CRI Online

الماركات الصينية للسيارات تتطور على خلفية تباطؤ نمو السوق

cri       (GMT+08:00) 2012-02-14 15:05:27


الماركات الصينية للسيارات تتطور على خلفية تباطؤ نمو السوق






شهد حجم مبيعات السيارات في الصين انخفاضاً كبيراً عام 2011، لأسباب تتعلق بانسحاب السياسة المشجعة وتطبيق سياسة الحد من شراء السيارات في بكين وغيرها من المدن الكبرى. مع هذه الأوضاع المتزايدة تعقيداً، تعرضت الماركات الصينية المحلية للسيارات لأزمة خانقة، مما أسفر عن انخفاض أرباح الشركات الصينية المعنية. لذا فيجب على هذه الشركات اتخاذ إجراءات فعالة لتحويل الأنماط التنموية وزيادة القدرة التنافسية، حتى تتخلص من الأزمة عام 2012.

أصدر اتحاد الصين لصناعة السيارات أوائل شهر يناير الماضي تقريراً سنوياً حول مبيعات السيارات في البلاد عام 2011، أكد فيه أن عدد السيارات المنتجة بلغ 18418900 سيارة مسجلاً زيادة بنسبة 0.84% مع انخفاض بنسبة 31.6% مقارنة مع العام الماضي، وبلغ عدد مبيعاتها 18505100 سيارة مسجلاً زيادة بنسبة 2.45% مع انخفاض بنسبة 29.92% عن العام الماضي، حيث تعتبر نسبة الزيادة لمبيعات السيارات الصينية الأدنى من نوعها منذ 13 عاماً.

على الرغم من تطور سوق السيارات في الصين، قلت مبيعات السيارات من الماركات الصينية العام الماضي، بسبب ضعف القدرة التنافسية مع نظيراتها من الماركات المشتركة الصينية-الأجنبية. في هذا الشأن، قالت جوه يي بينغ مديرة قسم المعلومات لاتحاد الصين لصناعة السيارات:

في عام 2011، كان حجم مبيعات السيارات من الماركات الصينية 6112200 سيارة، ليحقق انخفاضاً بنسبة 2.56% عن العام الماضي، وهبط حجم المبيعات داخل البلاد بنسبة 5.42%، والتي تحتل 42.23% من إجمالي عدد المبيعات، في حين انخفضت نسبة تواجدها في السوق بنسبة 3.37% مقارنة مع نفس الفترة في العام الماضي.

في ظل الأوضاع المتدهورة، لم يحقق معظم شركات السيارات الصينية أهدافها المرجوة لعام 2011، ومنها شركة تشيري –الكبرى من نوعها في الصين- التي حققت مبيعات 610 ألف سيارة، مع أن هدفها كان 800 ألف سيارة؛ وشركة جيلي حققت مبيعات أكثر من 410 ألف سيارة، مع أن هدفها كان 490 ألف سيارة؛ أما بالنسبة إلى شركة "بي واي دي"، فحققت عام 2011 مبيعات سيارات بـ420 سيارة، بحيث انخفض العدد بـ100 ألف عما كان عليه في عام 2010، لتسجل إخفاقاً لعامين متتاليين.

يعتقد شيو تشانغ مينغ مدير قسم تنمية الموارد لمركز الدولة للمعلومات أن سبب استمرار انخفاض مبيعات السيارات في الصين يرجع إلى انسحاب السياسات المشجعة التي شملت سياسة القديم مقابل الجديد، وسياسة تخفيض أسعار السيارات المباعة في الأرياف، وتقليل ضرائب شراء السيارات، مما شكل تأثيرات سلبية على حالة مبيعات السيارات من الماركات الصينية.

طبقت الحكومة عام 2009 سياسات مشجعة لشراء السيارات، احتوت على تقليل الضرائب، وتخفيض الأسعار في المناطق الريفية، وإلغاء ضرائب حماية الطرق، والقديم مقابل الجديد، وتخفيض أسعار البنزين، وتبنت الحكومة عام 2010 سياسة جديدة تتعلق بتوفير الطاقة وإفادة المستهلكين، لكن هذه السياسات لم يستمر تطبيقها اعتباراً من العام الماضي.

إن فقدان السوق التقليدية يدل على التحديات الكبيرة التي تواجه سيارات الماركات الصينية. وبحسب آخر الإحصائيات، فإن حصة السيارات من الماركات الصينية-الأجنبية المشتركة تحتل 65% من العدد الإجمالي على مستوى دون 1.6 ليتر، لكنها استولت في السنوات المنصرمة على المرتبة الأولى على هذا المستوى.

بدوره أشار دونغ يانغ الأمين العام لاتحاد الصين لصناعة السيارات إلى انطلاق سيارات الماركات الصينية-الأجنبية المشتركة في تخفيض أسعارها لتسابق نظيراتها من الماركات الصينية الأصلية التي لم تتفوق عليها من حيث الصيت والتكنولوجيا.

أعتقد أن القدرة التنافسية للسيارات تتمثل في صيت الماركة في السوق الاستهلاكية. قبل عام 2008، لم تكن هناك منافسة مباشرة بين سيارات الماركات الصينية مع نظيراتها من الماركات الصينية-الأجنبية المشاركة. أما الآن فظهرت نقاط الضعف التي تعاني منها السيارات من الماركات الصينية، وصارت هذه النقاط أكثر جلاء، تزامناً مع تباطؤ نمو السوق.

في هذا الشأن، يرى معظم الخبراء والشخصيات في هذا القطاع أنه يجب على شركات الماركات الصينية تحويل أنماطها التنموية الإستراتيجية، بغية زيادة القدرة التنافسية مع نظيراتها من الماركات الصينية-الأجنبية المشتركة.

وفي هذا السياق، أكد شيو تشانغ مينغ مدير قسم استثمار الموارد لمركز الدولة للمعلومات أهمية بذل شركات الماركات الصينية جهود أكبر في عمليات الاختراع والإبداع والدراسات وتطوير العلوم والتكنولوجيا، حتى تنتشر شهرتها في السوق الاستهلاكية.

بدأت شركات الماركات الصينية للسيارات بذل جهود في تحويل الأنماط التنموية وتحديث التكنولوجيا، ومنها شركة جريت وول للسيارات التي حققت عام 2011 نمواً سريعاً لعامين متتاليين، حيث بلغ عدد مبيعات سياراتها حوالي 500 ألف سيارة. بدوره قال شانغ يوه قوي نائب المدير العام لقسم التسويق لشركة جريت وول إن ِشركته أولت اهتماماً بالغاً لرفع نوعية سياراتها حتى نالت أهلية لتصدير منتجاتها إلى دول الاتحاد الأوروبي، وذلك على خلفية تباطؤ نمو السوق.

حصلت شركتنا على أهلية من قبل الاتحاد الأوروبي على خلفية تباطؤ نمو السوق الدولي. وأجرينا قبل ذلك 48 تجربة متخصصة لسياراتنا من أجل تسويقها إلى السوق الخارجي، حتى نجحنا أخيراً في دخول السوق الأوروبي.

إن نجاح سيارات جريت وول قدم للماركات الصينية الأخرى للسيارات ثقة ذاتية واتجاهاً تنموياً، حيث اتخذت شركة تشيري للسيارات مؤخراً سلسلة من إجراءات التعديل، سعياً لإنشاء آلية دراسية ومبدعة أكثر صرامة، بهدف رفع قيمة الماركة في السوق المحلي والدولي.

في الحين ذاته، شرعت شركة جيلي للسيارات في تحويل أنماطها التنموية، من أجل الارتقاء بقيمة الماركة والتكنولوجيا المستعملة. وتتمسك شركة جيلي للسيارات بمبدأ الاختراع المستقل، حيث نجحت في إبداع المحرك الحديث من طراز DVVT الذي يتمتع بالحقوق الملكية المستقلة. ويذكر أن هذا المحرك يساعد على زيادة الطاقة المحركة بنسبة 10% وخفض استهلاك البنزين بنسبة 5% في الوقت نفسه.

في هذا الشأن، قال شن جون نائب المدير العام لقسم مناطق الصين الكبرى التابع لشركة رولند بيرجير الدولية للاستشارة إن مشاكل كثرة عدد الشركات والمنافسات غير المنتظمة تواجه الماركات الصينية للسيارات، مما قلل قدرتها التنافسية في السوق العالمي.

في الصين توجد ماركات يتجاوز عددها 100 في سوق السيارات، حيث تتشابك مصالح الأوساط المختلفة حتى لم تعد للسوق الصينية بيئة تنافسية جيدة. أما في دولة اليابان، فتوجد هناك أربع مؤسسات فقط لصناعة السيارات، حيث تجري بين هذه المؤسسات منافسات إيجابية في إطار قوانين ولوائح سليمة.

يرى بعض المحللين أنه يتعين العمل على تكوين مؤسسات كبرى بين الشركات الصينية للسيارات، بهدف توفير بيئة جيدة للسوق المحلي، وزيادة قدرة الصين في المنافسات الدولية.

مع وجود الإشكالات التي تواجه الشركات الصينية للسيارات، يتوسع سوق الصين في هذا المجال باستمرار، وذلك بفضل انضمام البلاد إلى منظمة التجارة العالمية WTO عام 2001.

ويرى أو يانغ مينغ قاو مدير مختبر السيارات لضمان السلامة وتوفير الطاقة التابع لجامعة تسينغهوا ببكين أن الشركات الصينية للسيارات تتخذ الآن إجراءات فعالة لتحويل الأنماط التنموية وزيادة قيمة الماركة وتحسين آليات العمل. فأثق بأن سوق السيارات الصينية ستشهد نهضة ناجحة في المستقبل القريب.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي