|
||
cri (GMT+08:00) 2010-07-12 10:49:31 |
أعزائي عشاق الرياضة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم في متابعة البرنامج الأسبوعي "عالم الرياضة" من إذاعة الصين الدولية، وهذه أجمل تحية لكم من هدى جينغ جينغ.
بعد ختام 62 مباراة رائعة وحادة وانتظارنا لمدة شهر تقريبا، سنستقبل الأسبوع المقبل المباراة النهائية لمونديال جنوب إفريقيا والتي سيتلاقى فيها فريقا هولندا وأسبانيا اللذان لم يحصلا من قبل على لقب الكأس في تاريخهما. وفي حلقتنا اليوم، سنتحدث مع زميلنا أنور الصبري عن موضوع هذه المباراة إلى جانب استعراض مسيرة الفريقين المشاركين فيها خلال هذا المونديال.
هدى: أهلا وسهلا، يا أنور.
أنور: أهلا وسهلا، يا هدى.
هدى: في حلقتنا الماضية، قلت إنك قد قمت بالرهان مع الزميل عاطف حول المباراتين للقمة في دور ال16 وهما مباراة الأرجنتين وألمانيا ومباراة هولندا والبرازيل، ويبدو أنك قد خسرت في هذا الرهان...
أنور: نعم خسرت الرهان، ولكن الأمر لا يعدو كونه اختلاف بسيط بينني وبين زميلي العزيز عاطف، وصراحة فوجئت بمباراة البرازيل ومستواها كما كانت هزيمة الأرجنتين برباعية ألمانية نظيفة شيء خارج نطاق التوقعات، هذا الاختلاف في التوقعات يمثل الروح الرياضية بيني وبين عاطف كما قلت في الحلقة الماضية، وهو ودي تماما ويعزز الصداقة بيننا. ونحن الآن أنا وعاطف بصدد تأسيس فريق لكرة القدم يجمع بين بعض الزملاء في قسمنا العربي والأقسام الأخرى في إذاعتنا.
هدى: والله، حقا؟ متى ستنظمون مباراة ودية، قل لي، وسأحضر وأشجعكم.
أنور: والله، هذا سيشرفنا، وبالتأكيد سنقدم أداءا أفضل مع تشجيعك.
هدى: أوكي، وأتمنى لفريقكم نجاحا في كل المباريات.
أنور: شكرا على هذه الكلمات الجميلة، يا هدى!
هدى: لنعود إلى موضوعنا. في الحلقة الماضية، توقعت فوز البرازيل على هولندا، ولكن النتيجة جاءت عكس توقعاتك...
أنور: نعم. في الحقيقة، أعتقد أن أبطال السامبا هُزموا بأنفسهم، كما شاهدنا أن المهاجم روبينيو سجل هدف التقدم في وقت مبكر، واستمر هذا التقدم حتى الشوط الثاني – الدقيقة ال53 التي تعادل فيها الفريق الهولندي بهدف أحرزه اللاعب البرازيلي فيليبي ميلو عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في ظل الخروج الخاطئ للحارس جوليو سيزار، وذلك الهدف ضرب معنويات لاعبي البرازيل بشكل كبير...
هدى: عفوا، يا أنور، أقاطعك قليلا. (أنور: تفضلي.) قرأت الأخبار أن ذلك الهدف قد تم احتسابه باسم النجم الهولندي شنايدر وفقا لقرار الفيفا...
أنور: نعم، صحيح، وتابعت هذا الخبر أيضا. وبغض النظر عن من سجل ذلك الهدف، على كل حال، تعادلت هولندا بسهولة وعن طريق الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها لاعبو البرازيل.
هدى: ويرى البعض أن هولندا يرافقها حسن الحظ طوال هذا المونديال. ما رأيك يا أنور في هذه الرؤية؟
أنور: ذكرنا في الحلقات الماضية أن بطولة كأس العالم لا تعتمد على قدرات الفرق المشاركة فيها فحسب، بل تحتاج أيضا إلى حسن الحظ. وهولندا، فعلا، يرافقها حسن الحظ ابتداءا من مباراتها الأولى، حيث سجلت هدفها الأول عن طريق خطأ المدافع الدنماركي في مرماه؛ وفي المباراة الثانية مع اليابان، سجل شنايدر الهدف الوحيد ولكن لابد أن أشير إلى أن الحكم لم ير لمسة فان بيرسي للكرة بيده قبل تسجيل شنايدر لذلك الهدف؛ وفي ربع النهائي مع أوروجواي، سجل شنايدر الهدف الثاني للفريق الهولندي بتسديدة بطيئة نوعا، ولكن ذلك الهدف كان مثيرا للجدل، لأن فان بيرسي الذي وقف في وضع التسلل الواضح قد أثر على إنقاذ حارس أوروجواي لتلك التسديدة، فهذا يعني أن الفريق الهولندي قد استفاد من ذلك التسلل، وهذا الأمر كان مخالفا لقواعد كرة القدم التي نصت عليها بنود الفيفا. فوفقا لما ذكرت سالفا، أنا موافق على هذه الرؤية تماما وهولندا فعلا حالفها حسن الحظ في هذا المونديال.
هدى: تردد على مسامعنا اسم شنايدر مرة تلو أخرى. وفي الحقيقة أنه قد قدم أداءا متميزا جدا جدا في هذه البطولة، حيث قد أحرز حتى الآن خمسة أهداف ليحظى بالمرتبة الثانية بعد المهاجم الأسباني دايفيد فيلا على قائمة أفضل هداف للبطولة. هل تعتقد يا أنور أن شنايدر سيحصل نهائيا على جائزة أفضل لاعب لهذا المونديال؟
أنور: شنايدر لاعب متميز وأعتبره مفتاح لفريقه الهولندي في المباراة النهائية، وهو سجل خمسة أهداف حتى الآن كما قلت، وهذا الرقم طبيعي بالنسبة للمهاجمين ولكنه متميز بالنسبة للاعبين في الوسط. ولكن لا أرشح شنايدر كأفضل لاعب لهذا المونديال (يعني إذا تحدثنا على لاعب من الفريق الهولندي) فأنا أرى أن آرين روبن الذي قدم أداءا متميزا أيضا وشكل أكثر خطورة على مرامى المنافسين مقارنة بزميله شنايدر. ورغم ذلك، مازلنا نعترف بأن هذين اللاعبين روبن وشنايدر كلاهما من أهم اللاعبين ولا غنى عنهما في صفوف التشكيلة الهولندية عندما لعب الفريق مع نظيره الأسباني في المباراة النهائية، وسوف يلعبان بالتأكيد دورا حاسما في تلك المباراة.
هدى: أوكي، إلى هنا ننهي تركيزنا على الفريق الهولندي، بل نحوله إلى منافسه الأسباني. قال زميلنا عاطف قبل دخولنا للأستوديو إنك يا أنور سعيد وفخور جدا لفوز أسبانيا على ألمانيا، أ ليس كذلك؟
أنور: طبعا، الفريق الأسباني هو فريقي المفضل وراهنت على فوزه منذ افتتاح أول مباراة في كأس العالم وها هو لا يزال على رأس القائمة، بل هو المرشح الأول في رأي لنيل كأس العالم. بالطبع، أنا أشعر بالسعادة بتأهلها للمباراة النهائية واقترابها من الكأس.
هدى: ولكن قال عاطف لي قبل قليل إنه لا يتفائل لفوز أسبانيا في المباراة النهائية، بل يشجع هولندا. هل هذا يعني اختلافا آخر بينكما؟
أنور: والله، دائما ما يوجد اختلاف بيننا. وأعتقد أن عاطف هو مبالغ في انعدام الثقة بالفريق الأسباني، أو ربما هو يريد أن يثأر لفريقه الألماني بعد هزيمته أمام اسبانيا...
هدى: والله، دائما ما ارى عاطف يرتدي قميص النجم الأسباني توريس خلال هذا الصيف، ولكن في هذه الأيام، لم أعد أره يرتدي ذلك القميص مرة أخرى، فأعتقد أن سبب ذلك قد يكون شعوره بالثأر تجاه الفريق الأسباني.
أنور: هههها. أوكي، نتوقف عن المزاح ونعود إلى موضوعنا. كما نعرف أن الفريق الأسباني قد خسر أمام الفريق السويسري في مباراته الأولى في المجموعة، وذلك شكل أول المفاجآت الكبرى في هذا المونديال. ولكن بعد تلك الخسارة، عادت أسبانيا تدريجيا إلى طبيعتها بالانتصارات المتتالية على كل من هندوراس وشيلي في المباراتين الثانية والثالثة في المجموعة وثم البرتغال في دور ال16 وثم باراجواي في دور ال8 وثم ألمانيا في نصف النهائي وصولا إلى المباراة النهائية. وأعتقد أن مباراتها مع ألمانيا في نصف النهائي يوم الأربعاء الماضي قد تركت انطباعات عميقة في أذهان المشجعين، كما شاهدنا أن الفريق الألماني حافظ على أداء متميز جدا جدا في المباريات السابقة وخاصة مع فريق إنجلترا وفريق الأرجنتيني، وأطاح بهذين الفريقين القويين برباعيتين. ولكن في المباراة مع الماتادور الأسباني، لم تحصل الماكينات الألمانية على أية فرصة جيدة للتسجيل في ظل سيطرة أسبانيا القوية على مجريات تلك المباراة، وأذكر أني قلت في مباراة الجزائر مع أمريكا أن أداء الجزائر الرائع تحكم في طريقة اللعب للفريق الأمريكي، وهو ما حصل بالضبظ بين الأسبان والألمان، هناك مقولة جميلة في عالم كرة القدم تقول "إذا انتصر الفريق على خصم قوي، فذلك يثبت قدرة هذا الفريق القوية." بلا شك نعترف بأن الفريق الألماني فريق ممتاز وعظيم جدا، ولكن هذه المباراة أثبتت أن الفريق الأسباني هو أفضل والأروع على الإطلاق.
هدى: نعم. في الحقيقة، فقد تلاقى الفريقان الأسباني والألماني في المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا عام 2008، حيث فاز الماتادور الأسباني على الماكينات الألمانية بـ1-0 وحمل بذلك كأس تلك البطولة. لكن يرى معظم المراقبين أن قوة الفريق الألماني في تقدم مستمر خلال هاتين السنتين بشكل كبير...
أنور: نعم، هذا صحيح. ولكن هذا الرأي يثبت أن الفريق الأسباني مازال محافظا على مستواه بشكل مستقر، بل ويتقدم هو الأخر إلى حد ما خلال هاتين السنتين. وفعلا هو أقوى فريق في العالم حاليا.
هدى: إذن، ما هي تطلعاتك لنتيجة هذه المباراة النهائية؟ هل ستفوز أسبانيا؟
أنور: طبعا، ليس لدي أي سبب كي أرشح هولندا. وأود أن أضيف شيئا. (هدى: تفضل.) الفريق الأسباني يحتوي على جملة من السوبر ستار، ويلتزم بلعب مباريات تكنيكية وهجومية، من يشاهد تقنيات التمريرات للفريق الأسباني وأسلوب اللعب العام وخطط الهجوم سيكون على يقين بأن هذا هو ما يرده المشاهد لكرة القدم، نحن المشجعين نريد أن نشاهد مباريات رائعة يسودها تبادل الهجوم بين الفريقين، وليست مباريات مملة يولي كلا الجانبين فيها اهتماما كبيرا في الدفاع. ولكن في السنوات الأخيرة، ابتداءا من عام 1994، أصبح الدفاع موضوعا رئيسيا في كأس العالم، من أبدع في الدفاع فاز بالكأس، حتى أن الفريق البرازيلي الذي كان في سبعينات أو ثمانينات القرن الماضي فريقا هجوميا قد أصبح فريقا دفاعيا وفاز بالكأس اعتمادا على الدفاع مرتين أولها في عام 1994 وثانيها في عام 2002. وفي هذا المونديال، غير الفريق الهولندي أسلوبه السابق الذي يهتم بالهجوم واعتمد على الدفاع للتأهل إلى المباراة النهائية. فلا أريد، باعتباري مشجعا، أن نشاهد الفوز الهولندي بالكأس نهائيا، بل أدعم الفريق الأسباني وآمل في أن يدفع فوزه ثورة إعادة العاصفة الهجومية إلى كأس العالم وإلى كرة القدم.
هدى: أوكي. أتمنى لفريقك الأسباني أن يفوز بالكأس للمرة الأولى في تاريخه، ومن الأهم أن نتمنى أن يقدم الفريقان مباراة رائعة ومثيرة لكافة المشجعين في العالم.
أنور: نعم. وأريد أيضا أن أعبر عن تمنياتي للفريق الألماني – أحب الفرق إلى زميلنا عاطف أن يحصل على الميدالية البراوزية بالتغلب على فريق أوروجواي. كما ذكرنا قبل قليل أن فريق ألمانيا فريق متميز جدا جدا ذو كثير من الشباب وأصحاب المواهب، وأنا واثق بأنهم يتمتعون بمستقبل جميل.
أحبائي، إلى هنا نصل معكم إلى نهاية حلقتنا اليوم. وللمزيد من أحدث الأخبار والمعلومات حول مونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا، تفضلوا بزيارة نافذتنا الخاصة لتغطية مجريات هذه البطولة على موقعنا الإلكتروني: arabic.cri.cn. وشكرا مرة أخرى للزميل أنور! (أنور: عفوا، يا هدى.) ونشكر أيضا لزميلنا عاطف ماثيو في الإعداد. وشكرا على حسن متابعة كافة المستمعين. كانت معكم هدى جينغ جينغ. وإلى اللقاء في موضوع جديد حول كأس العالم الأسبوع المقبل.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |