بقلم رضا سالم الصامت

蛇 " عيد الربيع الصيني و2013 عام الثعبان " شوا

بقلم الكاتب الصحفي و المستشار الثقافي : رضا سالم الصامت

يستقبل الصينيون سنة 2013، سنة الثعبان 蛇 ما يسمى بالصينية "شوا" حسب التقويم القمري الصيني ، بكل أمل ورجاء متمنين أن يمر بسلام وأمان وأن تنقشع خلاله سحابة الأزمة المالية العالمية التي بدأت تلقي بظلالها على الصين، برغم حزم السياسة المالية التي اتخذتها حكومة جمهورية الصين الشعبية والتي من المتوقع أن تخفف من أثر تلك الأزمة قليلا على اقتصاد الصين خاصة والاقتصاد العالمي ككل.

هذا العام2013 و عيد الربيع الصيني يصادف عام االثعبان هو أهم عيد في السنة، فيه يلتقي القريب و البعيد ، حيث يعود المسافرون إلى مواطنهم ليلتئم شمل العائلة، لذلك تكون فترة ما قبل العيد، والتي تمتد أسبوعين أو أكثر، إلى ذروتها، فالناس تتدفق إلى المطارات ومحطات القطارات والسيارات للسفر إلى مواطنهم البعيدة والقريبة. و تتواصل هذه الاحتفالات لمدة تقارب الثلاثة أسابيع و خلالها يقع تنظيم عديد المهرجانات و الحفلات و الأمسيات الثقافية و الموسيقية في مختلف المناطق في الصين و في كبرى المدن و البلدات و حتى في الأرياف و تشتمل هذه النشاطات على عديد الألعاب و المهارات و الأوبيرات و المسرحيات لكل القوميات في الصين

عيد الربيع جزء من الثقافة الصينية العريقة و هو عيد تشون جيا 春節

انه عيد يؤرخ لبداية السنة الجديدة حسب التقويم الزراعي القمري الصيني، والذي يكون عادة بعد نحو شهر واحد من رأس السنة الميلادية. وتاريخ عيد الربيع طويل وقد نشأ في عهد أسرتي ين وشانغ (نحو القرن الـ17 إلى القرن 11 قبل الميلاد) و هو عيد كان يطلق عليه اسم نيان ومن نشاطاته تقديم الاحترام للآلهة والأجداد في نهاية العام وبدايته حسب المعتقدات .

ومن العادات و التقاليد في الصين يقوم الناس بإلصاق صور عبارة عن شعارات مصنوعة من الورق على ابواب و نوافذ المنازل و يسمونها تشون ليان أو تاو فو هذه الصور تعبر عن رغبة الناس الجميلة بأسلوب أدبي صيني هي تعبير عن السعادة و باللغة الصينية نقول فو و كلمة فو تصنع من الورق المقصوص و رسوم السنة الجديدة و من عادات الصينين تزيين البيوت و تنظيفها وتهيئة الجو السعيد و التعبير عن تطلعات الناس بالمستقبل الباسم و خلال الاحتفال تطلق الألعاب النارية عند باب البيت و إطالة السهرحيث تبدأ السهرة الطويلة في عشية عيد الربيع مع تناول وجبة عشاء العيد. المتكونة من فطائر من الأرز و اكلة جياو تسي الخ ويجب تناول الوجبة ببطء ، و في جو مرح وتبدأ الوجبة مع إضاءة المصابيح في البيت، وتستمر إلى منتصف الليل في بعض الأسر.

بدأت هذه ا لعادة في عهد الأسر الجنوبية والشمالية التي كانت تحكم الصين القديمة

أما وجبة عشاء عيد الربيع فهي تتكون من أطعمة مسلوقة في قدر علي نار والسمك، حيث يتم طهي الأطعمة بغمسها في ماء مغلي داخل قدر موضوع علي نار أثناء تناول الطعام، الأمر الذي يهيئ جوا دافئا في البيت... أما الأطفال فيمرحون و يلعبون أيام العيد و سط والديهم في فرح و حبور و في الصباح الباكر يزورون الأهل و الخلان...

رضا سالم الصامت

كاتب صحفي و مستشار اعلامي و ثقافي