CRI Online

لو لا الحرب لما كان العراق بلدا جميلا للغاية

cri       (GMT+08:00) 2011-09-09 17:46:13

بالرغم من عدم وجود صلة مباشرة بين العراق وأحداث ال11 من سبتمبر. ولكن الولايات المتحدة شنت حربا على هذا البلد عام 2003 بزعم حيازة العراق أسلحة الدمار الشامل، وتقديم الدعم للارهابيين. وقد غيرت أحداث 11 سبتمبر فعلا مصير الشعب العراقي باعتبار أن ذلك حقيقة لا جدال فيها. لقد مضت حتى اليوم عشرة أعوام على أحداث 11 سبتمبر، حدثت خلالها أمور وتغيرات عديدة شهد العراق خلالها نزاعات مسلحة وانفجارات انتحارية كثيرة وغيرها من الاضطرابات والأعمال الارهابية، الأمر الذي جعل سحابة الموت الداكنة تلقي بظلالها على هذا البلد مهد حضارة النهرين العريقة . إذن كيف يصف الناس الأحداث القديمة في الحرب ؟ وما هو الوضع الحالي في هذا البلد. وما موقف العراقيين من وجود القوات الأمريكية في بلادهم ؟ وقد زار مراسلا إذاعتنا تشونغ تشنغ جه وراو بين بين مؤخرا العراق، ونقلا لنا الصور الحقيقية لهذا البلد مجبين على أسئلتنا المذكورة.

بغداد مدينة يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة، ورغم مرورها بحرب دموية امتدت لسنوات طويلة إلا أن معالمها القديمة بما فيها من الجسور العظمى العديدة العابرة لنهر دجلة، ومبانيها ذات الخصائص المعمارية العربية الفريدة، والتماثيل القديمة القائمة في شوارعها، ما زالت تتحدث بافتخار عن ازدهارها القديم قبل أحداث 11 سبتمبر وحتى قبل الحرب عام 2003 .

ماز ن عبد الوحيد قائد وحدة لشركة أمن خاصة. وكان جنديا بقوات الأمن العراقية، وفي حديثه عن الوضع الأمني في العراق قبل الحرب قال لمراسلنا:

" قبل أحداث 11 سبتمبر كان الوضع الأمني هنا جيد جدا حيث لا كنا لانحتاج لحراسة بيوتنا ولا نخاف من الخروج والمشي في الشوارع في الليل. ولكن بعد الهجوم 11 سبتمبر وخاصة منذ اندلاع الحرب عام 2003 تغيرت الاوضاع تماما حيث تم تسريح الجيش وقوات الأمن. ولا شخص يجرأ الخروج بمفرده إلى الشوارع بدون اجراءات الحماية خوفا من القتل على يد المتطرفين المسلحين. "

بدأ ماز ن عمله الحالي حارسا لسلامة الأشخاص منذ خمسة أعوام، وقاد فريقا يعمل لضمان الأمن داخل مجمع سكني، وكان المجمع قد شهد قبل ثلاث سنوات انفجارا شديدا ترك انطباعات عميقة لا تنمحي من ذهنه حتى اليوم:

" كنت قد اكتشفت من خلال جهاز المراقبة علبة سوداء ملصقة على احد أعمدة الاسلاك الكهربائية بالقرب من بوابة المجمع، وأعتقد أنها عبوة ناسفة، فأبلغت الأمر فورا للشرطة. ولكن الانفجار سبق وصول رجال الشرطة. وكانت الخسارة شديدة جدا حيث تحطم معظم زجاج البيوت ومباني المجمع . "

قال ماز ن إن الوضع الأمني شهد تحسنا تدريجيا منذ العام الحالي، وقال المهندس أحمد سلام لمراسلنا إنه خلال عامي 2007 و2008 كان الناس لا يجرأون على الخروج من البيوت خوفا من التعرض لأخطار مفاجئة، أما الآن فقد تحسن الوضع كثيرا .... "

" لقد تحسن الوضع كثيرا حيث لم نعد الآن نخاف من الخروج في الليل .... "

يبدو أن تحسن الوضع الامني له علاقات مباشرة مع زيادة نقاط التفتيش التي تنتشر بمختلف أنحاء المدينة. وقد رأى مراسلنا أنه توجد نقطة تفتيش بين كل مائتي متر تقريبا في كل شارع بالمدينة، يعمل أربعة أو خمسة جنود في كل نقطة صغيرة، وحوالى عشرين جندي بنقطة كبيرة مجهزة بعربة مدرعة. ويقوم هؤلاء الجنود بتفتيش كل سيارة تمر بالنقطة للتأكد من عدم وجود متفجرات بداخلها باستخدام الجهاز الخاص مع طلب السائق باخراج هويته للتدقيق والمراجعة. ورغم كثرة هذه الاجراءات والتفتيش الدقيق ولكن سائقي السيارات عبروا جميعا عن تفهمهم لذلك، وقال محمد طاسم – أحد هولاء السائقين لمراسلنا:

" أري أن نقاط التفتيش تستطيع أداء مهمتها جيدا لحمايتنا من أخطار الانفجارات التي كانت تحدث دائما في الطرق. والآن نريد شيئا واحدا هو يجب تحسين ظروف المرور نظرا إلى ضرورة هذا الإجراء "

لقد اشتعلت نيران الحرب في العراق منذ حوالى 30 سنة ابتداءا من الحرب العراقية الايرانية. الأمر الذي أثار كراهية شديدة من أعماق المواطنين المحليين تجاه الحرب المستمرة التي مزقت بلادهم تمزيقا كاملا. أما الحرب التي شنتها الولايات المتحدة علي بلادهم فقد غيرت مصير الجميع، ومن بينهم طاه هوبيا دزوكي الذي يبلغ عمره الآن 20 عاما فقط. إنه يعمل الآن حارسا خاصا يحمل معه سلاحا في عمله اليومي، وقال زميله لمراسلنا:

" لقد غيرت الحرب مصيرنا جميعا ومصيري أيضا، ولو لا هذه الحرب لما كان طاه يدرس الآن بالمدرسة "

وعن الحديث حول القوات الأمريكية يبدو أن كلام المهندس أحمد فيه شئ من العقلانية وقال إن الجنود الأمريكيين هم غزاة، ولكنه قال أيضا إذا جاؤوا إلى العراق بصفتهم مستثمرين أو سياحا زائرين فنرحب بهم:

" لا نريد الاعتداء ، ولا نحب الاسلحة. وإذا جئتم أنتم كسياح تزورون بلادنا فإننا نرحب بكم. أما الأمريكيون فغزوا بلادنا بقوة وأسلحة، فنكرههم، لأننا نريد السلام … "

لو لا هذه الحرب لكانت بلادنا بلاد جميلة. إن العراق هو أبي وأمي وعائلتي ….. "

اختتم المهندس أحمد حديثه مع مراسلنا بهذا الكلام. فعلا، في نظرة العراقيين أن العراق يمثل عائلتهم وبيتهم، إنهم يريدون السلام ويحرصون عليه، ويحرصون على التنمية والازدهار، ويأملون في انتهاء القتال والانفجارات والنزاعات المسلحة، واعادة المجد والفخر القديم إلى وطنهم الام الذي يخترقه نهرا دجلة والفرات الذان شكلا لهذا البلد العريق حضارة باهرة عظيمة. وربما بعد مرور زمن قد يعود هذا المجد والفخر مع الازدهار القديم فعلا إلى أرض هذا بلد.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي