الشاى ليس مشروبا شائعا في الصين كلها فحسب، بل هو دمج وتراكم لثقافة الأمة الصينية العريقة. أما أسلوب إعداده، فيجسد رغبة المعدين في التثقف والتعبد.
الصين مسقط رأس الشاى، ويرجع تاريخ إنتاج الشاى وشربه إلى ما قبل آلاف السنين. فهناك مدينة تلقب باسم عاصمة الشاى ألا وهي مدينة هانغتشو. خلال سنين طويلة، لم تشتهر المدينة بجمال البحيرة الغربية فقط، بل إن شاى بئر التنين بالبحيرة الغربية الذي تنتجه المدينة ذاعت شهرته أيضا في كل أنحاء العالم. يوجد في المدينة الشاى الممتاز، وأهل المدينة شغوفون بتذوقه، لذلك تنتشر مقاهي الشاى في كل أرجاء المدينة. في أوقات الفراغ، يذهب عدة أصدقاء إلى المقهى للجلوس سويا، ربما أن هذه الاستراحة لا يحس بها إلا من المشاركين فيها. مقهى تاي تشي للشاى هو أفضل المقاهي في مدينة هانغتشو. وما زال هذا المقهى الذي نال لقب المقهى القديم للأمة الصينية ويرجع تاريخه إلى ما قبل مائة سنة، ما زال محتفظا بأسلوب أواخر أسرة تشينغ الملكية الصينية، حيث تعلق على الأرفق أغطية للشاى، وفي داخل المقهى توضع كراسي وطاولات خشبية ويدوي الغناء القصصي بلجهة سوتشو، ويرتدي العامل القبعة الصغيرة وثوبا من القماش الأزرق ويخدم الزبائن كأنه يرقص مع إبريق الشاى الكبير. وتتجسد الطاوية الصينية ببطء وعلى مهل بين عطر الشاى اللذيذ.
