاينان العمل بسرعة على صياغة سياسة معينة لرعاية وتنمية سوق المساكن المستعملة وسوق تأجير المساكن، وتشجيع أصحاب الشقق من خارج الجزيرة على القيام بتأجير مساكنهم الخالية أو التعاقد مع شركات إدارة المجمعات السكنية لتوكيلها بتأجير هذه المساكن بدلا منهم. وهكذا فستعود المصلحة سواءا للمستأجر أو للشركات إدارة المجمعات السكنية بالإضافة إلى استغلال المساكن الخالية ليستخدمها السياح، وهذا سيعود بالفائدة للدولة و عامة الناس"
تعد هاينان من أصغر المقاطعات الصينية من حيث المساحة البرية وتمتد على مساحة مقدارها خمسة وثلاثون ألف كيلو متر مربع، ويقطنها أكثر من 8 مليون نسمة، ومن أجل تجنب تأثير السمعة العالمية التي حظيت بها جزيرة هاينان في السياحة الدولية والتي ستؤدي إلى رفع أسعار العقارات فيها وتحولها إلى " جزيرة غنية يقطنها فقراء" فستقوم هاينان ابتداءا من هذه السنة بتوفير مساكن خاصة لذوي الدخل المحدود، كما ستعمل الحكومة ليكون هذا المشروع من أولى خططها من أجل حياة أفضل لمواطنى الجزيرة.
فعند إقامة عقارات سياحية متطورة وإنشاء مساكن تجارية، يجب علينا في الوقت نفسه إقامة مساكن تأجير معقولة السعر و اقتصادية وترميم مناطق سكن الفقراء، واصلاح القرى الواقعة في وسط المدينة وبهذا سيستفيد منها سكان المدن والبلدات، وهذا ما ذكره نائب رئيس مقاطعة هاينان السيد( جيانغ سى شيان) حيث قال:
"سنقوم بدعم المساكن الخاصة بذوي الدخل المحدود، وسنحول هذا المشروع إلى الدرجة الأولى من اهتماماتنا من أجل تقديم حياة أفضل للمواطنين خلال هذه السنة في هاينان، كما سنقوم بتوفير 100 ألف من المساكن الخاصة بذوي الدخل المحدود، ولقد قمنا بالفعل بتنفيذ مثل هذه المشاريع في الوقت الحالي، وعند انجاز هذه المشاريع فسوف تتحسن ظروف السكن لسكان هاينان إلى الافضل"
أعزائنا المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم سحر جينغ و أنور أحمد، شكرا على حسن المتابعة، وحتى الملتقى في حلقة جديدة في الاسبوع القادم لكم منا أرق و أطيب و المنى وإلى اللقاء.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |