|
||
arabic.news.cn (GMT+08:00) 2011-04-02 09:26:22 |
مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت أوقاتكم بكل خير! وهذه أجمل تحية لكم من إذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: اقتصاد وتجارة. وفي حلقة اليوم، نقدم لحضراتكم تقريرا بعنوان:
الصين تواجه ظروفا صعبة في المفاوضات الدولية لأسعار خام الحديد لعام 2011
بدأت عملية مفاوضات حول أسعار الحديد الخام لعام 2011 بين المصدرين والمستوردين الرئيسيين في السوق الدولي بعد قفزة غير مسبوقة لهذه الأسعار في عام 2010.
وكانت المفاوضات في عام 2010 بين الصين والشركات الثلاث الكبرى في العالم لتصدير خام الحديد قد وصلت إلى طريق مسدود في البداية وانتهت أخيرا بإعتراف الصين إعترافا ضمنيا بطلب هذه الشركات لإتخاذ نمط تحديد الأسعار كل 3 أشهر. ويعتقد المحللون أن الصين ستواجه ظروفا صعبة في المفاوضات لهذا العام.
وظلت أسعار خام الحديد ترتفع من 90 دولارا أمريكيا لكل طن في أوائل العام الماضي إلى 140 دولارا أمريكيا لكل طن في نهاية العام ذاته.
وعلى هذه الخلفية بلغ اجمالي أرباح صناعة الصلب والحديد في الصين 85 مليار يوان. وأشارت الاحصاءات الصادرة من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن أسعار خام الحديد المستورد إلى الصين بلغت 128 دولارا امريكيا بالمتوسط في عام 2010 بزيادة 60.6 بالمائة على أساس سنوي لذلك قد دفعت صناعة الصلب والحديد الصينية نحو 30 مليار دولار امريكي إضافية بسبب هذه الزيادة.
وتوقع لو تيه جون نائب رئيس إدارة المواد الخام بالوزارة مؤخرا أن نسبة الربح لعام 2010 ستكون 3.5 بالمائة فقط في هذه الصناعة مقارنة مع 6 بالمائة من متوسط نسبة الربح بين كافة الصناعات في البلاد .
من ناحية أخرى ارتفع صافي الارباح لشركة ((بي اتش بي بيليتون)) الاسترالية بواقع 116.5 بالمائة في السنة المالية 2009-2010 لتصل إلى 12.72 مليار دولار امريكي، كما وصلت أرباح شركة ((فالي دي ريو دوسي)) البرازيلية إلى 7.8 مليار دولار امريكي في الربع الثالث من العام الماضي بزيادة 69.2 بالمائة عما كان في الربع الثاني.
تعتبر الصين حاليا أكبر منتج ومستهلك للحديد والصلب في العالم فضلا عن كونها أكبر مستورد للحديد الخام. غير أنها لم تحصل على أي حق في تحديد أسعار الموارد منذ أن دخلت المفاوضات الدولية حول أسعار خام الحديد في عام 2003، فقد سيطرت على هذه المفاوضات الشركات الثلاث الكبرى، ((بي اتش بي بيليتون)) و((فالي دي ريو دوسي)) و((ريو تينتو)) الاسترالية ، والتي تستحوذ على 65 بالمائة من صادرات خام الحديد في العالم .
وقد شهد عام 2010 انهيارا لآلية تحديد أسعار خام الحديد، فقد دامت صفقات خام الحديد في السوق الدولي لمدة 40 سنة. إلا أنه بدلا من ذلك بدأ مؤخرا تنفيذ نمط جديد لتحديد أسعار خام الحديد على أساس مؤشر ((بلاتس)) كل ثلاثة أشهر.
من جهتها قالت (تشانغ لين) المحللة بمركز أبحاث الحديد والصلب الصيني ((ال جي ام اي)) إن الصين ستفقد فرص اكثر للمساومة في ظل هذه الآلية الجديدة لأنها لا تستطيع التدخل في أي حلقة من حلقات جمع هذا المؤشر".
بالإضافة إلى ذلك تعتقد تشانغ لين أن الصعود المستمر للأسعار في السوق لم يحدث وجود فجوة بين الطلب والعرض بل جاء نتيجة للمضاربة في السوق.
و أوضحت أن الفيضانات التي اندلعت في استراليا والبرازيل شددت توقعات السوق لارتفاع أسعار خام الحديد. ومن ناحية أخرى قام تجار خام الحديد المحليون بتخزين خام الحديد عمدا انتظارا لارتفاع الأسعار الأمر الذي قد دفع صعودا للأسعار في السوق.
وكانت الارقام الصادرة عن المركز المذكور قد أظهرت آنفا أن مخزون خام الحديد في جميع الموانئ الصينية بلغ 80.9 مليون طن في يوم 7 يناير الماضي ثم ارتفع هذا الرقم إلى 84.54 مليون طن بعد ثلاثة اسابيع في يوم 28 يناير. وفي هذا الصدد قالت تشانغ لين "إن مخزون خام الحديد في موانئ عموم البلاد لم يتجاوز 80 مليون طن طوال عام 2010."
ومن ناحية أخرى ذكرت وسائل الإعلام الهندية أن الحكومة الهندية تعتزم فرض ضريبة على صادرات خام الحديد نسبتها 20 بالمائة اعتبارا من بداية شهر ابريل القادم تضامنا مع الامدادات المحلية. كما أعلنت وزارة سكة الحديد الهندية رفع نفقات نقل خام الحديد بزيادة 500 روبية أي ما يعادل (11 دولارا امريكيا) لنقل كل طن من خام الحديد. كل هذه الاجراءات ستفرض ضغوطا كبيرة على مصدري خام الحديد في الهند من حيث تكاليف التصدير.
ومن المحتمل أن تفرض الحكومة الروسية حواجز على صادرات خام الحديد أيضا. فقد ذكرت وسائل الاعلام الروسية أن وزارة التنمية الاقتصادية الروسية قد اقترحت فرض ضريبة تصدير خاصة على خام الحديد والصلب ونسبة الضريبة المقترحة لصادرات خام الحديد تقدر 30 بالمائة. كما اقترحت الوزارة رفع ضريبة الانتاج لخام الحديد من 4.8 بالمائة حاليا إلى 8.8 بالمائة.
كما قالت تشانغ لين أن ما ستفعله الهند وروسيا سيؤثر على توقعات السوق لأسعار خام الحديد وسيساعد على احتكار الشركات الثلاث الكبرى الاسترالية والبرازيلية تجاه الصين تماشيا مع توسيع حصة هذه الشركات في السوق الصيني. ولذلك ستواجه الصين صعوبة أكبر خلال عملية المفاوضات لهذا العام.
تستورد الصين خام الحديد من استراليا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا حسب ترتيب الحجم ويشكل خام الحديد من استراليا والبرازيل 65 بالمائة من إجمالي واردات الصين من خام الحديد و 20 بالمائة من الهند.
وتوقعت تشانغ أن الاسعار ستبقى على مستوى عال في النصف الأول من هذا العام، قائلة "إنه من السهولة لأسعار خام الحديد أن تتجاوز 200 دولار امريكي لكل طن في الربع الثاني لهذا العام".
وبالنسبة إلى الشركات الصينية لصناعة الحديد والصلب التي لا ترغب في الانتظار دون فعل شيء، فإنها تفكر في تخفيف اعتمادها على واردات خام الحديد عبر بناء مناجم لها وشراء مناجم في الخارج وتحويل مصادر واردات خام الحديد.
وكانت الاحصاءات الحكومية قد أشارت إلى أن الصين انتجت 626.65 مليون طن من الفولاذ الخام في عام 2010 بزيادة 9.3 بالمائة على أساس سنوي بينما استوردت 620 مليون طن من خام الحديد بانخفاض 1.4 بالمائة.
وذكرت تشانغ لين أن انخفاض الواردات عكس استخدام مصانع الصلب الصينية مزيدا من خام الحديد المحلي بدلا من خام الحديد المستورد على خلفية صعود أسعار هذه الواردات.
وقال رئيس الجمعية الصينية للمعادن ما وانغ وي إن الشركات الصينية للحديد والصلب عليها أن تسارع في خطواتها نحو الخارج لأن كوريا الجنوبية واليابان قد تقدمتا إلى السوق الخارجي قبل الصين، إذ بدأت شركات البلدين تساهم في مناجم في الدول الأخرى لتتمكن من الاستفادة من ارتفاع الاسعار.
يذكر أن الحكومة الصينية تعتزم مواصلة الدمج وإعادة الهيكلة بين صناعة الصلب والحديد حسب مسودة الخطة الخمسية الوطنية الثانية عشرة ( 2011-2015) في هذه الصناعة، حيث سترتفع القدرات الإنتاجية لأكبر عشر شركات للصلب والحديد في البلاد فوق 60 بالمائة من الحجم الوطني للإنتاج .
وقال الخبراء إن هذه الخطوات من المحتمل أن تقوي وحدة هذه الصناعة لكي تعزز القدرات التنافسية للشركات الصينية خلال المفاوضات الدولية في المستقبل.
أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن المتابعة وإلى لقاء متجدد معكم في حلقة جديدة الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |