|
||
cri (GMT+08:00) 2017-04-27 14:32:49 |
عبد القادر حسن عبد القادر:*
تَھل علینا الذكرى الأربعین لبدء العلاقات الدبلوماسیة ما بین بلد عربي ھو المملكة الأردنیة الھاشمیة، وأخر صدیق للأردن والبلدان العربیة ھو جمھوریة الصین الشعبیة.
الأردن والصین ھما بلدان ینتمیان لقارة آسیا، ویتقاطعان في الكثیر من المواقف الدولیة والآسیویة، وتربطھما صداقة عمیقة وتعاون دائم ومتطوّر في كل المجالات، تشھد علیھا صفحات تاریخیة ممتعة، حیث فتح الأردن أراضیھا للاستثمارات الصینیة والصداقة، وفتحت الصین للأردن مجالات عدیدة في الصین، لیَغرف منھا الأردن
ما یرید وما یراه الأنسب لھ، وھو وضع مشابھ لعلاقات الصین مع بقیة الدول العربیة وغیر العربیة.
التفاھم الأردني الصیني دائم ومستمر، ولم یَسبق أن شابھ شائبة، ویَعود الفضل في ذلك إلى بُعد بصیرة البلدین
الصدیقین، والتزام الصین بسیاسة خاصة ملوّنة بألوان صینیة جذّابة، تبدأ باحترام الغیر وسیادتھا على أراضیھا وقراره السیاسي، ومروراً بمد ید المساعدة إلیھ، وتترافق ھذه المساعدة بثنائیة البِناء والعمل بقوى البلدین، لتكون
الصداقة المُنتجة أعمق وأرسخ وأشمل في انعكاساتھا المحلیة والعربیة والعالمیة.
بدأت العلاقات الدبلوماسیة بین بكین وعمّان في السابع من نیسان/ أبریل لعام 1977 ، بعد نقل الاعتراف
الأمریكي والدولي من تایوان للصین الشعبیة – كممثلة لكل الصین والصینیین، واعتراف الأردن وعدد من الدول
العربیة الأخرى وبتواریخ مختلفة سابقة ولاحقة لھذا التاریخ، بوحدانیة التراب الصیني ومستقبل الصین الواحدة،
وحق الصین بأراضیھا الواقعة تحت سیطرة أجنبیة غیر شرعیة، كانت عادت إلیھا (ماكاو و ھونغ كونغ) سلمیاً قبل سنوات، فترسّخت صورة الصین بعودة أراضیھا إلیھا على أنھا "دولة سلام"، تُعید ممتلكاتھا لنفسھا بدون إطلاق رصاصة واحدة، لأن الصین قائداً وحكومةً ودولةً وشعباً تقدّس ھِبة الحیاة المُقدّسة، وتعرف "على جلدھا"، ماذا تعني الحرب، وماذا یَعني الدمار الحربي والقتال والخراب وبكاء الآباء والأمھات على أبنائھن القتلى والمُصابین وصریر الأسنان.
فالصین خسرت ٣٥ ملیون إنسان في حرب الیابان علیھا في القرن الماضي، وھا ھي تبذل جھدھا لئلا تتكرر المآسي الحربیة والحروب، لھذا نراھا تنقل استثماراتھا إلى إقتصادات السلام وتلبیة حاجات البشر.
علاقات الصین بالعالم تتعزز الیوم أكثر من أي وقت مضى بفضل إشھار مبادرة الرئیس الصدیق لاتحادنا الدولي للصحفیین والإعلامیین والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصین، الموسومة ب"الحزام والطریق"، التي یقول سفیر الصین الحالي لدى الأردن السید "بان وي فانغ"، أنھا "قد أحرزت تقدما جبارا، وأن دول ومنظمات دولیة عبّرت عن موقفھا الإیجابي بالدعم والمشاركة فیھا. "
وإلى جانب ذلك ومعھ، فقد تمخّضت زیارة الرئیس الصیني الحبیب (شي جین بینغ (الأولى – بعد تولیھا المناصب الأرفع في بلاده – إلى مقر جامعة الدول العربیة في القاھرة، بنجاحات كثیرة، حیث قَدَّم منھجا شاملاً للسیاسة
الصینیة تجاه الدول العربیة في المرحلة الجدیدة، ما أدى إلى الارتقاء السریع بمستوى التعاون الجماعي بین
الجانبین بشكل قوي وفعّال، فلفت بكل ذلك مُجدّداً أنظار العالم العربي للصین.
من جانبھ، یُقیّم السفیر الصیني في الأردن علاقات بلاده مع الأردن بكثیر من الإیجابیة، لأنھا تقوم "على تبادل الاحترام والتعایش السلمي والتنمیة المشتركة، ولأن الدولتین أحرزتا مُنجزات ملحوظة في المجالات السیاسیة
والاقتصادیة والتجاریة والثقافیة والتعلیمیة والأمنیة والاجتماعیة، وحیث وقّع الجانبان مذكرات التفاھم لبناء مركز ثقافي صیني في الأردن. "
في الأردن، كما في مصر وطني الحبیب، یُحبّون التراث الصیني والحضارة الصینیة، ومعھا الموسیقى الصینیة، التي تصدح حتى في الجامعة الأردنیة بعمّان، وھي أُولى جامعات الأردن، وھي تشھد بلا توقف فعالیات صینیة
بكل المناسبات الصینیة، والصینیة الأردنیة، ویَحضرھا الأساتذة والمسئولون والطلبة، الذین یَستمتعون بفنون ومنھا فن الأُوبرا، الذي یَمتاز بأكثر وفرة في الألحان والموسیقى، ویرجع تاریخھا إلى ما قبل ٤٠٠ سنة.
العلاقات الأردنیة الصینیة موعودة بمزید من النجاحات خلال سنوات مُقبلة، بجھود حكومیة وشعبیة، بعدما صار غالبیة الأردنیین یعرفون الصین عن قُرب، ویتبادلون وإیّاھا المحبّة أولاً، ثم السلع التجاریة، وسیَعقبھا العملانیة
الثقافیة على نطاق واسع، سیّما بعد افتتاح المركز الثقافي الصیني بالعاصمة عمّان، والجامعة الصینیة الأردنیة التي ستقام على تخوم العاصمة لتستقطب أُلوف الأردنیین والعرب.
*وعضو في ھیئة الاتحاد الدولي CRI *كاتب وناشط إذاعي مصري مع القسم العربي لإذاعة الصین الدولیة للصحفیین والإعلامیین والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصین في مصر.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |