|
||
cri (GMT+08:00) 2010-12-31 17:00:39 |
مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت أوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من إذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: اقتصاد وتجارة. وفي حلقة اليوم، نقدم لحضراتكم تقريرا بعنوان:
سلع الكريسماس بمدينة إيوو تكتسح العالم
تعتبر الصين إحدى الدول الرئيسية المنتجة للسلع الخاصة بأعياد الميلاد في العالم أجمع، وطبقا لما ورد في البيانات، فهناك 80% من منتجات أعياد الميلاد تأتي من الصين، منها 75% تصدر من مبيعات (إيوو) تلك المدينة الصغيرة الواقعة في الجزء الشرقي بالصين، ومن أجل التعرف على ذلك بشكل أكثر، انطلقت مجموعة من مراسلي إذاعتنا مؤخرا لإجراء عدد من المقابلات الصحفية في أسواق مدينة يوو حول السلع الخاصة بأعياد الكريسماس، وفيما يلي تقريرا مفصلا عن ذلك.
تقع مدينة (إيوو) في وسط مقاطعة تشجيانغ الساحلية في جنوب شرقي الصين، ومن المعروف أن هذه المدينة تحتوي على أكبر أسواق الجملة للسلع التجارية الصغيرة في العالم، كما أنها منصة ومركز للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للانطلاق إلى العالم الخارجي، وحسب الاحصائات الجمركية لمدينة (إيوو)، وعلى الرغم من التأثيرات التي صاحبت الأزمة المالية العالمية، إلا أن صادرات السلع لأعياد الميلاد من شهر يناير حتى أكتوبر للعام 2010 قد ازدادت عن العام الماضي 2009 بمقدار 30% تقريبا.
وفي (إيوو) كانت كل من المنطقة الأولى الخاصة بالزينة في (مدينة التجارة الدولية)، والمنطقة الخاصة بمنتجات الكريسماس في سوق (فوتيان) الثانية، كانتا من أكبر الأسواق الخاصة ببضائع عيد الميلاد في هذه المدينة، حيث اجتمع فيها ما يقارب من 700 متجر، وتجاوزت مبيعات الزينة لعيد الميلاد ما يقارب من 15 ألف نوع من المنتجات.
ومن أجل تعزيز تنمية صناعة السلع التجارية الخاصة بأعياد الميلاد، قامت مدينة (إيوو) في يونيو عام 2009 بتأسيس جمعية صناعة منتجات الكريسماس والتي تعد الجمعية الوحيدة في هذا المجال على مستوى البلاد. وفي معرض حديثه حول حالة البيع لهذه المنتجات، تحدث السيد (تشان جين لين) الأمين العام لجمعية صناعة منتجات الكريسماس قائلا:
"تعتبر مدينة (إيوو) ومقاطعة جوانغ دونغ المناطق الرئيسية لإنتاج السلع التجارية الخاصة بعيد الميلاد، فمقاطعة (جوانغ دونغ) تعتبر المنشأ لإنتاجها إلا إن (إيوو) هي منصة العرض للسلع التجارية الصغيرة، والآن فـ(إيوو) هي المنصة الرئيسية للمبيعات، كما أن منتجات مدينة (إيوو) تنتمي إلى الأنواع المنخفضة والمتوسطة، وأما في جوانغ دونغ فمنتجاتها تنتمي إلى المنتجات العالية والمتوسطة. تسلمنا استمارات طلب البضائع منذ شهر مارس حتى سبتمبر الماضي، وبدأنا في شحن البضائع المطلوبة في شهر سبتمبر وانتهينا من تصديرها في شهر نوفمبر، ومنذ شهر نوفمبر حتى شهر ديسمبر بدأنا بعملية التسويق لهذا المنتجات في داخل البلاد"
وبسبب الطلب المتزايد الذي شهدته مبيعات الكريسماس، وقلة عدد المحلات التجارية التي بدأ تشغيلها في عام 2002، تم افتتح شارع خاص بمبيعات أعياد الميلاد في شهر إبريل السنة الماضية، والذي سد احتياجات الكثير من الطلبات المتزايدة. ولهذه المتاجر مصانعها الخاصة بها، بما في ذلك المؤسسات الكبيرة وورش العمل العائلية، وفي شارع مبيعات الكريسماس الذي يضم ما يقارب من 500 متجر، هناك 80% من بين هذه المتاجر التي تمتلك مصانعها الخاصة في ضواحي المدينة. وعند الحديث حول مبيعات الكريسماس إلى الخارج لهذه السنة، قال لنا السيد (تشان جين لين):
"إن استمارات الطلب لهذه السنة هي الأكثر مقارنة مع السنوات الخمس الماضية، إن حجم مبيعات عيد الميلاد لعام 2008 أكثر من عام 2009 بمقدار 10%، أما في عام 2010 فحسب تقديراتنا الأساسية فقد ازدادت المبيعات عن عام 2009 بمقدار 30% تقريبا. والأسباب في ذلك تكمن في عدة جوانب، الجانب الأول يتمثل في التعافي النسبي الذي طرأ على الاقتصاد العالمي، وهذا يعد سببا رئيسيا. والجانب الثاني هو أنه في عام 2009 ومع تأثير الأزمة المالية العالمية، خفض العالم الغربي خصوصا الدول الأوروبية من حجم البضائع المستوردة إليها، وهو ما جعلنا نقوم بالتخلص من كل البضائع التي بقيت لدينا في المخازن، لكن وبعد تعافي الاقتصاد نسبيا هذه السنة، ومع ازدياد كميات الطلب، فقد اضطررنا إلى زيادة ما هو موجود في المخازن هذا العام"
لقد خطت السوق الدولية المنتجة لسلع أعياد الميلاد في مدينة (يوو) نحو الأمام، وخاصة نحو أسواق قارة أمريكا الجنوبية لتصبح نقطة مبيعات جديدة، من جهته تحدث إلينا رئيس قسم التجارة الخارجية لمصلحة مدينة (إيوو) للتجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي السيد (تشو ون بين) بقوله:
"تعتبر أمريكا الجنوبية واحدة من الأسواق الناشئة، وقد عملنا على التطوير والتنمية خلال السنتين الماضيتين، وشجعنا المؤسسات على الذهاب للمشاركة في المعارض المختلفة في امريكا الجنوبية، والعمل بشكل ممتاز، كما أن القارة الافريقية إحدى أسواقنا، لأن اوروبا في الواقع تعتبر سوقا مألوفة وناضجة بالنسبة لنا، لهذا فخلال السنتين الماضيتين، ركزنا بشكل رئيسي على دخول أسواق أمريكا الجنوبية والقارة الافريقية والشرق الأوسط"
وطبقا للبيانات الصادرة عن مصلحة التجارة الخارجية، فإن ترتيب الدول التسع الأولى حسب مستويات استيرادها لبضائع أعياد الميلاد من الصين عام 2010 هي كالتالي: كولومبيا، روسيا، البرازيل، تشيلي، فنزويلا، الولايات المتحدة، أوكرانيا، هولندا وايطاليا، وقد وصل حجم الصادرات إلى كولومبيا بمقدار 2 مليون و650 ألف دولار أمريكي. وقد ذكر الأمين العام لجمعية صناعة منتجات الكريسماس السيد (تشان جين لين) أن الطريقة الأولى لشراء بضائع أعياد الميلاد من قبل رجال الأعمال الأجانب لاسواق الجملة هو عن طريق المكاتب التجارية الأجنبية الموجودة في (إيوو)، والطريقة الأخرى هي الذهاب بأنفسهم مباشرة لمعاينة البضائع في الأسواق، وبعد المعاينة يتم تحديد البضائع المراد شراؤها، ثم إرسال استمارات الطلب إلى الصين بعد عودتهم إلى أوطانهم.
لقد أصبحت الجالية الصينية من أهم التجار الرئيسين في الأسواق التجارية الأوروبية، وبالمثل فقد أصبحت مدينة (يوو) أيضا تجذب المزيد من الفرص التجارية من خلال المعارض التجارية الصينية للصادرات والواردات التي تقام في مدينة قوانتشو والمعارض التجارية للمنتجات الثقافية التي تقام في مدينة (إيوو).
لكن وعلى الرغم من تصاعد وتيرة استمارات الطلب من الخارج تجاه سلع أعياد الميلاد لهذه السنة، إلا أن عددا كبيرا من المصانع المنتجة لا زالت تبحث عن مصادر متخصصة في الإنتاج والتسويق من أجل سيطرة أكثر على السوق. السيد (لوه شي تشن) والذي يمتلك خبرة تتجاوز سبع سنوات في أعمال بضائع أعياد الميلاد ولديه متجر خاص لبيع أشجار الكريسماس في الشارع المخصص لبضائع أعياد الميلاد، قال إن كل محل تجاري في هذا الشارع يتمتع بمميزات خاصة، ويكمل كل واحد الأخر، فهناك من هو متخصص بأشجار الكريسماس، وهناك من يبيع دمى سنتا كلوز، وهكذا. ولكن بسبب ارتفاع الأسعار للمواد الخام، وارتفاع سعر الرينمينبي، ونقص الأيدي العاملة وغيرها من المشكلات، إضافة إلى أن أسعار سلع أعياد الميلاد لم ترتفع بسبب المنافسة الشديدة التي شهدتها سوق مدينة (إيوو)، وبات من الصعب تحقيق أرباح أكثر بالرغم من تزايد استمارات الطلب.
"في الحقيقة فإن الحركة التجارية لهذه السنة تعتبر أفضل بكثير من السنة الماضية من حيث حجم استمارات الطلب، فالطلبات التجارية لرجال الأعمال الأجانب أكثر من ذي قبل، لكن الفوائد الربحية قليلة، لأن أسعار المواد الخام ارتفعت، كما ارتفع سعر الرينمينبي، بالإضافة إلى أن الزبائن الأجانب استمروا بالضغط لتخفيض الأسعار، ومن جهة أخرى فالأيدي العاملة شحيحة. فالمؤسسات العادية لديها الكثير من الطلبات التجارية بالفعل، لكن عدد العمال قليل، لهذا لا يمكن تجهيز هذه الطلبات، ووتيرة العمل على أشدها، والفواتير ذات الطلبات الكبيرة لا يمكن تجهيزها."
وعلى خلفية ارتفاع الأسعار للمواد الخام، ومن أجل تنظيم وتنسيق السوق، وضمان الجودة للسلع التجارية الخاصة بأعياد الميلاد، قامت جمعية صناعة منتجات الكريسماس بتحديد سبعة معايير تجاه عدد من المنتجات كالمصابيح والأشجار وأدوات الزينة المعلقة وغيرها من منتجات الكريسماس، وذلك من أجل الحفاظ على مكانة وسمعة السلع الخاصة بالكريسماس لمدينة (إيوو) في الأسواق الدولية، ومن أجل ضمان استقرار السوق لهذه السلع وتنميتها السليمة.
وبالنسبة لتوقعات سوق الكريسماس لعام 2011، فالأمين العام لجمعية صناعة منتجات الكريسماس السيد (تشان جين لين) لديه أمال أكبر:
"في عام 2011، سنعمل بشكل رئيسي على جذب المؤسسات إلى تنمية المنتجات الجديدة، وثانيا سنطلب منهم المشاركة الإيجابية في المعارض الداخلية والدولية، وثالثا سنطلب منهم العمل على تنمية الجودة والمنتجات نحو الأفضل"
أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن المتابعة وإلى لقاء متجدد معكم في حلقة جديدة الاسبوع القادم بإذن الله لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |