السيارات الهيدروجينية تساعد على تخفيض نسبة الكربون في معرض الأكسبو

أعزائي، ربما ما زلتم تتذكرون السيارات التي تستخدم الطاقة الجديدة والتي كانت تعمل خلال أولمبياد بكين عام 2008، حيث تركت هذه النوعية من السيارات انطباعات عميقة في قلوب الجميع بفضل ميزاتها المتمثلة في حماية البيئة وتخفيض نسبة الكربون. وبعد سنتين وخلال معرض أكسبو شانغهاي هذا العام، أصبح مفهوم "حماية البيئة وخفض الكربون" محط الأنظار مرة أخرى، حيث تعمل هناك 196 سيارة مستخدمة بطاريات الوقود.

الجدير بالذكر أن هذه النوعية من السيارات تستخدم الهيدروجين كمصدر للطاقة، حيث تعمل هذه السيارات بالكهرباء المولدة من بطاريات وقود الهيدروجين. وحول نظرية توليد الكهرباء من بطاريات الوقود، قال يو تشوه بينغ مدير قسم السيارات بجامعة تونغجي بمدينة شانغهاي:

"في الحقيقة أن السيارات المستخدمة لبطاريات الوقود هي مثل السيارات الكهربائية، لأنها تعمل بقوة المحرك الكهربائي، ولكن الطاقة المستخدمة فيها تختلف عن الطاقة المستخدمة في السيارات العادية. وتعمل هذه السيارات بناء على التحليل الكهربائي لفصل الهيدروجين عن الأكسجين من الماء، وتسمى تلك بالعملية الكهروكيميائية، وبالمقابل، تجمع الهيدروجين والأكسجين لتشكيل الماء، وفي الوقت نفسه، يمكن توليد الكهرباء خلال هذه العملية، حيث تعمل بطاريات الوقود وفقا لهذه النظرية."

ويعتبر تطوير السيارات المستخدمة لبطاريات الوقود أفضل وسيلة لحل مشكلة الطاقة ومواجهة التغيرات المناخية، كما يعد هدفا نهائيا لتحقيق قفزة في تطوير قطاع السيارات بصورة مستدامة. في هذا الصدد، قال يو تشوه بينغ مدير قسم السيارات بجامعة تونغجي بمدينة شانغهاي:

" أبرز الميزات في السيارات المستخدمة لبطاريات وقود الهيدروجين الخلو من الانبعاثات، وهناك ميزة أخرى وهي أن فعالياتها أفضل بكثير من السيارات التي تستخدم البنزين والديزل، ولذلك، تسهم هذه السيارات في توفير الطاقة، وإلى جانب ذلك، هناك ميزة ثالثة لا تتمتع بها السيارات الكهربائية، وهي ملء الوقود بسرعة فائقة، بحيث يمكن ملء الخزان بالهيدروجين خلال ثلاث دقائق لقطع مسافة 500 كم."

حول الأسباب التي تدعم ترويج هذا الوقود الصديق للبيئة، أشار ما جيان شين مدير جمعية دراسة الطاقة الهيدروجينية التابعة لجامعة تونغجي إلى أن مصادر الهيدروجين واسعة ووفيرة، إذ قال:

"يمكن الحصول على الهيدروجين من الغاز الطبيعي أو الفحم أو النفايات الصلبة، وعلى العموم، يمكن الحصول على الهيدروجين من الماء مباشرة في المستقبل، والجدير بالذكر هنا أن بطاريات الوقود تعتمد على الماء فقط، وتعد هذه الدورة دورة نظيفة جدا من خلال فصل مكونات الماء وإلا بقاء على الماء فقط."

من جانبه، أخبر مراسلنا تشانغ تونغ مدير عام شركة نظم القوى المحركة للسيارات التي تعمل ببطاريات وقود الهيدروجين بمدينة شانغهاي أنه حتى الآن، تطورت تكنولوجيا هذه السيارات ووصلت إلى الجيل الرابع، ووصلت مؤشرات السلامة وغيرها إلى مستويات دولية متقدمة، ويمكن للناس تجريب هذه السيارات في المعرض العالمي، حيث قال:

"ننتج السيارات الهيدروجينية للمعرض العالمي بهدف إتاحة الفرصة لعامة الشعب لتجريبها ولإثبات ما إذا كانت هذه التكنولوجيا مؤهلة أم لا."

إذن، كم الوقت الذي تحتاج إليه السيارات الهيدروجينية لتصل من المختبر إلى عشرات الآلاف من الأسر؟ أشار ما جيان شين مدير جمعية دراسة الطاقة الهيدروجينية التابعة لجامعة تونغجي إلى وجود الكثير من المشاكل الملحة التي يجب تسويتها في الوقت الحالي لتعميم هذه السيارات، مضيفا أنه لا يمكن حل هذه المشاكل اعتمادا على التكنولوجيا، حيث قال:

"تتمثل أكبر الصعوبات في أن المعايير واللوائح المعنية تعتبر متخلفة كثيرا، ولأن استخلاص ونقل الهيدروجين يحتاجان إلى ضغط عالي، فمن الضروري وضع لوائح سلامة تنحصر في تحديد مواصفات الأوعية وأساليب النقل، بالإضافة إلى وضع لوائح ومعايير فنية خلال عملية التشغيل، ولكن هذه اللوائح والمعايير لم تكن موجودة في الصين من قبل. طبعا، الأمر يحتاج إلى وقت لوضع سلسلة من اللوائح والمعايير وبالتعاون بين الأجهزة المعنية."

وكما نعرف، فإن السيارة من اختراع الغرب، وهناك أيضا بعض التكنولوجيات المحورية في أيدي الشركات الغربية الكبرى، ربما، تطوير السيارات باستخدام الطاقة الجديدة يتيح فرصة لقطاع السيارات الصيني لتجاوز مثيله الغربي، هنا يقول يو تشوه بينغ مدير قسم السيارات بجامعة تونغجي بمدينة شانغهاي:

"بالنسبة لنا في الصين، الأمر سيحتاج إلى وقت لتطوير السيارات الهيدروجينية، ولكننا نعلق الآمال على قطاع السيارات لتجاوز مثيله الغربي من خلال تطوير السيارات الكهربائية والهيدروجينية."