|
||
cri (GMT+08:00) 2012-02-09 14:42:29 |
بقلم الكاتب الصحفي : رضا سالم الصامت
عيد الربيع الصيني هو عيد تقليدي يحتفل به مع بداية كل سنة جديدة ، ويعتبر أضخم عيد للصينيين في كل عام. رغم أنه تماشيا مع تحولات العصور، تغيرت محتويات عيد الربيع وأساليب احتفال الناس به، غير أن عيد الربيع ما زال يحتل مكانة لا يمكن استبدالها في معيشة الصينيين ووعيهم.
قيل إن عيد الربيع الصيني يرجع تاريخه إلى ما قبل أربعة آلاف سنة. ولكنه لم يسمَ بعيد الربيع في البداية، ولم يكن له يوم محدد حينذاك. وقبل عام ألفين ومائة قبل الميلاد، كان الناس يسمون مدة دورة واحدة للمشترى بسوي واحد، فسمَوا عيد الربيع بسوي. أما قبل ألف سنة قبل الميلاد، فصار الناس يسمون عيد الربيع ب"نيان". وكان " نيان" في ذلك الوقت يعنى حصادا وافرا من كل محاصيل الحبوب. ويسمى الحصاد بنيان، ويسمى الحصاد الكبير بنيان كبير.
ووفقا للعادات والتقاليد الشعبية في الصين، يبدأ عيد الربيع بمعنى واسع من اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني عشر في التقويم القمري الصيني، ويستمر حتى عيد يوان شياو الذي يصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في السنة القمري الجديد، ويستغرق ثلاثة أسابيع تقريبا. وخلال هذه الفترة، تعتبر عشية اليوم الثلاثين من الشهر الثاني عشر ونهار أول الشهر الأول أفخم نهار وليلة، ويمكن القول إن عيد الربيع يصل الى ذروته حينذاك.
ومن أجل استقبال عيد الربيع، يقوم الناس، سواء في المدن أو في الأرياف، بمختلف الأنشطة التحضيرية، وتبدأ الأعمال الاستعدادية للعيد في الأرياف بالصين عقب حلولَ الشهر الثاني عشر، حيث تقوم كثير من أسر الفلاحين بتنظيم ديارهم وغسل الملابس واللحاف بقصد إزالة الأوساخ والأقذار حتى تلبس بيوتهم حلة جديدة. بينما يشترى أفراد أسرهم من الأسواق باستمرار بضائع كثيرة خاصة بالعيد مثل الحلويات والكعكات واللحوم والفواكه وغيرها من الأطعمة استعدادا للأكل وإكرام الضيوف أثناء فترة العيد. وفي المدن الكبيرة، يبدأ الاحتفال بالعيد مبكرا حيث تعد الأجهزة الثقافية والجماعات الفنية برامج فنية كثيرة ومتنوعة وتتدرب المحطات التلفزيونية على مهرجانات ليلية مختلفة وتنظم جميع الحدائق الكبيرة "مهرجانات معابد تقليدية" هذه المرة احتفل بهذا العيد في تونس في إطار انفتاحها على الثقافات الأجنبية ، حيث أقام نادي الصداقة التونسية الصينية بمدينة صفاقس مهرجانا ضخما من 20 يناير 2012 إلى غاية 23 منه تحت شعار عيد ربيع سعيد و ذلك ببلدة عقارب التي تقع غرب صفاقس التونسية حيث اشتملت التظاهرة على عديد الفعاليات لعل أبرزها عروض أشرطة سينمائية عن عيد الربيع و معارض مختلفة و رسومات الشباب و دورة رياضية في الكنغ فو و قد حضر المهرجان عدد من المسؤولين التونسيين و الصينيين و شباب جهة بلدة عقارب ، كما أقيم بتونس العاصمة معرضا صينيا احتفالا بعيد الربيع التقليدي الصيني . إن شباب تونس شاركوا شباب الصين في إلصاق مقصوصات ورقية صنعوها بأنفسهم و رسموا عليها صورة في شكل " تنين " ابتهاجا بفرحة عيد الربيع الصيني و قاموا بتعليقها على الجدران و على الأبواب استبشارا بسنة جديدة مباركة و سعيدة .
إن عملية إلصاق شعارات عيد الربيع ورسوم السنة الجديدة وإشعال فوانيس العيد المزخرفة أنشطة يحتفل الناس من خلالها بسرور بعيد الربيع. و هذه المرة تمت عملية الصاق رسومات عيد الربيع في تونس من طرف شباب يتبع نادي الصداقة التونسية الصينية لاذاعة الصين الدولية و قراء صحيفة الشعب الصينية و نادي مجلة الصين اليوم بمدينة صفاقس التونسية .
بالنسبة للصينين فان هذه الرسومات لها مدلولاتها ، و في اسواق بكين و المدن الصينية الأخرى تعرض للبيع ، لأنها شعارات عيد الربيع ورسوم السنة الجديدة التى تعكس أحوال معيشة الشعب السعيدة ومشاهد فرحهم في العمل أو تظهر الأزهار والنباتات ومناظر الطبيعة من شتى الأنواع فيمكن ذلك الناس من الاختيار. كما يعتبر مهرجان الفوانيس خلال فترة عيد الربيع نشاطا مفعما بالحيوية والنشاط. إن فوانيس العيد أشغال فنية تقليدية شعبية صينية، وازدهرت صناعتها خلال مختلف العصور. وتطبع عليها مختلف الأنواع من الحيوانات والمناظر الطبيعية والأبطال وغيرها، وكذلك، تشكيلات الفوانيس كثيرة ومتنوعة. و خلال هذا المهرجان الذي انتظم ببلدة عقارب التونسية تم إشعال عدة فوانيس للتعبير عن بهجة و سعادة شباب تونس و مشاركته في احتفالات الشعب الصيني الصديق بعيد ربيع سعيد .
رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |