CRI Online

المدن الصينية تعدل التحديد الإداري لتحقيق التنمية

cri       (GMT+08:00) 2010-08-17 10:25:34






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت اوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من القسم العربى بإذاعة الصين الدولية، ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة . . وفى حلقة اليوم ، نقدم لكم تقريرا بعنوان:

المدن الصينية تعدل التحديد الإداري لتحقيق التنمية

أعلنت مدينة بكين مؤخرا تعديل حدود المناطق التابعة لها، حيث حددت كلا من منطقتي تشونغون وشيوانوو في نطاق الإدارة لكل من منطقتي دونغتشنغ وشيتشنغ. وخلال نفس الفترة، أعلنت مدن شانغهاي وتيانجين وتشونغتشينغ وشيامن وشنتشن وغيرها من المدن الكبرى في الصين تعديل التحديد الإداري، حيث أصبح هذا الأمر موضوعا ساخنا ومثيرا للمناقشات بين الصينيين. ففي حلقتنا اليوم، سنتابع سويا هذا الموضوع.

للتعرف على أسباب قيام بعض المدن الكبرى بتعديل التحديد الإداري، التقى مراسلنا بمهندس الأكاديمية الصينية لتصميم وتخطيط المدن الدكتور دونغ كه، حيث قدم لنا تحليلا خاصا قال فيه إن تعديل التحديد الإداري في هذه المدن جاء على أساس فكرة "توزيع موارد المدن بصورة معقولة"، ويهدف إلى توفير المزيد من الآفاق للتطور الاقتصادي في هذه المدن:

"يركز موضوع تخطيط المدن على التنسيق بين التوزيع المكاني والتحديد الإداري. وإذا لم يتحقق هذا التنسيق خلال عملية تطوير المدن، فإن ذلك قد يؤثر سلبيا على التوزيع المعقول لموارد المدن، مثلا، هناك قد توجد بعض المشكلات بسبب وجود الحدود بين اثنتين من مناطق مدينة ما، منها مشكلات نشر الصناعات وإدارة المرافق الأساسية العامة وحماية البيئة وبناء معامل النفايات ومعامل صرف المياه المستعملة وغيرها. ولكن، يمكن تسوية هذه المشاكل بسهولة إذا قامت هذه المدينة بتعديل التحديد الإداري."

وقد عزا الدكتور دونغ أسباب قيام هذه المدن ومنها بكين وتيانجين وشيامن بتعديل التحديد الإداري إلى ثلاثة جوانب:

"أولا، قامت بكين بهذا التعديل في بعض المناطق بوسط المدينة والتي يتطور بناؤها إلى مستوى عال نسبيا، ولن تحتاج هذه المناطق للمزيد من الإنشاءات، الأمر الذي يهيأ ظروفا ناضجة للقيام بتعديل التحديد الإداري؛ ثانيا، ، لم تحقق هذه المدن كشنتشن وتيانجين النشر المعقول للموارد بسبب التحديد الإداري غير المعقول، لهذا فهذه المدن في حاجة للقيام بهذا التعديل، ثالثا لقد قامت بعض المدن مثل تشونغتشينغ وشانغهاي بتعديل التحديد الإداري تماشيا مع إستراتيجية الوطن الكلية، من أجل تنفيذ السياسات التفضيلية في نطاق أوسع."

ورغم اختلاف أسباب تعديل التحديد الإداري للمدن المختلفة، إلا أن حركة تعديل التحديد الإداري ستسهم في تنسيق العلاقات بين مختلف الأحياء وستوفر آفاق أوسع للتطور الاقتصادي وكذلك خفض التكاليف الإدارية ورفع فعاليات الإدارة، وفقا لما يراه الأستاذ جياو هونغ تشانغ من الجامعة الصينية للسياسة والقوانين:

"قامت هذه المدن بالتعديل بهدف تطوير الاقتصاد. مثلا، هناك مشروع تتنافس عليه عدة مناطق، الأمر الذي قد يقيد التنمية الاقتصادية في المدينة. أما السبب الآخر، فأعتقد أنه قد يتعلق بخفض التكاليف الإدارية ورفع فعاليات الإدارة، على سبيل المثال فالمناطق الأربع في قلب بكين يقطنها حوالي مليونين نسمة فقط وتبلغ مساحتها 100 كيلومتر مربع، وفي ظل ذلك، يبدو أنه لا داعي لتحديد أربع مناطق إدارية، لذا فقد قامت المدينة بتحديد اثنتين من هذه المناطق الأربع إلى نطاق إدارة الاثنتين الأخريين."

وجاء في تحليل الأستاذ جياو أن حركة تعديل التحديد الإداري تستطيع أن تساهم أيضا في التنمية الاجتماعية في المدن، حيث قال:

"ليس في المجال الاقتصادي فقط، بل المجال الاجتماعي أيضا. فبكين لم تحقق مثلا التوازن التنموي بين جزئها الشمالي والجنوبي، فالجزء الشمالي يتطور بسرعة بينما يتحرك الجزء الجنوبي بشكل أكثر بطئا على الرغم من أنه يتمتع بإمكانيات. فأعتقد أن تعديل التحديد الإداري ببكين سيسهم في دفع التنمية الاجتماعية في المدينة ويحقق التوازن التنموي بين الشمال والجنوب."

إذن، ما هي التأثيرات الإيجابية الملموسة في بناء المدن والتي تأتي بها حركة تعديل التحديد الإداري؟ في يناير من العام الحالي، أسست مدينة تيانجين منطقة بينهاي الجديدة والتي تضم مناطق تانغقو وهانقو وداقانغ السابقة. وبخصوص هذا الأمر، ذكر مدير مصلحة تخطيط المدينة السيد يين هاي لين أن تأسيس هذه المنطقة الجديدة سيحل مشكلة تكرار بناء المنشآت الأساسية ويسهم في المستقبل في تخطيط بناء المرافق الأساسية والطرق والمشروعات الكبرى في هذه المنطقة بشكل منظم:

"إن أكبر التغيرات بعد توحيد هذه المناطق الثلاث في منطقة جديدة هي أننا نستطيع من خلال ذلك أن نقوم بالتخطيط المنظم والبناء المعقول، وهذا مهم جدا! ففي السابق، وجدنا مشكلة كبيرة في تكرار بناء المنشآت الأساسية، والآن، وبعد تعديل التحديد الإداري، من الممكن أن نقوم بإنشاء المرافق الأساسية والطرق وخاصة المشروعات الكبرى بصورة منظمة. ففي الماضي، كانت هناك منافسة بين المناطق الثلاث إذا وجدت إحدى هذه المشاريع الكبيرة؛ والآن، تشكل هذه المناطق الثلاث منطقة جديدة واحدة تبلغ مساحتها 2.27 ألف كيلومتر مربع، فإذا وجد مشروع كبير، نستطيع أن نضعه في المكان المناسب في هذه المنطقة، وهذا الأمر، أعتقد أنه سيسهم في تحقيق التنمية المتوازنة للمنطقة الجديدة في المستقبل، ويؤدي إلى تأثيرات إيجابية كبيرة."

ومن جهة أخرى يا ترى ما هي تأثيرات حركة تعديل التحديد الإداري على السكان؟ التقى مراسلنا برن بي سن أحد مواطني بكين الذي قضى طفولته في منطقة تشونغون التي تم تحديدها ضمن حدود منطقة دونغتشنغ الجديدة، حيث قال إنه شعر بالحزن لاختفاء اسم هذه المنطقة التي تحتضن الكثير من ذكرياته خلال أيام الدراسة والطفولة، ولكنه يعتقد أن هذا التعديل لن يؤدي إلى أي تأثير سلبي لحياته:

"إن هذا الأمر أدهشني وفاجأني كثيرا، لماذا تم تحديد منطقتي تشونغون وشيوانوو ضمن حدود منطقتي دونغتشنغ وشيتشنغ؟ ولدت في منطقة شيوانوو وترعرعت في تشونغون، وتتمتع هاتان المنطقتان بمغزى خاص بالنسبة إلي. ولكن، أعتقد أن قيام المدينة بهذا التعديل لا يؤدي إلى أي تأثير سلبي لحياتنا، وهي ستستمر كالمعتاد، ولكننا شعرنا ببعض الحزن تجاه هذا الأمر."

إن تيار تعديل التحديد الإداري في المدن الصينية مازال في بداية الطريق، وفي هذا الصدد، اقترح الدكتور دونغ كه قيام تلك المدن التي قد أكملت تعديل التحديد الإداري بتعديل مناسب لتنظيم المنشآت المدنية ومراجعة بعض المشكلات التي من المحتمل أن تعرقل تنمية القوى الإنتاجية مثل مشكلة المنشآت الأساسية العامة، وحذر من خطورة اتباع هذا التيار على غير هدى:

"لا يجب اتباع هذا التيار على غير هدى. مثلا، إذا شكلت منطقتان متجاورتان ليست لهما أية صلة منطقة جديدة، فلا حاجة للقيام بهذا التعديل، لأن هاتين المنطقتين تلعبان أدوارا مختلفة تماما."

على أي حال، تستطيع حركة تعديل التحديد الإداري أن تقدم للتطور الاقتصادي والاجتماعي في المدن آفاقا أوسع، ولكن، مازالت هناك سلسلة من المشكلات في المستقبل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي