عام 2009، ذكريات وأحداث غير عادية يمر بها مسلمو الصين

وبالرغم من تفشي الانفلونزا الجديدة والعواصف المطيرة غير المعتادة التي سادت أجواء الحج هذا العام، الا ان المسلمين الصينيين ادوا شعائرهم بسلاسة بفضل الاجراءات المذكورة آنفا، مع التأكيد على تمتع الحجاج بصحة جيدة.

وفي اوائل ديسمبر وبعد الانتهاء من شعائر الحج ، ارسلت بعثة الحج الصينية رسالة شكر وجهتها إلى البلاد والى الشعب الصيني قالت فيها ان " بلادنا وشعبنا ركيزة روحية ودعامة ثابتة لتغلبنا على الصعوبات التي واجهتنا أثناء أداء شعائر الحج في السعودية ، ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز ببلادنا ، وقلوبنا مفعمة بالحب تجاه حزبنا وحكومتنا."

وبالنسبة إلى المسلمين الصينيين والذين يتجاوز عددهم 20 مليون نسمة ، فإن عام 2009 كان عام تقدم وتطور أيضا.

وبفضل تنفيذ حزمة من السياسات المركزية والمحلية لدفع تنمية الاقتصاد ، شهدت المقاطعات والمناطق المأهولة بالمسلمين في شمال غرب الصين، مثل شينجيانغ ونينغشيا وتشينغهاي، تنمية اقتصادية متزايدة في العام الحالي، حيث عقد مؤتمر المشاورات التجارية الاقليمية وفقا للخطة وغيره من النشاطات التجارية لجذب كثير من التجار المسلمين في الصين وفي العالم.

وحسب الانباء الصادرة عن دائرة التنمية والاصلاح في منطقة شينجيانغ، طرحت المنطقة 170 مشروعا مهما بدعم من الاستثمارات المركزية والمحلية، بينها 26 مشروعا جديدا باستثمارات سجلت نحو 90 مليار يوان ( الدولار الامريكي الواحد يساوي 6.8 يوان تقريبا ) .

وفي السياق نفسه، اتخذت منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة سلسلة من السياسات لضمان معيشة مواطنيها. واستثمرت 373 مليون يوان لضمان تأمين مياه الشرب واقامة 49 مشروعا في الارياف في هذا الصدد لصالح 380 الف مواطن.

وبدأت نينغشيا بالتعاون مع البنك الدولي في العام الحالي ووضعت خطة تمتد لأربع سنوات لتنظيم دورات تدريبية للمزارعين والعمال المهاجرين في صناعة الاغذية الاسلامية والترجمة الى اللغة العربية وغير ذلك من المجالات المتعلقة بمعيشة المسلمين استفادة من قرض قوامه 10 ملايين دولار قدمه البنك الدولي.

وأقيم " معرض التجارة والاستثمارات الصينية لعام 2009" ومؤتمر رجال الأعمال المسلمين الصينيين (الدورة الثانية) " وغيرهما من النشاطات في العام عينه لجذب رجال الاعمال من ماليزيا والسعودية والكويت والامارات العربية المتحدة إلى المنطقة.

وشارك اكثر من 300 شخص في مأدبة عيد الأضحى التي أقامتها الجمعية الاسلامية الصينية في نهاية نوفمبر الماضي، بينهم دبلوماسيون من الدول الاسلامية وخبراء مسلمون يعملون في بكين وممثلو المسلمين من مختلف اوساط المجتمع.

وقال ما تيان شيانغ، وهو تاجر من مقاطعة قانسو ، حضر هذه المأدبة للمرة الثانية انه " لا توجد اختلافات كبيرة بين نشاط العام الحالي وما كان عليه في السنوات الماضية ، باستثناء ضخامة حجم هذا النشاط ."

وأضاف ان " المشاركة في هذه المأدبة جاءت بنتيجة ايجابية من خلال تعاملي مع أصدقاء جدد واستمتعت خلالها ببهجة العيد" ، مردفا " واجهتني صعوبات في التجارة الخارجية هذا العام، لكن بلادنا تعمل على ضمان مصالح التجار، وفي اعتقادي فإن استقرار المجتمع يعد اهم شيء ."