اليوم الثامن من رحلة شمس إلى جنوب الصين

إتجهنا مباشرة بعد ذلك إلى "مقبرة الصاحبين".يقال إن المقبرة لإثنين من أربع أصحاب جاؤا إلى الصين للتبشير بالإسلام، وعاشوا ودفنوا بها، ودفن الصاحب الأول والثاني في مدينتين مختلفتين في الصين، أما هذه المقبرة فهي للصاحب الثالث والرابع، هكذا يسمي الإخوة الصينيون هذه المقبرة.

كتب على الباب الخارجي للمقبرة باللغة العربية "المقبرة المباركة لصاحبي الخيرات".

يبعد الباب الخارجي عن القبر نفسه حوالي 50 متراً، معظمها سلالم للصعود على الجبل، فالمقبرة تقع على مرتفع جبلي.

دفن الصاحبان تحت الأرض ولكن فوق الأرض تابوتان حجريان يشيران إلى مكان وجودهما.

يحيط التابوتان أعمدة حجرية من ثلاث جهات، تزينها قطع من الحرير الملون على رأس كل عامود. بعد أن قرأت الفاتحة للصاحبين وغادرت المكان، لازمني شعور قوي بأني سأزوره مرة أخرى.

كانت آخر محطات اليوم متحف "تشيوانتشو للمواصلات البحرية".

كتب على مدخل المتحف بخط كبير باللغة الصينية "عالم السفن الصينية".

فبالمتحف الكثير من السفن الصينية القديمة والحديثة، فبإحدى الأركان يوجد مركب طوله تقريباً 3 أمتار، وعرضه من المقدمة متر واحد، ومن المؤخرة متران، صنع من جلد الحيوانات.

في وسط القاعة جذع لشجرة كبيرة جوفت من الداخل ، طولها تقريباً 5 أمتار ، وداخلها مجدافين.

في كل ركن من المتحف إما تصاميم صغيرة داخل زجاج بلوري، وإما ملابس للبحارة معلقة على الجدران.

على جدار المتحف،وضع مركب بشكل عمودي على الأرض،صنع من الخوص مربع الشكل الذي وضع بشكل عكسي،وربط بخيوط سميكة. عليه جلد تسعة من الأغنام التي تملأ بالهواء لجعل المركب تطفو على سطح الماء. وضع عليها لوحة كُتب عليها "كان يستخدم هذا المركب في النهر الأصفر.

على الجدران هناك الكثير من الحبال التي كانت تستخدم على المراكب .