|
||
cri (GMT+08:00) 2011-01-07 18:43:01 |
ليو قوي جين: تعايش شعب الجنوب مع شعب الشمال جيلا بعد جيل، وكانا يتعايشان تعايشا سلميا وسعيدا. ولكن منذ عام 1955، اندلعت الحروب بصورة مستمرة بينهما. ويمكن القول إن شعبيهما يتعارفان بصورة جيدة ويتبادلان عواطف طيبة إلى حد ما. ولكن في الواقع، بسبب الحربين الأهليتين بينهما خلال الأربعين سنة الماضية، توجد الآن شكوك عميقة بينهما حتى مشاعر العداوة إلى حد ما. فأظن أن أغلبية سكان الجنوب يتطلعون إلى الانفصال عن الدولة بدلا من حماية وحدة الدولة، لأنهم يحسون بعدم الاستفادة من السودان الموحد ولم يجدوا السلام والتطور في الجنوب.
المقدمة: لكن إذا انفصل الجنوب عن الدولة، ماذا ستحدث من تداعيات للسودان، وما هي تداعيات حل قضية دارفور؟
ليو قوي جين: إن انفصال جنوب السودان المحتمل سيترك حتما تداعيات سلبية على الوضع العام في هذا الإقليم وخاصة على قضية دارفور. ولكن قضية دارفور مختلفة عن قضية الجنوب، لأنها قضية حول الحكم الذاتي. وأرى أن انفصال دارفور لا يجد الآن التعاطف والتأييد الشاملين من قبل المجتمع الدولي. ويعمل شعب دارفور على التوصل إلى اتفاقية مع حكومة الوحدة الوطنية على أساس الحكم الذاتي وحل هذه المسألة عن طريق سياسي. أما بالنسبة إلى الدول التى تتعرض للحروب والدول ذات الأوضاع المتشابهة للسودان فبدون شك أنها تشعر بالقلق: هل سيطالب النفوذ المضاد للحكومة والنفوذ المؤيد للانفصال في تلك الدول بالانفصال عن الدولة بمتابعة طريق الاستفتاء العام المزمع تنفيذه في جنوب السودان. ولكن كما قلت قبل قليل، لاقى الاستفتاء العام في جنوب السودان اعترافا دوليا، وينفذ على أساس (( اتفاقية السلام الشامل))، فهو شرعي. وإذا أرادت الدول الأخرى إجراء استفتاء متشابه، لا بد لها التوصل إلى ما يتشابه بما ينص على (( اتفاقية السلام الشامل)) أولا وغيره من الشروط المذكورة، وهذا هو الشرط الأساسي، وليس من السهل تحقيق ذلك، لأن ذلك هو نتيجة حققها جنوب السودان من خلال الحربين الأهليتين اللتين استمرتا لأربعين سنة.
المقدمة: إذا انفصل جنوب السودان عن الدولة، ما هي التحديات التى ستواجه حكومة عمر البشير؟ كيف تحل حكومة السودان المركزية هذه المسائل؟
ليو قوي جين: أكدت حكومة الوحدة الوطنية مرات عديدة، كما أكدت الحكومة الذاتية الحكم في الجنوب أيضا، أنه حتى ولو انفصل الجنوب عن طريق الاستفتاء العام وأسس دولة جديدة، لكن الجنوب والشمال كانا من دولة واحدة، ويربط بينهما ارتباط ثقافي وتاريخي وغيرها من المجالات، ويشربان معا مياه النيل ويستفيدان من موارد النفط بصورة مشتركة، فإن الحرب هي أسوأ اختيار لهما، ويعتبر التعايش السلمي والتنمية المشتركة أفضل اختيار لهما ولصالح كل طرف منهما. ويأمل المجتمع الدولي كافة ومن ضمنه جميع الدول في هذا الإقليم تحقيق التعايش السلمي بين جنوب السودان وشماله حتى ولو انفصل الجنوب عن الدولة. وأرى أن المجتمع الدولي قد توصل إلى آراء مشتركة في هذا الشأن، ويأمل في عدم إعادة اندلاع نيران الحرب مرة أخرى بين جنوب السودان وشماله بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء العام حتى حفظ السلام والاستقرار بينهما. وذلك لا يصلح للسودان فقط، بل يصلح أيضا لأوضاع الدول كافة في هذا الإقليم حتى أفريقيا.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |