يتميز شهر رمضان في جل البلدان الإسلامية بطقوس دينية وعادات وتقاليد اجتماعية متنوعة تعبيرا عن حفاوة المسلمين بهذا الشهر الفضيل وكغيرها من المدن العتيقة بالمغرب تحتفظ مدينة تا رودانت بعادات وتقاليد خاصة بكل مناسبة قد تلتقي وقد تختلف مع عادات وتقاليد المدن الأخرى ومن بين أبرز المناسبات التي تفصح فيها العادات عن نفسها شهر رمضان الأبرك
ومن مظاهر الإرث الرمضاني التقليدي بمنطقتي تارودانت النفار يظهر في رمضان ثم يختفي وكأنه الهلال في اكتماله في الوقت الذي لم يعد للنفار وجود في العديد من المدن المغربية حيث تقلص دوره أمام وسائل أخرى يعتمد عليها الصائمون للاستيقاظ لتناول وجبة السحور مع ظهور الساعات المنبهة والراديو والتلفاز والبارابول والمقاهي غير أنه لازال يواصل نشاطه الرمضاني الموسمي في إقليم تا رودانت بعدما اختفى تقريبا في بقية أحياء المدن المغربية والنفار تختلف أسماؤه غير أن صفته واحدة فهو الشخص الذي بقي متشبثا بعادات أصبحت في خبر كان وكأن عمله الرمضاني تتمة للوحة رمضانية لن تكتمل إلا بوجوده و لا يحلو شهر رمضان بدونه. ومهمة النفار ليست بالسهلة كما يخيل للبعض لإرتباطها بإحدى الطقوس الرمضانية التي يبدأ بها الصوم وهو السحور الذي له فوائد كثيرة، حيث جاء في صحيح البخاري أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: » تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بركة »، وتتطلب هذه المهمة قدرة جسدية و تحمل مشقة الطواف عبر الأحياء والأزقة ومصطلح النفار هو اسم يدل على آلة النفخ النحاسية الطويلة الشهيرة كما يدل في الوقت نفسه على صاحبها وعازفها. أما أصلها العربي فهو النفير، وتعرفه القواميس بالبوق الذي يضرب لينفر الناس أي يستنفرهم، ويعجلهم للسفر والرحيل أو للجهاد، وامتدت اشتقاقات المصطلح إلى لغات أخرى غربية كالفرنسية والبرتغالية والإيطالية وغيرها ففي الفرنسية مثلا نجد وتعني الجوقة النحاسية أو موسيقاها وإلى موضوع أخر إنشاء الله تقبلو تحيا تي صديقكم ومستمعكم معاد بلكريد يتمنى لكم رمظان مبارك