|
||
cri (GMT+08:00) 2010-07-13 17:14:24 |
مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت اوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من القسم العربى بإذاعة الصين الدولية، ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة . . وفى حلقة اليوم ، نقدم لكم تقريرا بعنوان:
عملية تصنيع سيارات الطاقة الجديدة في الصين
تقوم الحكومة الصينية إبتداءا من الأول من شهر يونيو للعام الحالي بتقديم معونات في بعض المواقع التجريبية في خمس مدن رئيسية صينية هي شانغهاي وتشانتشون وخانتشو وخافي وشنتشن للأفراد الذين يبتاعون سيارات تعمل بالطاقة الجديدة، ويمكن أن يحصل المشترون على معونات مالية يصل حدها الأعلى إلى ستين ألف يوان صيني.
وقد عبرت الجهات المعنية بالمراكز التجريبية لهذه المدن و المؤسسات التجارية والمستهلكون عن ترحيبهم إزاء هذه الخطوة، غير أن المختصين في هذا المجال أكدوا بأنه على الرغم من أن سيارات الطاقة الجديدة قد دخلت عملية التصنيع في الصين إلا أن نطاق انتشارها في الصين سيحتاج إلى المزيد من الوقت.
ومن بين هذه النقاط التجريبية المتمثلة في المدن الخمس المذكورة تعتبر مدينة خافي في طليعة المناطق الصينية في مجال تطوير مركبات الطاقة الجديدة، حيث تمتلك مؤسسات السيارات فيها حاليا ماركات مثل جيانغ هواي و آن كاي وغيرها من سيارات الطاقة الجديدة البالغ عددها 200 سيارة والمستخدمة حاليا في بكين ودا ليان ومدن أخرى في إطار عملية تجريبية. وفي الوقت نفسه توجد هناك 30 حافلة تعمل بالكهرباء الخالصة دخلت مدينة خافي ليبدء استخدامها بشكل تجريبي في 18 خطا من خطوط الحافلات العامة، حيث يعتبر هذا المشروع هو الأول من نوعه للحافلات العامة بداخل الصين، وتبدو النتائج ممتازة حتى الآن. وقد قدم لنا السيد (وانغ شيان فنغ) نائب المدير العام لشركة آن كاي نبذة تعريفية موضحا أن نتائج توفير الطاقة لسيارات الطاقة الجديدة واضحة وجلية، حيث قال:
"إن تكاليف الاستهلاك لهذا النوع من السيارات منخفض للغاية، فهي تستهلك في المتوسط واحد كيلو واط من الكهرباء لكل كيلومتر، وطبقا لأسعار الكهرباء في الوقت الحالي فإن هذه السيارة سوف توفر يوانين (2 يوان) صيني لكل كيلو متر واحد"
عند مقارنة السيارات التقليدية مع سيارات الطاقة الجديدة يبدو أن تكاليف الإنتاج للأخيرة تعتبر مرتفعة نسبيا وبالتالي فإن سعرها في السوق يكون مرتفعا أيضا الأمر الذي يجعل المشترون يحجمون عن شراء هذا النوع من السيارات.
وطبقا لما ورد عن سياسة التشجيع الجديدة فإن الميزانية المالية المركزية قد خصصت مبالغ دعم للمشترين تقدر بقيمة 50 ألف يوان صيني كأعلى حد لكل سيارة هجينة، و60 ألف يوان صيني لكل سيارة تعمل بالكهرباء الخالصة.
وحول إجراءات الدعم هذه عبر السيد (يانغ جاو) المدير العام في فرع شركة بي واي دي للسيارات بمدينة شنتشن أن شركة بي واي دي لديها سيارة هجينة وسيارة بالكهرباء الخالصة وقد دخلتا بالفعل سوق السيارات، وسوف تجلب سياسات الدعم هذه لهاتين السيارتين دورا فعالا في التسويق، وفي الوقت نفسه ستعمل هذه السياسة على توجيه مجالي الإنتاج والتطوير لمستقبل صناعة السيارات للبلاد، ها هو يقول:
"أولا هذا يعتبر موطئ ثقة في التعميم، فنسبة الدعم للسيارات الهجينة وسيارات الكهرباء الخالصة تعد من أكبر نسب الدعم المالي، وهذا سوف يعزز اتجاه مؤسسات السيارات نحو تطوير هذا النوع من سيارات الطاقة الجديدة، وبعد صدور دعم الاستهلاك فإن المبيعات الفعلية ستقدم دعما مساندا للمستهلك والمنتج"
وإلى جانب إجراءات التشجيع المقدمة من الدولة فقد أعلنت مدينة شنتشن التي تقع فيها شركة بي واي دي للسيارات، أعلنت عن إجراءت دعم وتشجيع مماثلة، فقد كشف المسؤول المعني في لجنة الإصلاح والتنمية في المدينة عن منح عشرين ألف يوان صيني كمبلغ إضافي إلى مبلغ الحكومة المقدم حيث سيكون مجموع مبلغ الدعم 80 ألف يوان صيني للمشترين لسيارات الطاقة الجديدة سواء للأفراد أوالفئات الاجتماعية أوالمؤسسات التجارية، فعلى سبيل المثال فإن السعر الحالي لسيارات بي واي دي التي تعمل بالكهرباء هو 170 ألف يوان صيني، ومع المبلغ المالي المقدم كدعم حكومي والبالغ 70 ألف يوان صيني فلن يتبقى للمشتري سوى 10 ألف يوان لامتلك هذه النوع من سيارات الطاقة الجديدة.
وفي مدينة خافي فإلى جانب إلى الدعم المالي المباشر، فقد قامت هذه المدينة بتقديم جملة من الإجراءات التشجيعية لمستهلكي سيارات الطاقة الجديدة، وفي هذا الجانب قدم لنا السيد داي بينغ نائب المدير العام في هيئة التكنولوجيا الفائقة بمدينة خافي نبذة تعريفية، حيث قال:
"لقد قامت الدولة بتخفيض تكاليف الشراء للمشترين، وستقدم المدينة مجموعة من السياسات التفضيلية لذوي الاستهلاك الخاص، منها توفير مواقف مجانية للسيارات في مركز المدينة، وتخفيض أجور العبور للجسور والطرقات وتسهيلها وغير ذلك."
إن دعم الميزانية المالية المركزية بالإضافة إلى مجموعة الإجراءات المحلية قد جعل أسعار سيارات الطاقة الجديدة تنخفض إلى مستوى مقبول لدى المستهلك العادي، كما أن تكاليف استخدام سيارات الطاقة الجديدة سوف تنخفض إلى 8 أضعاف بنسبة 80% من تكاليف السيارات التقليدية، وكل هذه الإجراءت ستؤثر تأثيرا إيجابيا على المستهلكين.
وفي مدينة هانتشو إحدى المدن التجريبية، عبر أحد سائقي سيارات الأجرة السيد لوه عن مدى اهتمامه في تجربة سيارات الطاقة الجديدة حيث قال:
"إن الوقت الافتراضي للسيارة التي أقودها الآن هو سنة ونصف قبل موعد تجديدها، و إذا وجدت في ذلك الحين أن لدى معطيات كاملة عن هذا الجانب، فأعتقد أنه يجب علي أن أفكر في ذلك، لأنها تعتبر جذابة للغاية بالنسبة لي كسائق تاكسي"
غير أن عدم الاستقرار التكنولوجي لمنتجات سيارات الطاقة الجديدة و انعدام توفر التجهيزات الملحقة لهذا النوع من السيارات جعل بعض المستهلكين يعبرون عن رأيهم بإنه على الرغم من إصدار الدولة للإجراءات التشجيعية ووسائل الدعم المتعلقة، لكنهم لن يفكروا في شراء هذا النوع من السيارات في الوقت الراهن.
"إن شحنها بالكهرباء يحتاج إلى وقت طويل، حيث تحتاج من ست إلى خمس ساعات، أما السيارات التقليدية فلا تستغرق سوى عدة دقائق ليتم تعبئتها بالوقود، وإلى جانب الوقت الطويل في شحن الكهرباء فنحن ما زلنا لا نعرف عن مدى جودة قوة المحرك لهذا النوع من السيارات، بالإضافة إلى أن أسعارها مرتفعة"
وأمام هذه التساؤلات، طرحت إدارة بعض المدن والهيئات المعنية الإجراءات والبرامج الخاصة لمعالجة هذه المسألة.
فمن ضمن إجراءات الدعم التي أصدرتها الجهات المعنية في الدولة، مطالبة الحكومات المحلية بالمدن التجريبية بتوفير المال اللازم وتجهيز السياسات المماثلة، كالدعم المقدم بشكل خاص للمنشآت المعنية كمحطات شحن الكهرباء، بالإضافة إلى دعم بناء نظام معالجة البطاريات التآلفة وعملية الاستعادة لها.
وبخصوص هذا الموضوع عبرت السيدة ( لانغ شوى هونغ) الخبيرة في تحليلات صناعة السيارات بقولها إن تحسين البنية التحتية والعملية التكنولوجية لسيارات الطاقة الجديدة ستحتاج إلى مرحلة معينة وبالتالي فإن دخول سيارات الطاقة الجديدة إلى نطاق الأسر الصينية سيحتاج إلى وقت طويل للغاية، ها هي تقول:
"في اعتقادي أن الأمر سيحتاج إلى وقت طويل، لأنه يجب علينا خلال هذه المرحلة أن نقدم جملة من التقنيات الأولية لمنتجات سيارات الطاقة الجديدة، وخدمات ما بعد عملية البيع ودعم التجهيزات الأساسية، ويجب أن نجمع كافة الخبرات ومن كل هذه الجوانب، من أجل إدخال تغييرات في المنتجات التى طرأ عليها عيوب أثناء استخدام المستهلك لها لتتمع هذه السيارات بمعطيات متكاملة، كما يجب علينا أثناء هذه المرحلة في نقاط التجريب أن نكمل تأسس المنشآت الأساسية ذات الصلة"
غير أن رئيس مجلس الإدارة لشركة بي واي دي للسيارات السيد (وانغ تشوان فو) عبر بقوله إنه على الرغم من أن تنمية سيارات الطاقة الجديدة تواجه العديد من الصعوبات، لكن بعد ما أصدرته الدولة من إجراءات دعم للمستهلكين، فسوف تدخل عملية التنمية لسيارات الطاقة الجديدة حلقة ممتازة بشكل تدريجي
"سيكون لهذه الإجراءات تأثيرا كبيرا في انتعاش السوق، ومع انتعاش السوق ستظهر كميات كبيرة من هذه السيارات، وفي الأخير سنرى إذا ما قامت المؤسسات بتخفيض أسعار تكاليف الإنتاج، حيث ستهبط معها أسعار السيارات، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى الانتعاش الحقيقي في السوق، وسينتقل إلى حلقة ممتازة"
وطبقا لهدف استراتيجية التنمية لسيارات الطاقة الجديدة في الصين، فمن المفترض أن تصل كمية سيارات التي تعمل بالكهرباء الخالصة إلى 500 ألف مع حلول عام 2015، كما سيتجاوز إنتاج السيارات الهجينة بمستويات مختلفة في نفس العام بنسبة تتجاوز 30%، وبذلك ستصل صناعة السيارات الطاقة الجديدة والمكونات الرئيسية لها إلى مستوى متقدم في العالم.
أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) من إعداد وتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن متابعتكم، وحتى نلتقي معكم في حلقة جديدة من البرنامج في الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |