|
||
cri (GMT+08:00) 2014-11-13 16:02:02 |
يلينا نيدوغينا
غادر الوفد الصيني الرسمي الاردن، بعد جولة عربية رُباعية أفريقية آسيوية، كان آخرها تلبيته لدعوة زيارة الى الاردن، أجرى خلالها مباحثات ولقاءات مع جلالة الملك عبدالله الثاني، وعددٍ من المسؤولين، واطلع الوفد ورئيسه يوي تشنغ شنغ رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، على عددٍ من المشاريع الاردنية الكبرى، التي تدر أرباحاً، وتُعتبر مَثار إهتمام للصين الرسمية والاستثمارية وتطلعاتها التصنيعية.
ربما كانت مصادفة، ان يزور الوفد الصيني الرسمي ثلاث مَمَالِك عربية في قارتين هي بالترتيب المملكة المغربية، ومملكة البحرين والمملكة الاردنية الهاشمية، وجمهورية عربية واحدة بدأ انطلاقاً منها جولته العربية، هي، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. وجميع هذه الدول تتمتع بعلاقات ذات مستوى جيد مع الصين، بخاصة في المجال الاقتصادي، وبعلاقات قديمة وعميقة مع دولة واحدة هي الجزائر التي اعترفت بالصين منذ أمد بعيد، ونشطت معها في صلات متعددة المناحي منها العسكرية. الجولة تعتبر تنويعاً في علاقات الصين العربية، وتعزيزاً مطلوباً لها صينياً مع الدول ذات الانظمة السياسية المختلفة، في إطار توسيع رقعة الانفتاحية الصينية عربياً وعالمياً على المستوى الرسمي بالذات، وهو نهج تتوسع الصين بانتهاجه مؤخراً، وذلك من خلال توظيف قدرات المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
الأحد الماضي، أنهى كبير المُستشارين السياسيين الصينيين، يوي تشنغ شنغ، ووفده، جولته الكبرى في الدول العربية. وهي المرة الاولى التي يقوم فيها مسؤول صيني رفيع المستوى بجولة في عدة دول عربية وفي شهر واحد، ناهيك عن أنها المرة الاولى التي يصل فيها مسؤول صيني كبير بهذا المستوى الى عدة دول عربية، منذ أن طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ، مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"، و"طريق الحرير البحري للقرن الـ21"، ما يشكل زخماً جديداً لدفع تطبيق هذه المبادرة مع العالم العربي، وفق تقدير إذاعة الصين الدولية.
في جولته العربية، إلتقى رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وجلالة الملك عبدالله الثاني، كما اجتمع مع رؤساء وزارات، ووزراء، ورؤساء الهيئات التشريعية والبرلمانية والبُنى الاقتصادية لتلك الدول، وشكّلت الزيارات دفعة صينية جديدة لعلاقات على مستوى جديد بين تلك الدول والصين.
وفي العاصمة عمّان، كان لتصريحات المسؤول يوي تشنغ شنغ، ردود أفعَال إيجابية كبيرة، فقال بحسب إذاعة الصين الدولية، إن جمهورية الصين الشعبية على استعداد للتعاون مع الأردن في تعزيز الثقة السياسية الثنائية المتبادلة، والتكيّف مع المصالح الرئيسية لبعضهما البعض، مُعرباً في الوقت نفسه، عن أمله في مشاركة الأردن بشكل فعّال في التعاون العملي لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. عِلماً، أن بيكين سوف تساهم بمبلغ40 مليار دولار، لإقامة صندوق طريق الحرير، ويتوقّع أن يُقدّم الصندوق مساهمات مالية كبيرة، تخصص على نحو رئيسي لمشروعات البُنى التحتية الأهم، وتلك التي تتصل بالترابط والتواصل.
وعن المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، فهو يعمل وفق الديمقراطية الاستشارية ومن خلالها، ليحقق الحزب الشيوعي الصيني الباني التزامه بتمثيل المصالح الأساسية للشعب وخدمته، وللتوصل إلى توافق بشأن القرارات، وفق تجسيد الديمقراطية الاستشارية، حِيال مختلف المستويات وأطياف الحياة الاجتماعية الصينية على اختلافها، وحماية الديمقراطية الاستشارية على المستوى القاعدي، وتحسين شفافية العمل السياسي، حتى تطلع الجماهير العامة على مسارات وتوجهات الدولة وبرامجها.
*كاتبة اردنية روسية، ورئيسة تحرير "الملحق الروسي" سابقاً، في أُسبوعية "ذا ستار" الاردنية.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |