|
||
cri (GMT+08:00) 2012-08-07 15:16:35 |
تدعو الحكومة الصينية حاليا بشكل ايجابي إلى تغيير نمط التنمية الاقتصادية والسير على طريق التنمية المستدامة، ويعتبر تطوير الاقتصاد الصديق للبيئة لتعايش الإنسان والطبيعة في وئام أحد الإجراءات المهمة لتغيير نمط التنمية الاقتصادية الصيني. تقع مقاطعة تشينغهاي بشمال غربي الصين، وتبلغ مساحتها الإجمالية 737 ألف كيلومتر مربع وتحتل المرتبة الرابعة في أرجاء الصين، ولديها موارد بيئية غنية، وكانت في الجبهة الأمامية لتنمية الاقتصاد الصديق للبيئة وتنمية الطاقة الجديدة في الصين.
وعقد مؤخرا معرض الاستثمار والتجارة للاقتصاد الأخضر بمقاطعة تشينغهاي في عام 2012، شارك فيه أكثر من عشرة آلاف تاجر من داخل الصين وخارجها، وتم التوقيع على عقود ل211 مشروعا، وبلغت قيمة الاستثمار الإجمالية 150 مليار و900 مليون يوان صيني. وقال نائب المدير لمجلس الاقتصاد بمقاطعة تشينغهاي قو قوهتشوان إن هذا المعرض بني على فكرة تطوير الاقتصاد الصديق للبيئة ويهتم بقطاعات الطاقة الجديدة والمواد الجديدة والاقتصاد المدور والزراعة وتربية الحيوانات ذات الخصائص والقطاع المالي وصناعة الخدمات اللوجستية ويعمل على تطوير صناعات منخفضة الكربون وتوفير الطاقة وحماية البيئة بقوة.
في هذا المعرض، يمكن للزوار أن يروا العدد الكبير من المؤسسات والمشاريع الخاصة للطاقة الجديدة والمواد الجديدة، بما فيها شركة هاينا للبناء الضوئي، وهي تابعة لمجموعة هينا القابضة المحدودة التي تعتبر أكبر مؤسسة خاصة للطاقة النظيفة بالصين في الوقت الحالي وتعمل على تطوير الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الضوئية. في الحديث عن سبب مشاركة هذه الشركة في المعرض بمقاطعة تشينغهاي، قال المسؤول تشانغ تشونجينغ:
"إن موارد الضوء لهضبة تشينغهاي-التبت جيدة جدا، هذا من جهة ومن جهة أخرى، تدعم الحكومة المحلية بمقاطعة تشينغهاي الصناعة الضوئية بقوة، وتهتم الحكومة المركزية الصينية بخطة تطوير الصناعة الضوئية بمقاطعة تشينغهاي. لذلك، نعتقد أن الآفاق لتطوير الصناعة الضوئية هنا جميلة ومشرقة جدا."
يقع مقر مجموعة هينا القابضة المحدودة في مدينة بكين، وتوجد لها فروع في الكثير من المقاطعات في الصين وأمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وغيرها من المناطق. وستستثمر هذه المجموعة حوالي 33 مليار يوان صيني في مقاطعة تشينغهاي في المستقبل لبناء خط الإنتاج للبطارية الشمسية ومحطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومشروع BIPV.
إلى جانب ذلك، أكد نائب رئيس مقاطعة تشينغهاي لوه يولين عدة مرات أمام وسائل الإعلام أن نمط الصناعة مرتفعة الاستهلاك للطاقة وكثيفة التلويث ومنخفضة الإنتاج وضعيفة الفوائد لا بد أن يتغير نهائيا." لم تجذب موارد الطاقة الشمسية الغنية بمقاطعة تشينغهاي بعض المؤسسات المملوكة للدولة والمؤسسات الخاصة الصينية في مجال الطاقة الجديدة فحسب، بل جذبت 5 شركات كبيرة متعددة الجنسيات تتمتع بالتقنيات المتقدمة ذات الصلة مع صناعة الطاقة الشمسية مثل شركة داو كيميكال الأميركية وشركة دوبونت وغيرهما للقيام بجولة استطلاعية لمقاطعة تشينغهاي من خلال هذا المعرض، وعبرت على التوالي عن رغبتها في الاستثمار والتنمية هنا.
وبفضل الدعم القوي والتوجيه من الحكومة، تم بناء 42 محطة طاقة شمسية و3 محطات طاقة للرياح بمقاطعة تشينغهاي في عام 2011.
وفي منتدى التنمية الخضراء الذي عقد خلال معرض الاستثمار والتجارة للاقتصاد الأخضر بمقاطعة تشينغهاي، قال نيو وينيوان كبير العلماء ورئيس مجموعة الدراسة الاستراتيجية للتنمية المستدامة التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم إن صناعة الطاقة الشمسية بمقاطعة تشينغهاي ستصل إلى مستوى عشرة ملايين كيلووات، وهذا الحجم نادر في أنحاء العالم. وفي الحديث عن الخطة التالية لمقاطعة تشينغهاي في مجال الطاقة الجديدة، قدم بعض مقترحاته، وقال:
"أعتقد أنه يجب على مقاطعة تشينغهاي أن تبدأ دراسة نظام الاعتماد المالي الوطني للطاقة الجديدة وآلية الاستثمارات المصحوبة بالمخاطر للطاقة الجديدة وبرنامج المشتريات الحكومية للطاقة الجديدة وغيرها من الأنظمة المعنية. إن مقاطعة تشينغهاي باعتبارها النقطة المحورية أو الركائزية لتنمية هضبة تشينغهاي-التبت، ستصبح بلا شك القوة الرئيسية لصناعة الطاقة الجديدة في المستقبل."
بالإضافة إلى دعم وتطوير صناعة الطاقة الجديدة بقوة، تهتم مقاطعة تشينغهاي بأعمال تقليل انبعاثات الكربون، وتضاهى مدينتي بكين وشانغهاى ومدن كبيرة صينية أخرى في هذا المجال، حتى أنها تقدمت إلى الصفوف الأمامية عالميا في بناء معايير خفض انبعاث الكربون في بعض المجالات. إن بورصة البيئة والطاقة بمقاطعة تشينغهاي التي شاركت في معرض الاستثمار والتجارة للاقتصاد الأخضر بمقاطعة تشينغهاي في عام 2012 هي منصة الخدمة التجارية في مجال البيئة والطاقة، وقال الرئيس التنفيذي للبورصة شو شياوشياو عندما قدم حالة عمل البورصة:
"إن العمل الرئيسي لبورصتنا يتركز على المشاريع التجارية حول حقوق انبعاثات الكربون في مقاطعة تشينغهاي، وما يميز بورصتنا عن بورصات أخرى في هذا المجال بالصين هو أننا نعمل على دفع حماية البيئة والبناء لمقاطعة تشينغهاي باستخدام آلية السوق. ونعمل حاليا على مشروع محطة الطاقة الكهروضوئية بولاية هايشي، ويمكنها أن تكسب حوالي 10 ملايين يوان صيني من مجموعة الكهرباء الفرنسية كل عام من خلال بيع حقوق انبعاث الكربون فقط. "
وأوضح شو شياوشياو أن بورصة البيئة والطاقة بمقاطعة تشينغهاي تقوم حاليا بمشروع في محافظة تشيكو لولاية هوانغنان بمقاطعة تشينغهاي، وهي مسؤولة عن بيع حقوق انبعاث الكربون الذي تحصل خلال عملية تحويل المراعى إلى البروج وإعطاء هذه الأموال إلى الرعاة المحليين، ما يزيد الإيرادات للرعاة إضافة إلى حماية البيئة. في هذا الصدد، قال شو شياوشياو:
"إن هذا المشروع لا مثيل له في العالم، ونتمنى أن يصبح أول مشروع ناجح حول تجارة حقوق انبعاثات الكربون المتعلقة بالمروج. وتوجد الآن الكثير من المعايير والقضايا حول تجارة حقوق انبعاثات الكربون في مجالات الطاقة والغابة في العالم، ولكن حتى الآن لا يوجد معيار وطريقة ناضجة لتجارة هذه الحقوق في مجال المروج، لذلك، نستعد لتحديد معيار وتعميمه على نطاق واسع بعد نجاح هذا المشروع."
إن تنمية الاقتصاد الصديق للبيئة تحتاج إلى دعم الصناعة المالية والكفاءات، ووقعت حكومة مقاطعة تشينغهاي على اتفاق التعاون والتبادلات مع منطقة هونغ كونغ خلال معرض الاستثمار والتجارة هذا. وعبر تشينغ ياوتانغ رئيس وفد هونغ كونغ والرئيس الفخري لاتحاد هونغ كونغ للصناعة والتجارة عن أمله في رفع مستوى الخدمات المالية بمقاطعة تشينغهاي ومساعدة مشاريع مقاطعة تشينغهاي على الدخول إلى المسرح الدولي من خلال التبادلات بين خبراء هونغ كونغ والمسؤولين الماليين بمقاطعة تشينغهاي.
"أعتقد أن تقديم المشاريع الجيدة لمقاطعة تشينغهاي إلى العالم هو أمر مهم، وآمل أيضا أن تتمكن تشينغهاي من الاستفادة من قنوات التمويل بمنطقة هونغ كونغ. وأثق بأنه خطوة هامة لازدهار مقاطعة تشينغهاي من حيث الاقتصاد."
وتمتلك مقاطعة تشينغهاي الموارد الطبيعية الوفيرة، فهي أكبر مواقع تخزين مناجم الملح في العالم وأكبر منطقة تغذية الياك في العالم، ولديها أكثر مصادر الأنهار في أرجاء الصين وهي أكثر منطقة صينية تنتج أسروع فطور صينية وهو نوع من العقاقير الصينية النادرة. إن المعدن والطاقة الكهرومائية والنفط والغاز الطبيعي وغيرها من الموارد الغنية تشكل دعامة الصناعات لمقاطعة تشينغهاي، ولكن الموارد غير قابلة للتجديد وغير مستدامة إضافة إلى انخفاض الفعاليات وكثافة التلويث للصناعات الثقيلةْ، ما جعل مقاطعة تشينغهاي تبدأ الاهتمام بتنمية الاقتصاد الصديق للبيئة.
لا تتمتع مقاطعة تشينغهاي بمزايا جغرافية مثل المناطق الساحلية الشرقية ومزايا الكفاءات مثل المدن على المستوى الأول، وإن طريق التنمية الاقتصادية فيها طويلة وصعبة بلا شك، ولكن مقاطعة تشينغهاي غير الغنية اختارت طريق التنمية الخضراء المليئة بالأمل، كما قال رئيس مقاطعة تشينغهاي لوه هوينينغ: إن مقاطعة تشينغهاي قد ينقصها الأكسجين، ولكن لا تنقص الروح! ونثق بأن طريق تنمية الاقتصاد الصديق للبيئة بمقاطعة تشينغهاي سيصبح نموذجا لطريق التنمية المستدامة في الصين والعالم في المستقبل القريب.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |