الإنترنت، عامل جديد لرفع جودة وكفائة الاقتصاد الصيني

jingji

أظهرت إحصاءات حديثة شملت الفترة مابين يناير وأكتوبر من عام 2015، نموا سريعا ومستمرا لمنصة خدمات التجارة الإلكترونية، حيث نمت مداخيل هذا القطاع بـ 24.5%، ومن المتوقع أن تصل في كامل السنة إلى 15 تريليون يوان. في ذات الوقت، تمتلك الصين أكثر من 600 مليون مستخدم للإتصالات الفورية وأكثر من 500 مليون مستخدم لفيديوهات الإنترنت، ما يحقق سوقا للدفع عبر الإنترنت يناهز حجمها الـ 10 تريليونات، إلى جانب سوق ألعاب إنترنت يفوق حجمها 100 مليار يوان، وسوق رؤوس أموال الإنترنت يفوق حجمها 100 مليار يوان، ويصل حجم إدارة الأعمال الاقتصادية على الإنترنت سنويا قرابة 1 تريليون يوان.

قال وزير الصناعة والمعلومات مياو وى إنه مع التطور السريع والمستمر لتكنولوجيا المعلومات، سيما الإنترنت، وإندماجها في العديد من القطاعات والصناعات، أصبحت الإنترنت عاملا هاما في صناعة القدرة التنافسية الرقمية للدولة. وكانت الجلسة الكاملة الخامسة من المؤتمر الثامن عشر قد طرحت بوضوح، إنشاء دولة الإنترنت القوية، وتنفيذ مخطط "الإنترنت +"، وتطوير اقتصاد التشارك، وتأسيس إستراتيجية وطنية للبيانات الكبرى. ومن المعلوم أن هذه السياسات في حاجة إلى بناء بنية تحتية قوية للإنترنت، ودعامة أمنية لقطاع الإتصالات والإنترنت.

أضاف مياو وى أن بعد جهود سنوات طويلة، باتت الصين تمتلك أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت والإنترنت الخلوية في العالم، وأكبر قاعدة عالمية لإنتاج منتجات المعلومات الإلكترونية، وأكبر سوق عالمية لاستهلاك المعلومات، إلى جانب ظهور مجموعة من الشركات التي تتمتع بتنافسية دولية عالية. يذكر أن الصين قد أسست في العام الماضي مجموعة قيادية مركزية لأمن الإنترنت والمعلومات، وبعد أن طرحت إستراتيجية دولة الإنترنت القوية، قامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومجلس الدولة بإصدار إستراتيجيات "صنع في الصين 2025" و"الإنترنت +"، وريادة الأعمال والابتكار على مستوى جماهيري، وأصدرت في هذا المجال وثائق إرشادية، في ذات الوقت يتقدم إصدار القوانين المتعلقة بأمن الإنترنت بسرعة، كما شهدت البيئة السوقية والقانونية وبيئة السياسات تحسنا.

ريادة الأعمال في البيانات أصبحت نقطة ساخنة، روح التشارك والانفتاح تنتج القطاعات الكبرى.

"منذ التوصل إلى صفقة البيانات، أصبحت البورصة تضم أكثر من 250 شركة وتمكنت من إتمام أكثر من 2000 صفقة، تقدر قيمتها ب 600 مليار يوان." يقول نائب الرئيس المدير العام لبورصة البيانات الكبرى بقويانغ، لو تشانغ لونغ. وبصفتها أول بورصة للبيانات الكبرى في العالم، فهي لا تتحمل مهمة القيام بالتجارب الأولية والبحث في الأنظمة القانونية لصفقات البيانات الكبرى فحسب، بل تعد إحدى القنوات الرئيسية لإنفتاح وشفافية البيانات الحكومية.

"نحن الآن في عصر التغيرات الكبرى للبيانات" وفي هذا الصدد يشير مياو وى وزير الصناعة والمعلومات، إلى أن الإنترنت الخلوية والتقنية العالية والأجهزة الأوتوماتيكية الجديدة قد انتشرت في مختلف أرجاء العالم، ويشهد النمو السريع للبيانات إتجاها لتغطية مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وستتمكن البيانات من صناعة الجيل الجديد من بيئة الإنترنت والجيل الجديد من منظومة الابتكار، والجيل الجديد من الصناعة والجيل الجديد من بنية الإدارة الاجتماعية. وتجدر الإشارة إلى اللجنة الدائمة بمجلس الدولة قد قامت مؤخرا بتمرير "مخطط دفع نمو البيانات الكبرى"، حيث أكد على تطوير طرق استعمال الموارد الإستراتيجية للبيانات الكبرى، ودفع انفتاح ومشاركة موارد البيانات العامة، وجعل البيانات الكبرى تصبح قوة دفع جديدة لجودة وكفائة الإقتصاد في ظل وضعه الطبيعي الجديد.

أتاح صعود قطاع البيانات الكبرى مجالات واسعة لتطور الحوسبة السحابية. ووفقا للإحصاءات ذات الصلة، فقد تطور حجم سوق الحوسبة السحابية من 16.73 مليار يوان سنة 2010 إلى 164.58 مليار يوان في سنة 2014، محققا نموا بـ 9 أضعاف خلال 5 سنوات فقط. ووفقا للاستطلاعات، بدأ 37.5 % من الشركات التحول إلى نظام الحوسبة السحابية منذ نهاية 2014.

وفي هذا الصدد، يرى الباحث بمعهد أبحاث إتصالات المعلومات، د. سون كه، أن التسريع في دفع إندماج المعلوماتية والتصنيع، ودفع "الإنترنت +" للصناعة المتناسقة ، و"الإنترنت +" لريادة الأعمال والابتكار، وتعزيز الدعامتين للبنية التحتية للإنترنت والبنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات، وتطوير إندماج قطاع التصنيع في الإنترنت والرقمنة والخدمات، هو طريق ضروري بالنسبة للصين للتحول من دولة صناعية كبرى إلى دولة صناعية قوية، كما يعد حلقة هامة لتحول الصين من دولة إنترنت كبرى إلى دولة إنترنت قوية.