CRI Online

مقابلة مع مبعوث الحكومة الصينية الخاص بشؤون إفريقيا (1)

cri       (GMT+08:00) 2011-01-07 18:41:40
المقدمة : مرحبا بأصدقاء إذاعة الصين الدولية - أون لاين، ومرحبا بمشاهدتكم لبرنامجنا اليوم. اليوم التاسع من يناير الحالي سيشهد الاستفتاء العام في السودان لتقرير مصير جنوب هذا البلد على خياري الوحدة مع الشمال أو الانفصال عن الدولة، وتأسيس دولة مستقلة، وذلك بموجب اتفاق السلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب في يناير عام 2005. ونتشرف اليوم بدعوة السيد ليو قوي جين – مبعوث الحكومة الصينية الخاص بشؤون افريقيا إلى إلقاء محاضرة يتحدث فيها حول قضية السودان، وحول هذا الاستفتاء. ومرحبا بكم يا السيد ليو!

المقدمة: أولا إسمح لي أن أطرح سوالا وهو: كيف إختارت حكومة السودان هذا الأسلوب أي الاستفتاء العام لتقرير مصير البلاد المستقبلي؟

ليو: أهلا بكم جميعا: قبل الإجابة عن هذا السؤال، أقدم لكم بعض المعلومات التاريخية لهذا البلد. إن السودان شهد في الماضي حربين أهليتين إستمرتا نحو أربعين عاما. ولم يظهر من خلال هذه المدة الطويلة من قد إنتصر في الحرب أو إنهزم فيها. وفي عام 2005 وقع شمال السودان وجنوبها بعد ابداء تنازلاتهما اتفاق السلام الشامل الذي ينص على أن شمال السودان وافق بعد مرور ستة أعوام من توقيع هذا الاتفاق على اجراء استفتاء عام لتقرير مصير الجنوب على خياري الحفاظ على وحدة البلاد أو انفصال الجنوب عن الشمال. ويمكن القول إن حكومة السودان حينذاك اتخذت هذا القرار بعزيمة قوية غير مسبوقة حيث أبدت رغبة سياسية قوية لوقف الحرب الأهلية وتسوية المشاكل والاضطرابات الناجمة عن الحرب والقضاء على الأعمال العدائية بين الشمال والجنوب، وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد بأسلوب سلمي. فعلا لقيت هذه الجهود إشادة وتقديرا عاليا من قبل المجتمع الدولي.

المقدمة: نعرف أن الـ 9 من يناير الحالي هو موعد الاستفتاء العام في السودان. ولكننا قد لاحظنا بعض التعليقات التي تشكك في اجراء الاستفتاء في هذا الموعد المحدد، وما رؤيتك حول هذا التشكك؟ وحول الظروف والاستعدادات لهذا الاستفتاء؟

ليو: يمكن القول إن الاعمال التحضيرية تأخرت عن متطلبات إتفاق السلام الشامل الموقع. ومثلا، إن الإتفاق ينص على انهاء تسجيل أسماء المواطنين المشاركين في الاستفتاء قبل اجرائه بثلاثة أسابيع، ولكن في الحقيقة بدأ هذا العمل في وقت متأخر جدا، وانتهى خلال وقت قصير ضمن ثلاثة وأربعة أسابيع – أي خلال شهر تقريبا. وإلى جانب هذا التأخر والتقصير لم تحل بعد بعض القضايا التي تتعلق بالخلافات الجوهرية بين الشمال والجنوب رغم الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي والدول الافريقية الأخرى وجانبي الشمال والجنوب بالذات من أجل تسويتها بعد عدة جولات من المفاوضات. ومن أبرز هذه الخلافات: ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب حيث لم يتم هذا الترسيم سوى 80 بالمائة فقط، و20 بالمائة من المناطق الباقية تشمل منطقة أبيى ذات بعض المشاكل التي لم تحل بعد.

وإلى جانب ذلك يجب توقيع اتفاق بين الشمال والجنوب لتوضيح وضع مواطني الجانبين قبل اجراء الاستفتاء. ولكن هذا العمل لم يتم. ووفقا للوضع العام لا نشك أن الاستفتاء سيبدأ في الموعد المحدد أي 9 يناير. وقد أرسل المجتمع الدولي الكثير من المراقبين إلى السودان لمتابعة عملية الاستفتاء منهم مبعوثو الدول الاوروبية والولايات المتحدة ومركز كارتر الأمريكي والصين التي قد ارسلت 15 مراقبا صينيا إلى ثلاث مناطق هى جوبا وواو في الجنوب إضافة إلى منطقة العاصمة الخرطوم التي تم اقامة مركز تصويت فيها نظرا إلى وجود عدد كبير من الجنوبيين في هذه المنطقة. وإلى جانب السودان قد أقيمت مراكز تصويت في ثماني دول أخرى يقيم فيها بعض المواطنين الجنوبيين. ووفقا لهذا الوضع يمكن القول إن عملية الاستفتاء ستجري في موعده وقد لا يحدث شئ طارئ خارج التوقعات في معظم الأحوال.

المقدمة: ما المتطلبات التي تمثل نجاح الاستفتاء العادل والموثوق به ؟

ليو: إذا تجاوز عدد الناخبين الذين صوّتوا فعلا فوق 60 بالمائة من إجمالي الناخبين المسجلين – أي تجاوز عددهم مليونين و40 مائة ألف ناخب من إجمالي الناخبين المسجلين البالغ عددهم أربعة ملايين، إضافة إلى ظهور 51 بالمائة على الأقل من الناخبين المؤيدين لوحدة البلاد أو انفصال الجنوب، فإن ذلك يمكن اعتباره نتيجة أخيرة لهذا الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي