|
||
xinhuanet.com (GMT+08:00) 2010-01-15 10:38:06 |
مدينة أورومتشي
فى الوقت الذى يقوم فيه العالم كله بالعد التنازلى انتظارا لقدوم عام 2010 يرجو السكان فى منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم فى شمال غرب الصين عاما جديدا يعمه السلم.
كان عام 2009 كابوسا للكثيرين فى المدينة. فقد بعض الناس معارفهم، وبعضهم افتقد السلام فى حياته، وآخرون فقدوا صداقتهم التى يعتزون بها ولا يعرفون إن كانوا يستطيعوا استردادها .
علاج الصدمة
امنية ما شى جيه للعام الجديد أن يعثر على وظيفة اخرى.
ذكر الرجل الذى كان طاهيا فى فندق فى اورومتشى عاصمة شينجيانغ والذى يبلغ من العمر 26 عاما ويتميز بالدماثة وحلاوة الحديث ان حياته تبدلت فى يوم 5 يوليو الماضى.
شبت اعمال الشغب آنذاك حين كان يقف فى الطابق الثالث من الفندق يطل عبر النافذة .
وقال "شاهدت ثلاثة من المارة يقتلهم الغوغاء المسلحون بالسكاكين" ولم يشأ أن يستعيد إلى مخيلته المشهد الدموى قائلا "انه كان مرعبا".
وفى الاشهر التالية لاحظ معارف ما ان الرجل اللطيف قد تغير، فاصبح سريع الاستثارة غضوبا مع الاخرين.
اما أسوأ شىء فكان انه لم يعد يستطع ان يلمس او حتى ينظر الى السكين التى كان يستخدمها فى المطبخ. وكان هذا دون شك يعنى نهاية لمهنة الطهى التى يزاولها. وقد قامت والدة ما باستدعاء احد الاطباء النفسيين.
توجه منغ شين تشن من مركز الاستشارات النفسية التابع لمنطقة شينجيانغ العسكرية الى منزل ما فى شهر نوفمبر وبدأ الرجل تدريجيا يثق به.
وقال الأخصائى النفسى "فى اورومتشى كثير من الناس على شاكلة ما" واضاف "ان السكان تنبهوا الى ان مشاهد الدماء والعنف قد تحتاج من شهر الى نصف عام للشفاء منها".
ومقارنة مع ما فان الاطفال كانوا فيما يبدو اكثر تأثرا وفقا لمنغ.
فمثلا هجرت ايجولأبليزتو وهى فتاة تبلغ من العمر 12 عاما من عرق الخالخا منزلها مرة اخرى بعد أن عرفت ان اسرة جارتها قد قتلت يوم 5 يوليو.
يذكر ان ما يقرب من 100 أخصائى نفسى فى اورومتشى يسعون الى مساعدة اشخاص مثل ما وايجول.
وقال منغ "الا ان هناك بعض الاشخاص الذين لم يمكن شفاؤهم فى وقت قصير. وقليلون ربما يعيشون فى صدمة نفسية بقية حياتهم".
الشعور بالرعب ما زال موجودا
مع اقتراب عطلة العام الجديد أخذت الطالبة الجامعية ليو شيا لينغ تعد هدايا لجديها فى مقاطعة شانشى بشمال الصين.
وقد رغبت فى شراء صدرة صوفية تباع فى البازار الكبير إلا انها تخلت عن فكرة الذهاب الى هناك خشية على سلامتها.
وقال الفتاة التى تنتمى إلى جامعة شينجيانغ "بالرغم من ان الشرطة تقوم بدوريات فى الشوارع الا اننى ما زلت خائفة من فكرة ان شيئا ما مريعا قد وقع هناك".
واضافت "فى عشية عيد الميلاد كنت اشارك فى حفل مع زملاء الدراسة ومن بينهم اشخاص من الويغور والهان".
وبالرغم من انهم كانوا يتبادلون الاحاديث ويلعبون الالعاب الا ان الشباب صغير السن كانوا يختارون كلماتهم بحذر.
وقد شاركها فى هذه الاحاسيس جيريمينيى من جامعة مينتسو الصينية التى لقيت افضل صديقاتها فى المدرسة المتوسطة مصرعها فى اعمال الشغب.
ان الفتاة الويغورية المليئة بالحيوية تحب اقامة الحفلات، الا انها كفت عن ذلك بعد اعمال الشغب.
الاستعادة التدريجية لخدمات الانترنت
من اجل اخماد نيران الشغب سريعا ومنع انتشار اعمال العنف الى اماكن اخرى قطعت وصلات الانترنت وخدمات الرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة فى بعض المناطق فى اورومتشى بعد وقت قصير من اعمال الشغب التى وقعت يوم 5 يوليو.
وانتاب القلق تشانغ شياو لي عميد فرع شينجيانغ لاكاديمية العلوم الصينية حول إمكانية القيام بالبحوث.
وقال "ان اساتذتنا سافروا الى لانتشو التابعة لقانسو او شانغهاى جوا لتحميل البيانات التى يحتاجونها" واضاف ان " قيمة رسوم البحث عبر الانترنت" ليست قليلة.
كذلك فان بعض صحف التابلويد فى اورومتشى كانت تعتمد على المعلومات الإلكترونية. ومع تعطل الانترنت تأثرت تلك الصحف بشدة.
وقد عثر احد اصحاب الصحف اليائسين ،الذى طلب أن لا يذكر اسمه، فى النهاية على وصلة انترنت من منظمة انباء كبرى، وكانت المنظمة من بين وحدات قليلة تتصل خوادمها مع الانترنت عبر العالم الخارجى.
وقد اعاق تعطل الانترنت ايضا دراسة طلاب الكليات. وكان ابدول قد تقدم الى جامعات امريكية عديدة. وفى الوقت الذى كان ينتظر فيه الرد اضطر الرجل الى السفر الى لانتشو عبر القطار وقراءة رسائله عبر البريد الإلكترونى فى مقهى للانترنت.
الا ان هناك بعض الاشخاص الذين تمكنوا من ايجاد جانب جيد لهذه العزلة.
فقد اشترت بنغ تسى يوان كتبا كثيرة فى الماضى ولكن لم يكن لديها وقت للقراءة حيث كانت تنفق كثيرا من وقت فراغها فى ممارسة الالعاب الالكترونية مع اصدقائها.
وقالت "حتى الان انتهيت من قراءة اربع روايات".
وأشارت الى أنه إلى جانب ذلك كان لديهم بريد الكترونى ورسائل عبر الهواتف المحمولة حين تعطلت الانترنت وخدمة الرسائل و" الآن أصبحت حياتى أهدأ ".
ولكن الحكومة الاقليمية ذكرت انها سوف تستعيد بالتدريج القدرة على الوصول الى بعض المواقع الإلكترونية وخدمات الانترنت، وفتح الرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة والخدمات الهاتفية الدولية عبر المسافات الطويلة.
عام جديد مفعم بالامل
ذكر ما دا تشنغ مدير مركز تنمية البحوث فى شينجيانغ التابع لاكاديمية العلوم الصينية "ان إصلاح العلاقة بين الجماعات العرقية فى شينجيانغ قد يستغرق وقتا وجهدا طويلا من المجتمع كله".
ومع اقتراب عطلة العام الجديد قامت الحكومة المحلية بتزيين الاشجار بالزهور الورقية الملونة والميادين والحدائق بالتماثيل المنحوتة من اجل تغيير صورة المدينة الكئيبة بعد اعمال الشغب. ويعرب تسو هوا بين احد رجال الاعمال من مقاطعة تشجيانغ بشرق البلاد والذى عاش فى شينجيانغ لمدة عشرة اعوام عن تفاؤله بالنسبة لاعماله العام القادم.
وقال تسو الذى يبيع الملابس فى شياوشيمن ان اعماله قد تأثرت كثيرا بسبب اعمال الشغب.
واضاف "ان كثيرا من أصدقائى اغلقوا متاجرهم هنا وعادوا الى مسقط رأسهم"، ولكن تسو قرر البقاء فى أورومتشى متمتعا بتخفيض الضرائب فيها.
واشار الى "ان أحدا أخبره بأن سياسات اكثر ملاءمة سوف تصدر العام القادم" واضاف "أرغب فى فتح متجر فى قازاقستان إذا أمكن".
وبعد الشغب اقترح والدا الطالبة ليو شيا لينغ ان تعثر على عمل فى شانشى. وقالوا"على كل حال لديك اقارب هناك يمكن ان يقوموا برعايتك".
الا ان ليو رفضت. وقالت بكلمات تمتع بالعاطفة "عشت فى شينجيانغ 18 عاما" و"اصدقائى واساتذتى وذكرياتى كلها هنا. فكيف استطيع التكيف مع مكان اخر لا يعد مألوفا لدى كلية؟".
ومثل ليو كان هناك تسنغ يينغ الذى يبلغ من العمر 68 عاما والذى عاش فى اورومتشى 30 عاما، وعندما كان أصغر سنا وكانت تثقله المشاغل ترك اطفاله لجاره الويغورى باتامخان لرعايتهم.
وقال بالرغم من اعمال الشغب فان الشخصين المسنين ظلا يتزاوران من وقت لاخر. و" بعد كل هذه السنوات الطويلة لا يمكن أن تذوب صداقتنا بين عشية وضحاها".
وتجمع تسنغ وباتامخان رغبة مشتركة، أمل فى الا يكون فى العام القادم صدام بين الهان والويغور مرة أخرى وأن يتعايش الناس فى سلام كما لو أن شيئا لم يحدث".
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |