الثالث من أغسطس

ذهبنا اليوم في الصباح الباكر إلى منطقة كاناس على متن طائرة من أورومتشي إلى كاناس وتقع كاناس في منطقة آلتاي أقصي شمال منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور. وهي المحمية الطبيعية الوحيدة التي تتآخم ثلاث دول في الصين ( قازاقستان وروسيا ومنغوليا شمالا، وكانت كلمة كاناس كلمة منغولية، معناها المكان الجميل الساحر أو البحيرة الغامضة بين الأودية، تجتمع فيها المناظر الطبيعية المختلفة كمناظر نهر الجليد القديم والثلوج والجبال والأنهار والبحيرات والمستنقعات والسهول والغابات وغيرها. وبدأنا بزيارة نهر كاناس وبعد ذلك خليج التنين ويسمى هكذا لأن شكله على شكل تنين وتجولنا في الغابات المحيطة ببحيرة كاناس وذهبنا أيضا إلى خليج القمر وينبع المياه ويقال إن المياه الموجودة في هذا الينبع مياه مقدسة.

 وبعد ذلك ذهبنا إلى بحيرة كاناس وتأتي مياه بحيرة كاناس من تساقط الأمطار وذوبان الجليد ويشبه شكل البحيرة بالهلال وتحاط البحيرة بالجبال والمروج والغابات العذراء الكثيفة والمناظر الجميلة ولقد سمعت من المرشدة السياحية التي كانت ترافقنا بأنه يوجد أسطورة حول شيطان البحيرة وهذه الأسطورة جذبت العديد من السياح وهي قيل إن شيطان بحيرة كاناس عملاق ضخم، ويخرج كثيرا لمهاجمة الأبقار والخيول أو أكلها على ضفاف البحيرة وعند شروق الشمس وغروبها يمكن للسياح المولعين بالأساطير رؤية "شيطان البحيرة" الذي يشبه شكله قاربا يظهر ويختفي.

ثم بعد ذلك تجولنا بالمركب السياحي للتمتع سطح البحيرة بالمناظر الطبيعية الرائعة والتقظنا بعض الصور مع الأصدقاء ومسؤولي الإذاعة ثم ذهبنا إلى برج قوان يوي تينغ وهذا البرج مرتفع جدا و لكي تصل إلى قمة البرج لا بد أن تصعد 1065 درجة، في البداية عندما بدأت أصعد أنا وفيحاء وبعض الأصدقاء البرج لم أكن أعرف عدد درجاته كنت أصعد شوية وأستريح دقيقة ثم أكمل وعندما وصلت إلى الدرجة رقم 500 فاجأتني فيحاء بأن عدد درجاته 1065 ونحن نعتبر وصلنا إلى المنتصف وسألتني فيحاء هل تريدي أن تكملي ولا نرجع، طبعا بكل ثقة قلت لها لماذا نرجع؟ إذا كنت أعرف من البداية كان ممكن التراجع ولكن الآن لا تراجع ولا استسلام لأن الفتاة المصرية نشيطة وقادرة على صعود البرج حتى النهاية والحمد لله نجحت وصعدت للقمة وطبعا أصدقائي الصينيين كانوا يشعرون بالدهشة لأنني نجحت في الصعود إلى القمة، فقلت لهم باللغة الصينية بأن الفتاة المصرية نشيطة جدا وأخذنا بعض الصور من أعلي قمة البرج مع الأصدقاء وبدأنا مرة أخرى رحلة النزول من البرج ولكن النزول كان أسهل بكثير من الصعود.

وحان الآن موعد العشاء ذهبنا جميعا إلى المطعم وكالمعتاد قدم لنا الكثير والكثير من الأطعمة الصينية اللذيذة والشهية التي تشتهر بها منطقة شينجيانغ والحمد لله الطعام كله حلال لا يوجد لحم خنزير وتناولنا الطعام مع مسؤولي الإذاعة الصينية ومسؤولي منطقة كاناس، وبعد تناول العشاء بدأ مسؤولي المنطقة بالترحيب بنا مرة أخري ولكن هذه المرة عن طريق الغناء وشاركنا جميعا معهم الغناء، كل فائز غنى بلغة بلده وطبعا أنا غنيت كمان ولكن جزء بسيط لأنه من الصعب الاعتذار عن هذه المشاركة الجميلة وشاركنا أيضا الغناء مسؤولي إذاعة الصين الدولية ومر الوقت بسرعة البرق وكنت أتمنى أن يستمر أكثر من ذلك ولكن للأسف الوقت الجميل ينتهي دائما بسرعة وكان لا بد من الانتهاء لكي نذهب إلى الفندق لنسكن هناك وفي الصباح نعود إلى أورومتشي.