|
||
cri (GMT+08:00) 2010-06-15 21:40:03 |
كل ما فعله ضد المكسيك كان "مغازلة" الكرة دون أن ينجح في التعبير عن نواياه بالشكل المطلوب. لكن هذه المرة الوضع سيكون مختلفاً، هذا ما يؤكده المهاجم. وفي الوقت الذي تبحث فيه جنوب أفريقيا عن انتصار يرفع من معنوياتها، كان مفيلا يقوم بتدريباته مع "بافانا بافانا" بهدوء. وقال "لا يوجد هناك أدنى شك، علينا أن نفوز بهذه المباراة وعلينا أن نقوم بهذا الأمر من أجل جميع الناس الذين ساندونا. يجب أن أحرص على اغتنام الفرص التي تسنح لي."
عندما قام المدرب كارلوس ألبرتو باريرا بإستبعاد بيني ماكارثي، أفضل هداف في تاريخ جنوب أفريقيا، من التشكيلة قبل النهائيات، أصيبت الأمة بأكملها بالصدمة، لكن المدرب البرازيلي رأى بمفيلا الرجل الذي بإمكانه أن يسد فراغ غياب مهاجم ويستهام الكبير. ورحب مفيلا بهذا التحدي حيث قال لـFIFA "لا يمكنني أن أكون بيني أبداً. لقد حقق الكثير، فاز بدوري أبطال أوروبا، ولفترة من الزمن كان أحد أفضل المهاجمين في انجلترا. من المؤكد أني تعلمت الكثير منه، لكني أريد أن أفرض نفسي في المنتخب الوطني، وكأس العالم الحالية هي الفرصة المثالية بالنسبة لي."
كانت تلك الأسابيع صعبة علي، وعلمت أني سأحتاج إلى لحظة خاصة من أجل إنعاش ثقتي، وهذه اللحظة جاءت في روستنبرج.
لا يزال مفيلا يملك ذكريات حية عن اليوم الذي تحول فيه من مهاجم متوسط الى قناص من الطراز الرفيع. كان ذلك اليوم في 28 يونيو/حزيران 2009، كان بعد ظهر مشمس في روستنبرج، وكانت جنوب أفريقيا تواجه أسبانيا بطلة أوروبا على المركز الثالث في كأس القارات 2009 FIFA على ملعب رويال بافوكنج. دخل مفيلا الذي كان حينها الخيار رقم 3 في هجوم المنتخب، إلى أرضية الملعب في الدقائق الـ13 الأخيرة من قبل المدرب حينها جويل سانتانا.
وبعد ثلاثة دقائق على دخوله الملعب، تلقى مفيلا الكرة من الجهة اليسرى، فسيطر عليها ثم أطلقها بعيداً عن متناول الحارس الكبير إيكر كاسياس. لكن التسديدة الثانية التي أطلقها هي التي جعلت منه بطلاً في جنوب أفريقيا وذلك عندما كان منتخب بلاده يحدق بالخسارة في الدقائق القاتلة من المباراة. حيث حصلت جنوب أفريقيا على ركلة حرة من حوالي 25 ياردة، وبعد نقاش حول من سيتولى تنفيذها، قرّر مفيلا أن يأخذ هذه المسؤولية على عاتقه وأطلق كرة صاروخية في المرمى قادت الفريقين إلى الوقت الإضافي. أما الباقي، وكما يقول القول المأثور، فقد أصبح من التاريخ.
"لن أنسى هذا اليوم أبداً،" هذا ما قاله مفيلا مؤخراً والإبتسامة على محياه، مضيفاً "لا زلت أتذكر ما حصل وكأنه الأمس. قبل تلك المباراة، كنت نكرة، الناس كانوا يتساءلون حتى لماذا استدعيت إلى الفريق. تلك الأسابيع كانت صعبة علي، وعلمت أني سأحتاج الى لحظة خاصة من أجل إنعاش ثقتي، وهذه اللحظة جاءت في روستنبرج."
ومهما كان بطولياً، فإن ما فعله مفيلا قبل 12 شهراً أصبح من الماضي وبالنسبة للكثيرين أصبح من التاريخ البعيد. يعلم مفيلا أن هناك المزيد من المعارك التي تنتظره والحروب التي يجب الفوز بها في وقت تسعى جنوب أفريقيا الى ترك لمستها في العرس الكروي الذي تحتضنه على أراضيها. "من المؤكد أن هناك ضغوطاً، لكننا ندرك أنه كل ما علينا فعله هو الفوز بمباراة واحدة، مباراة واحدة وحسب، وحينها ستتعزز ثقتنا إلى أقصى الحدود. علينا الفوز على أوروجواي".
أمام المكسيك، كان مفيلا معزولاً حيث لم تصله الكرة سوى في مناسبات قليلة، لكن عندما حصل على تمريرة رائعة من كاجيشو ديكجاكوي في الدقيقتين الأخيرتين من المباراة الافتتاحية على ملعب سوكر سيتي، سمع القدر يناديه مجدداً، لكن هذه المرة كانت النتيجة مختلفة. هذه المرة كان يشاهد بأسى كرته تلامس القائم الأيمن.
وقال مهاجم ماميلودي صنداونز "كانت لحظة مؤلمة، من الصعب مشاهدتها. لست متأكداً أني أريد مشاهدة شريط الفيديو، لأنه كل ما أعيد هذه الكرة في ذهني، أسجلها دائماً، لكن في ذهني وحسب."
لكن الأربعاء، سيكون يوماً كبيراً بالنسبة له – إنه اليوم الذي سيسمح له أخيراً ان ينتقل من مرحلة "المغازلة" مع القدر إلى مرحلة ضرب الموعد، وبعد ذلك ستتحول باقي جنوب أفريقيا إلى احتفال صاخب.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |