|
||
cri (GMT+08:00) 2014-07-08 09:11:54 |
مروان سوداح*
الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف غدا شخصية شهيرة خلال حقبة زمنية قصيرة. والشهرة العالمية لا يمكن بلوغها بالمجان، فلها ثمن باهظ وثقيل وقد يكون أحيانا الشهادة، شبيهاً تماماً بشهادة والد رمضان المرحوم أحمد قاديروف، الذي كان رئيساً سابقاً على الشيشان، والذي تمكّن قبل وفاته المأساوية في التاسع من مايو أيار 2004 بتفجير إرهابي أعلن الارهابي شاميل باساييف عن مسؤوليته عنه، من فهم اللعبة الدولية التي تسوق الناس الى حتفهم كالأغنام والخراف، فأدرك أن عليه حماية شعبه الشيشاني وتحقيق نقلة نوعية لصالحه، كانت عظيمة حقاً في عدة حقول أساسية، منها العلوم والتعليم؛ ونشر الاسلام الصحيح في مواجهة التفرقة والعنصرية ولي رقبة الدين لصالح البعض ومأساوية وتراجيديا التدخّل الاجنبي، وضرورة إحراز ازدهار جمهورية الشيشان اقتصادياً وتجارياً، فتحولت الدولة الشيشانية بالأب أحمد وبالإبن رمضان الى واحدة من ينابيع الاممية العالمية، وداعيةً الى الإنسانية والأنسنة وحياة فُضلى وسلمية، لا تفرقةً فيها بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى.
رمضان قاديروف يتحدّر من عائلة عريقة قبلياً ودينياً ولها سطوة إجتماعية ومعنوية في الشيشان والقوقاز، زد على ذلك انها عائلة علماء وشريعة، لا تهادن في الامور الدينية، ولا تعقد الصفقات، وكلمتها واحدة وقوية، فكان ان صار رمضان مفكّراً وفيلسوفاً في رياح العالم الاسلامي، وواحداً من أهم قيادات الدول الاسلامية، وفي هذا السياق كانت الزيارة الاولى لجلالة الملك عبدالله الثاني الى جمهورية الشيشان قبل فترة قصيرة، حيث اجتمع مع فخامة الرئيس رمضان قاديروف، واتفقا على تطوير العلاقات في شتى المجالات.
وفي عهد رمضان قاديروف صارت الشيشان دولة مزدهرة والحياة فيها هادئة ويتمنّاها كثيرون، سيّما لمكانة الدولة في الاتحاد الروسي، وقد شاهدت العديد من الافلام الوثائقية والمقابلات الصحفية مع رمضان، ولاحظت بأنه إنسان مباشرة في حديثه، وشعبي القسمات وجماهيري التطلعات، ويعمل بيديه في الشارع، ويُشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة في الدولة متحرراً في أغلب أوقاته من البيروقراطية، فهو مُحبٌ للعملياتية، الى ذلك لا يهتم بالرسميات ولا بالمظاهر الباذخة أو تلك المعنوية التعظيمية لشخصه، فبقى بالتالي كوالده الشهيد أحمد، بسيطاً يُصادق البسطاء، ويَهبُّ الى مساعدة المحاجين والملهوفين، ويُنجد الغرباء وأهل دولته، التي غدت واحة للديمقراطية الفعلية والاستقرار والمساواة بين ناسها ومذاهبها، وارتقى سلامها الاجتماعي والسياسي، فتم توديع عهد إتّسم بالدموية والتفجيرات، بوضع قاديروف حداً لها ولكل المتسولين من جيوب الاجانب، وجفّف منابع العنف، حتى تنتقل الدولة بهدوء من حقبة الى أُخرى جديدة بكل تفاصيلها وأحرفها، فكان ذلك ويستمر وسيستمر إن شاء الله..
وفي مواقف قاديروف السياسية نجد تضامناً كاملاً مع قضية فلسطين وفي مواجهةً حادةٍ من جانبه لإسرائيل الاحتلالية والمتآمرة على القضية والمنطقة العربية كما يَصفها. فقد إتّهم قاديروف قبل أيام على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي اينستاغرام، أجهزة المخابرات الاميركية والاسرائيلية والاوروبية ودول عديدة اخرى، بدعمهم وتدريبهم للجماعات الارهابية في سوريا والعراق، "الذين يقاتلون باسم "الجهاد" ويَقتلون يومياً المئات من المسلمين الأبرياء، وهي كلمات تدل على التركيبة العقلية والسياسية الصحيحة لقاديروف الأب الشهيد والإبن الرئيس، والشعب الشيشاني في جمهورية الشيشان الشقيقة.
addiyar_elena@hotmail.com
*صحفي وكاتب ورئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |