منطقة "الشرق" الصناعية بإثيوبيا

في نوفمبر عام 2006، أعلنت الحكومة الصينية خلال قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي ثمانية إجراءات لدعم تطور الدول الإفريقية وتعزيز التعاون العملي معها، منها إقامة الصندوق الصيني لدعم التنمية في إفريقيا ودعم إنشاء مركز المؤتمرات للاتحاد الإفريقي، إضافة إلى بناء مناطق للتعاون الاقتصادي والتجاري.

هذا وتعد إثيوبيا مركزا سياسيا لقارة إفريقيا، حيث يقع في عاصمتها أديس أبابا مقر الاتحاد الإفريقي. لذلك فإن الصين ظلت تضع إثيوبيا في أولويات عملها ضمن إستراتيجيتها الدبلوماسية مع إفريقيا، وتعتبرها كمحور لتطوير الشراكة الإستراتيجية الجديدة النمط بين الجانبين.

وفي نوفمبر من عام 2007، طرح مشروع منطقة "الشرق" الصناعية بإثيوبيا في مناقصة نظمتها وزارة التجارة الصينية، لتصبح أول منطقة للتعاون الاقتصادي والتجاري تعمل الصين على بنائها في إثيوبيا. ووفقا لتقرير الصندوق الصيني لدعم التنمية في إفريقيا، فإن إثيوبيا من أكثر الدول الإفريقية التي تتمتع بالإمكانية التنموية، وفي ظل ذلك أصبح مشروع منطقة "الشرق" الصناعية موضوعا مهما لتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين وإثيوبيا. ويمكن القول إن نجاح المشروع سيؤثر على أنشطة الصين لنشر مثل هذا الأسلوب التنموي في الدول والمناطق الإفريقية الأخرى.

إن مجموعة "تشييوان" بمقاطعة جيانغسو هي أول مجموعة في المقاطعة تستثمر أموالها في إثيوبيا، حيث تشرف على تنفيذ مشروع منطقة "الشرق" الصناعية. وحتى الآن فقد أقامت المجموعة في إثيوبيا مشروعات الأسمنت والحديد والألواح الفولاذية الملونة والمطاحن الكهربائية. والجدير بالذكر أن مشروع الأسمنت للمجموعة والذي تبلغ قيمته الاستثمارية 350 مليون يوان صيني جذب مشاركة الصندوق الصيني لدعم التنمية في إفريقيا بـ40% من الأسهم. ومن المتوقع أن يخلق هذا المشروع منافع كبيرة بعد بدء تشغيله نهاية العام المقبل، الأمر الذي سيوفر ضمانات مالية قوية لتحقيق التنمية المستدامة لهذه المنطقة الصناعية.

ومن ناحية أخرى، أعربت الحكومة الفيدرالية الإثيوبية عن رغبتها في المشاركة في مشروع المنطقة الصناعية بنسبة 40% من إجمالي الاستثمارات، بينما قرر الصندوق الصيني لدعم التنمية في إفريقيا المشاركة بنسبة 30%.